رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الناصر يحتفل بليلة الرؤية في أول رمضان بعد الثورة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في مجلة أكتوبر عام 1982 كتب المؤرخ الدكتور إبراهيم العناني يشرح كيف كان شكل فعاليات موكب رؤية هلال رمضان منذ بدايتها حتى العصر الحديث يقول:


بدأ خروج أول قاض لرؤية هلال رمضان عام 155 هـ وهو القاضي أبو عبد الرحمن عبدالله لهيعة الذي ولي قضاء مصر.

خرج عبد الرحمن لنظر الهلال وتبعه القضاة لرؤية الهلال بوضع دكة على سفح جبل المقطم عرفت بدكة القاضي يقوم باستطلاع الهلال من عليها.

وفي العصر الفاطمي، قام القائد بدر الجمالي بتشييد مسجد على سفح جبل المقطم، واتخذ من مئذنته مرصدًا لرؤية هلال رمضان، وفي هذا اليوم كان الخليفة يخرج في مهرجان كبير من باب الذهب بالقصر الفاطمي إلى شارع المعز، مرتديًا أفخم الثياب وحوله الوزراء فوق خيولهم وفي أيديهم الرماح والأسلحة المطعمة بالذهب والفضة، ويتقدم الفرق الموسيقية ليقوم الخليفة بإعلان بدء الصوم، ثم يعود من حيث خرج باب الذهب عن طريق باب النصر ثم باب الفتوح.

وفي طريق العودة يوزع الخليفة الصدقات على الفقراء والمساكين إلى أن يصل إلى القصر فيستقبله المقرئون بتلاوة القرآن الكريم عند مدخل القصر، ثم يكتب إلى الولاة والنواب بحلول الشهر الكريم.

وفي عصر المماليك يخرج قاضي القضاة وسط أربعة من القضاة كشهود ومعهم المحتسب وكبار تجار القاهرة حاملين الفوانيس ومن منارة مدرسة المنصور قلاوون في بين القصرين يستطلع الهلال وبعد ثبوت الرؤية تضاء المساجد والحوانيت ويخرج موكب القاضي ليعلن بدء الصوم.

كما استمرت الدولة العثمانية في استطلاع هلال رمضان من المدرسة المنصورية ثم الذهاب إلى الوالي؛ لتقديم التهنئة بقدوم رمضان.

ومع بداية القرن العشرين انتقلت رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق تشارك فيه الطرق الصوفية وأرباب الحرف وفرق من الجيش والشرطة تعزف الموسيقى من القلعة إلى قصر الوالي.

وفي عهد الأسرة العلوية بدأ ظهور المسحراتي، وكما نشر الباحث سمير إبراهيم في كتابه (الحياة الاجتماعية في مصر القرن 19) أن الأهالي كانت تخرج إلى الخلاء لاستطلاع الهلال بينما يسير موكب المحتسب إلى المحكمة الشرعية في انتظار عودة أحد المرسلين لإعلان بدء الصوم.

وفي عهد الخديو عباس حلمي الثاني، انتقل إثبات الرؤية إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق حيث تطلق المدافع إيذانًا بقدوم رمضان.. ثم كان إنشاء دار الإفتاء المصرية تحولا في استطلاع الهلال والاحتفال به بحضور مندوب عن رئيس الجمهورية والإمام الأكبر شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ومحافظ القاهرة.

وفي مايو 1953 الموافق أول رمضان بعد قيام ثورة يوليو، أقيم الاحتفال بالمحكمة الشرعية بمنطقة الحلمية الجديدة برئاسة الشيخ حسن مأمون وحضرها اللواء محمد نجيب مع أعضاء مجلس قيادة الثورة للاحتفال بليلة رؤية هلال رمضان 1372. ثم تبعه جمال عبد الناصر وقت أن كان رئيسا للوزراء.
الجريدة الرسمية