رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شهر رمضان والصبر


كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم أعاده الله على الناس بالخير واليمن والبركات.. وصلتني رسالة من أحد الموظفين طلب عدم ذكر اسمه، وهو يعمل بالقطاع الخاص يقول فيها:


"كلما اقترب شهر رمضان استعد لمواجهة المشكلات مع المدير، حيث يعامل الموظفين معاملة حسنة طوال شهور السنة، ولأنه مدخن شره فإن صيامه للأسف يثير الآخرين ويصبح مجال العمل من أسوأ ما يكون، حيث نراه إنسانا مختلفا عصبيا يتمادى في رفع الصوت والإهانات، وقد تتطور الأمور إلى أبعد من ذلك، نعم إلى الدرجة التي يطلب فيها أغلب الموظفين إجازة لكي يبتعدوا عنه إلا أنه مع ضيق عدد ساعات العمل يصعب الإجازات، ويبقى لنا المواجهة التي تصل إلى الزائرين، حيث لا يمكننا أن نذهب إليه ليقوم بالتوقيع على الأوراق إنما نبعث إليه الساعي حتى لا نراه.

إننا نتمنى أن يقوم بإجازة طول الشهر أو أن يفطر ويتصدق للمساكين بدلًا من أن يترك هذا الأثر السيء على كل المتعاملين معه وحتى من حوله.

حينما ينتهي الشهر يرجع كما كان ونحن في ذهول من تأثير الصيام على المدخنين، هل لأنني غير مدخن لا أعرف ذلك ولكنني أرى حولي الكثير من المدخنين يصبرون على ذلك، وهم ليسوا بهذه الصفات، مثلي مثل الكثيرين سيكون لدى البعض منهم مثل هذا النموذج وأنني ادعو الله أن يكون الشهر خيرا يعلم الناس الصبر والإيمان وتهذيب النفس".

انتهت رسالة القارئ الكريم وأقول له:
أشكرك أخي الكريم على رسالتك والتي هي بالفعل صورة متكررة تحدث كل يوم لبعض الصائمين الذين لا يعلمون المغزى من الصيام، وأن هناك بالفعل معاناة ليس من زملاء في العمل إنما المعاناة الكبرى لأهله وأولاده لأنهم معه دائمًا ولا تحكمهم إجراءات مثل إجراءات العمل.

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولمن قدر على الصيام فليصم دون أن يترك أثرا سيئا على من حوله، يصوم وهو راضِِ عن صيامه أملا في رضاء الله.. ولمن لا يقدر فليستشير العلماء في شرعية الإفطار حتى يكون هناك صورة سليمة للصيام، أنه تعب وجهد لتهذيب النفس وليس بالصورة غير اللائقة بمعاني الصيام الفريدة.
Advertisements
الجريدة الرسمية