رئيس التحرير
عصام كامل

سهم عربي مسموم


تابعت وملايين غيري الطعنات المتوالية التي يقوم بها الدكتور يوسف زيدان في ظهر صلاح الدين القائد العربي قاهر الصليبيين، ولا أدري لماذا تخاصم مجموعة من النخبة الرأي العام، وتحاول تشتيته، والزج به في صراعات فكرية لا طائل من ورائها سوى زيادة الهوة بينها وبين عامة الناس، وبدلا من أن تأخذ هذه النخبة بأيدي الجماهير وتبصرها يما يحدث حولها، نجدها تستدعي الماضي الذي مهما حدث وقيل ويقال لن يعود..


ولا أدري أي مكسب من تلك المعارك الدائرة التي تخاصم العقل والمنطق بين دكتور يوسف زيدان، وهو قامة وقيمة علمية وثقافية كبيرة وبين الرأي العام الجمعي لجماهير الشعب التي لم تعرف صلاح الدين إلا من خلال فيلم الناصر صلاح الدين، الذي قام بإخراجه المخرج الراحل يوسف شاهين، وقام بأداء الشخصية الممثل الراحل أحمد مظهر..

بل أكاد أجزم أن بعض شبابنا الجامعيين ولا أقول المتعلمين لا يعرفون عن صلاح الدين سوى ما قدمته السينما والتليفزيون عن هذه الشخصية العظيمة شئنا أم أبينا، فيكفيه أنه بطل «حطين» كما هو معلوم ومحفور في ذاكرة الأمة، ويكفيه أنه محرر القدس الأسير من أيدي الصليبيين، ويكفيه أنه وحد العالم الإسلامي تحت رايته، وأوقف خطر الصليبيين، وثناء أعدائه عليه، أما عن شخصيته فكلنا يعرف أن بعضها نسج خيال، ويتحكم فيها البغض والكراهية، ولا أرى طائلا من وراء هذه الحملة سوى اغتيال صلاح الدين بسهم عربي مسموم حتى لا يقال إن صلاح الدين قتل بأيد عربية.
الجريدة الرسمية