رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إذن فقد خان تميم أهله في الخليج.. فما العقاب؟!


لم تكن إيران إذن غائبة عن القمم الثلاث التي رتبت لها الرياض على أراضيها، وجمعت العالم السنى ورأس العالم الرأسمالي، فقد كان ممثلها الرسمي تميم بن حمد حاكم قطر موجودا بشحمه ولحمه، بسحنته الغبية، ولم تكن حماس الإرهابية غائبة عن القمم الثلاث في الرياض، فقد كان لها ممثل ومدافع قوي اعتبرها رسميا الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وليست حركة إرهابية أبدا كما وصفها ترامب في قمة القمم، كذلك لم تكن إسرائيل غائبة قط عن القمم الثلاث، فالحق أنه كان لها ممثلان، أحدهما الممثل الكبير دونالد ترامب، والممثل الكومبارس تميم حاكم قطر!


ولأن ربك بالمرصاد، ولأن كلمة مصر الرائعة فكرا ونصا وإلقاء، وضعت النقاط فوق الحروف وحددت بالأوصاف من هو الإرهابي الحقيقي المدسوس وسط القمم، بل من الخائن حقا لمصالح الأمة العربية، فإن الإرهابي الخائن تميم ساقه شيطانه إلى النطق بما حبسه لسانه خوفا وسط الكبار في القمم الثلاث.
 هكذا قال إن إيران قوة إسلامية كبري لايجوز التصعيد ضدها، وإنها ضامنة لأمن المنطقة، وأنه يري حماس الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، في مخالفة صارخة للإجماع العربي على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي هذا الممثل المعترف به دوليا، بل وداخل الأمم المتحدة، واعترف أيضا بأنه صديق لإسرائيل والاتصالات لا تنقطع، وأنه يخشي أطماع بعض الدول المجاورة (يقصد السعودية) لكن قاعدة العيديد الأمريكية، هي ما يمثل نفوذ أمريكا الأخير في الشرق الأوسط.

ما الذي دفع الأمير إلى هذه التصريحات التي بثها تليفزيون قطر ووكالة الأنباء القطرية، ولما انفجرت دول الخليج عليه سحبها وتحجج بأنها دست عليه من قراصنة المواقع، وهو أمر مستحيل، فضلا عن إعلان السعودية والإمارات أن مخابرات البلدين لديهما تسجيلات بصوت تميم تؤكد ما قاله!

 أقول: ما الذي دفع الأمير إلى إعلان خبيئة آرائه؟! هل المعاملة الفجة التي لقيها في القمم الثلاث؟ هل هي إشارات من ترامب بوضعه في حجمه،أدركها الشاب تميم ورد عليها بأن ترامب ذاته عنده متاعب قانونية في بلاده، ما يعني أنه قد لايكمل مدته الرئاسية؟

لكن الأوقع أن نسأل هل حقا فوجئت أمريكا والسعودية والإمارات والكويت والبحرين، ناهيك عن مصر، بأن هذه هي الآراء الحقيقية لحاكم قطر، وأن سياسته الخارجية كلها معلنة ومحققة لهذه الآراء؟!

ما الجديد الذي أتاه تميم؟ ربما التوقيت! فلقد دفعت السعودية دم قلبها من المليارات لتحشد العالم الإسلامي والغربي ضد الأطماع الإيرانية، فاذا بواحد من دول مجلس التعاون الخليجي يدافع عن الموقف والنظام والقوة الإيرانية! 
لقد طعنهم في الظهر طعنة فارسية مسمومة.

السعودية وبقية دول الخليج وأمريكا كانوا ولا يزالون يعرفون أن قطر ترعى الإرهاب وتموله، وتحاربه معا، فما الذي جد؟ هل قرر ترامب جز الرقاب من المنبع، أم أن الحاكم القطري رفض دفع فاتورة الحماية؟

أبعد من ذلك ينبغي أن نذهب ونتأمل إلى حد يمكن أن يكون تميم دس سمومه في هيكيلية ولاية العهد السعودية، ما بين ولي ولي العهد محمد بن سلمان وولي العهد المباشر محمد بن نايف ليقسم العائلة، ويبذر الفتنة، ويحرك الضغائن؟ ما هو العقاب المنتظر؟ هل تتفق دول المجلس على أنه لم يعد موضع ثقتهم بعد خيانته ونزوعه لإيران، ومن ثم تطرد قطر من المجلس؟ وارد بالطبع، أو التجميد على الأقل إلى أن يتم تغيير ما داخل أسرة حمد آل ثاني.

في كل الأحوال، انكشف الدور القطري الإرهابي بعد سنين بح فيها صوت مصر لتنبه الدنيا بأن دويلة تنفق المليارات لتزعزع الاستقرار، لحساب الإخوان وإيران. ما يفعله تميم يقطع بأنه القيادي الأول في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، التي تحظرها السعودية والإمارات ومصر!

تلك في ظنى، أولى تداعيات قمم الرياض.. انقسام البيت الخليجي بسبب عميل إيراني عضو بمجلس التعاون الخليجي بصفته حاكما لقطر.

الفترة المقبلة تتحرك كتل صخرية ضخمة تنقل المعادلة في الخليج نقلة مختلفة، لكن الفواتير ستكون باهظة.

ترامب سيملأ حافظة أمريكا حتى تطفح.

Advertisements
الجريدة الرسمية