رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو.. «الباحثون عن الحنان».. 34 يتيما بالمؤسسة الإيوائية بكفرالشيخ

فيتو

أطفال في عمر الزهور وعيون حائرة تبحث عن الحنان والاهتمام، كل ذلك تصادفه بمجرد أن تخطو بقدميك داخل تلك المؤسسة الإيوائية للبنين بكفرالشيخ، وتقع عينك على الأطفال المختلفة أعمارهم بداخلها فترى أعينهم اللامعة موجهة إليك على استحياء وخجل، يعلو وجوههم ابتسامة صغيرة دون التحدث إليك وبعضهم من يقع عينه على الأرض بمجرد رؤيتك ويأخذ لنفسه زاوية بعيدة عنك لعله خوفًا من الغرباء ولعله خوفًا من نظرة شفقه قد تطارده.


يقول، خالد أحمد سمير، مشرف الدار، إن المؤسسة يوجد بها 34 طفل تبدأ أعمارهم من الـ 6 أعوام وحتى الـ 18 عامًا، ويوجد لدينا 3 عنابر للنوم، بكل عنبر 10 أسرَة، يحتوي الأول على الأطفال التي تبدأ أعمارهم من الـ 6 سنوات وحتى الـ12 عامًا، والعنبر الثاني يضم الأطفال من 12 وحتى الـ16 عامًا، ثم العنبر الأخير من عمر الـ 16 وحتى الـ18 عامًا، ويوجد 3 أخصائيين كل منهم يختص بمرحلة عمرية معينة.

واعظ ديني
وتابع مشرف الدار، أننا نعتمد على الفصل بين الأطفال لأن كل مرحلة تختلف فكريًا عن المرحلة الأخرى وأيضًا منعًا للاحتكاكات والمشادات بين طفل صغير وآخر يكبره وهكذا، كما يأتى للمؤسسة واعظ ديني 3 مرات في الأسبوع، بالإضافة إلى إعطائهم دروس في الموسيقى والمواد الدراسية.

وتابع، مشرف المؤسسة:" أن أكثر ما يعانيه الطفل في المؤسسة هي نظرة المجتمع إليه، فدائمًا نصطدم بشكاوى مستمرة من الأطفال هنا بسوء معاملة بعض المدرسين بالمدارس أو الدروس لهم لمجرد انهم أن هؤلاء الأطفال أبناء مؤسسة إيواء أو أيتام، والأطفال الآخرين يدفعون ثمن الحصة وأطفالنا غير قادرين على الدفع، وبالطبع ذلك يؤثر على الحالة النفسية لأطفالنا بشكل كبير لأنهم يجدون معايرة كل يوم وفى أغلب الأماكن، يعايرون على شيء ليس لهم ذنب فيه".

نظرة المجتمع
وعبر مشرف المؤسسة عن أسفه لما يلاقيه أطفال مؤسسات الإيواء ودور الأيتام من نظرة المجتمع لهم، لافتًا أن المؤسسة فوجئت خلال تنظيم حفل عيد اليتيم الأخير، بعمل احتفال بسيط للأطفال من خلال سماعتين وضعناهم في الحديقة لكى يفرح الأطفال قليلًا في يوم واحد في السنة، بقيام الجيران بتقديم شكوى لأن السماعات تسبب لهم ازعاجًا بدلًا من مشاركة هؤلاء الايتام هذا اليوم ولو بكلمة طيبة.

نادي كفر الشيخ
"أشرف سعيد"، أحد أطفال الدار، يبلغ 14 عامًا يروى لـ " فيتو"، أننا كلما ذهبنا لنادي كفرالشيخ، يمنعوننا من الدخول بحجة أننى من أطفال مؤسسة، وعندما أقوم بدفع الـ 10 جنيهات له يوافق على دخولي في حين أنه من حقى أن أدخل مجانًا ! ولكن دخولنا بنادي الشرطة يكون مختلف فهم ويسمحوا لنا بالدخول ونجلس بكل احترام، كما أن في المدرسة لايوجد متابعة من بعض المدرسين لنا وهناك من يهتم بنا ويعاملنا بشكل جيد وهؤلاء نحتفظ بذكرياتهم الطيبة بداخلنا حتى بعد انتهاء الدراسة، وللأسف بعض المدرسين يضربونا ويعاملوننا بقسوة لأنهم يعلمون أننى لا أملك أبا وأمَّا لكى يدافعوا عنى، وهذا حدث في خلاف بينى وبين أحد زملائى ولم أكن مخطئا فقام مدير المدرسة بضربي وطردى لأنى " معنديش أب وأم " ولأنى لا أدفع المصاريف لأننى طفل مؤسسة.

طردني علشان يتيم
ويكمل، عبد الله السيد صالح، 16 عاما، عندما كنت في درس الرياضيات سألنى أحد المدرس، والدك بيشتغل إيه قلتله متوفى، قالى ووالدتك قلتله متوفية، قالى إنت قاعد فين قلتله في المؤسسة، قالى اطلع بره وضربنى، وفى المقابل كان يوجد مدرس آخر يفهمنى المادة كويس ويقولى إنت يا عبد الله عندى مثلك مثل اللى بيدفع فلوس بالضبط لست أقل منه في شيء، وبعضنا بيضطر يكذب ولا يخبر أحدا أنه طفل مؤسسة لأن كلمة مؤسسة أصبحت عقبة أمامنا، وأشعر أن المجتمع يعاقبنا على شيء ليس لنا ذنب فيه، فنحن دائمًا نظلم من الجميع بسبب وبدون سبب.

من جانبه، أكد محمد سلامة، مدير المؤسسة، أنه يوجد مشكلات عديدة تعاني منها المؤسسة على رأسها قلة الإعانة التي لا تكفي لأي شيء، والشيء الأخطر هو أن الطفل قانونًا لابد أن يترك المؤسسة عندما يبلغ سن الـ 18 عامًا، فأين سيذهب وهو ليس لديه أي عائل بديل فبالتالى لن يكون أمامه سوى الشارع، إذن أنا كمؤسسة أكون قد ربيت طفل لمدة 18 عاما لأحوله في النهاية لطفل شوارع، فهل هذا يعقل؟!.

وأعلن مدير المؤسسة عن مطالبته المستمرة للمحافظة بتوفير شقق من الأولى بالرعاية لهؤلاء الأطفال ولكن دون جدوى، ونحن كمؤسسة على أتم الاستعداد لدفع مقدمات لتلك الشقق ونحن لا نطلب الكثير كل ما نطلبه أن كل طفل يبلغ الـ 18 عاما أن يخصص له مكان يعيش فيه عقب خروجه من المؤسسة حتى لا يصبح قنبلة موقوتة في الشارع، أو على الأقل إقامة مبنى يكون مخصص للأطفال بعد عام الـ 18 عامًا حتى عام الـ 21 عامًا، ولا يكون مأواهم الشارع ولدينا مساحة بجوار المؤسسة تسمح بتلك التوسعه، والأمر الآخر أننا نناشد محافظ الإقليم ووزير الشباب والرياضة "تنجيل" ملعب المؤسسة الترابى ليكون وسيلة ترفيهية للأطفال هنا بدلًا من المضايقات الخارجية التي يتعرضون لها، وبشكل عام أتمنى من كل أسرة أن تغير رؤيتها تجاه طفل المؤسسة، دعونا نعاملهم بإنسانية لأن إحساسهم المستمر بالظلم والاضطهاد دون سبب سيؤثر عليهم سلبًا فيما بعد وسيجعل من هذا الطفل ساخطًا على مجتمع لم يعامله برحمة يومًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية