رئيس التحرير
عصام كامل

صوت العقل


لن يستفيد من الخلاف بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، ونخبة من أساتذة الجامعة، سوى جماعة الإخوان التي تراجعت فجأة عن مواقفها المعادية للمشيخة، وللإمام الأكبر على وجه الخصوص الذي لاقي من تصرفاتهم غير المسئولة ما يفوق القدرة على الاحتمال.


ويحتشدون لإعلان ما يسمي بالمؤتمر التأسيسي لرابطة الدفاع عن الأزهر، وأصدروا بيانهم الأول الذي أشار إلى أن أي نقد يوجه للمشيخة.. يمثل اعتداء على الهوية الإسلامية لمصر.

واعتبر البيان أن «الحرب» على مناهج الأزهر حرب على العقيدة والمنهج والهوية، وهو ما يؤدي للاستسلام لليهود والنصاري!

وأشار المتحدثون إلى أن الحملة على الأزهر أتت في وقت زيارة بابا الفاتيكان الذي تفتح له الأبواب ويستقبل استقبال الفاتحين!

وبذلك يكشف هؤلاء المتآمرون عن حقيقة أهدافهم، اللعب على وتر الخلافات داخل مؤسسة الأزهر، وإثارة الفتنة الطائفية بين المصريين، متجاهلين أن دعوة البابا لم تفرض على الأزهر، إنما شيخه هو الذي وجه الدعوة إليه.. واستقبله بما يليق بمكانته الدينية في العالم أجمع.

لذلك أرجو أن يبادر فضيلة الإمام، بإجراء حوار جاد مع أعضاء نادي هيئة التدريس والتوصل إلى كلمة سواء.. توقف هذا الخلاف الذي يتصاعد ويصل إلى القضاء.. وربما رئاسة الجمهورية.. عندما تسد أبواب الحوار أمام المعترضين على بعض قرارات المشيخة، ومنها اختيار من يتولي الرئاسة المؤقتة لجامعة الأزهر، خاصة أن استبعاد من تولي هذا المنصب بسبب فتواه التكفيرية، حظي باحترام الجميع.. ومطالبة الشيخ بالتخلص ممن يتخذون نفس المواقف المتعصبة داخل المؤسسة.

وليس محمودا استبعاد الأصوات المعارضة.. طالما أن الجميع يسعون لتحقيق هدف أساسي.. النهوض بالمؤسسة العريقة.

المعارضون يطالبون بتطوير المناهج، والإصلاح الإداري والتعليم.. وأعلم أن الشيخ الطيب التقي بالعديد من خبراء التعليم.. داخل المؤسسة وخارجها، للحوار حول تطوير المناهج، وفي مقدمة هؤلاء الدكتور قدري حفني أستاذ علم الاجتماع الأشهر.. والدكتور حسام بدراوي الخبير العالمي في قضايا التعليم، وأكدا لي أن الامام الأكبر جاد في عملية التطوير.. ولو أن المعارضين علموا بتلك اللقاءات لتغيرت مواقفهم.

والحقيقة أن الخلافات بين المشيخة، وبعض الأساتذة لم تبدأ مع تعيين الدكتور محمد المحرصاوي ليتولي منصب القائم بأعمال رئيس الجامعة، واستبعاد الدكتور محمد أبوهاشم أقدم نواب رئيس الجامعة، ونما تسبب القرار في إعلان العديد من الخلافات مع المشيخة، وهذا ما أكده الدكتور محمد حسين عويضة رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس، في اجتماع الأساتذة الذين رفضوا قرار تعيين الدكتور المحرصاوي.

وقد عبرت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بالجامعة وعضو مجلس النواب، عن أن إصلاح الأزهر لن يتم في وجود «البطانة» المحيطة بالشيخ، والتي تتحمل كل الأخطاء، ويري بعض الأساتذة أن اختيار القيادات يتم من جانب أهل الولاء والثقة.. وليس أهل الكفاءة.

لذلك لا يوجد حل سوي الحوار الجاد بين المشيخة وهؤلاء الأساتذة الكبار.. حتى نسد الطريق على دعاة الفتنة.. الذين لا تهمهم مصلحة الأزهر.
الجريدة الرسمية