رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«رئيس الوزراء» لـ«سطوطة الفنجري»: إحنا دورنا هو بث روح الأمل في الشعب.. أما الإنجازات فتيجى براحتها

فيتو

الباشمهندس شريف إسماعيل هو صديق قديم منذ أن كان وزيرا للبترول.. تعودنا عليه صامتا لا يخرج للإعلام إلا في أحلك الحالات.. طول سنوات رئاسته للحكومة لم يجر إلا أربعة حوارات منها ثلاثة حوارات أجريتها معه في تلك المساحة على فترات متباعدة.. إلا أنه قرر في الفترة الأخيرة أن يظهر في أكثر من مناسبة ويدلى بتصريحات وردية لو تحولت لواقع لأصبحت مصر دولة عظمى خلال سنوات قليلة.. إشى مشاريع عملاقة وإشى خطط تنمية وإشى الدولار هيبقى بـ 8 جنيهات وإشى تأمين صحى لكل المواطنين.. وإشى نظام جديد للثانوية العامة والتعليم ككل.. «حاجة آخر ألاجة بالصلاتو عالنبى».

لاحظت هذه التغييرات في شخصية صديقى رئيس الوزراء فاتصلت به وحددت معه موعدا فكان بيننا هذا الحوار:

قلت: إيه ياعمنا الحكاية.. شايفاك يعنى مقضيها بُكره أحلى من النهاردة وتصريحات وردية مع إنك كنت بتخاف تقول كلمتين للشعب علشان ماحدش يمسك عليك الكلام
قال: الخطة اتغيرت ياسطوطة.. إحنا دلوقتى دورنا إننا نبث الأمل في نفوس الناس!
قلت: يعنى هنبطل شغل وإنجازات ونقضيها تفاؤل؟!
قال مش كده بالضبط
قلت: أمال إزاى بقا؟!
قال: شوفى ياستى.. أنا هحكيلك حكاية وإنتى هتفهمى سياستنا ماشية إزاى
قلت: حكايات تاااااااااانى؟!.. طب إحكى ياعم

قال: كان فيه بنت جميلة لكنها مريضة ولا تقوى على الحركة.. قالت لأختها التي تقوم برعايتها: كم ورقة على الشجرة؟!
أختها قالت لها وعيونها مليئة بالدموع: ليه بتسألى ياحبيبتى عن عدد أوراق الشجرة؟!
فقالت الطفلة المريضة: لأننى أعلم أن أيامى ستنتهى مع وقوع آخر ورقة من الشجرة!
هنا ردت الـأخت وهى تبتسم: إذا يجب علينا أن نستمتع بحياتنا ونفعل كل ما نستطيع فعله ليسعدنا حتى تتساقط كل الأوراق.. فلا يجب ياحبيبتى أن نقضى عمرنا في مراقبة أوراق الشجر وهى تتساقط فتتساقط معها أعمارنا دون أن ندرى بها أو نستمتع بحياتنا ونفعل كل ما نريد.
مرت الأيام والليالى والشهور والسنين والطفلة المريضة تستمتع بحياتها مع أختها.. تلهو وتلعب وتعيش أجمل أيام طفولتها وأوراق الشجرة تتساقط تباعا دون أن تدرى بها.. إلا أن ورقة واحدة بقيت على الشجرة.. فلما فوجئت الطفلة بذلك عادت ترقب هذه الورقة ظنا منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه الورقة ستنتهى حياتها بسبب مرضها.
كانت الطفلة تنظر من نافذتها صباح كل يوم على الورقة المتبقية حتى تطمئن على عمرها ثم تمارس حياتها مع شقيقتها باقى اليوم بطريقة طبيعية.
انقضى الخريف وبعده الشتاء ومرت السنة ولم تسقط الورقة والفتاة سعيدة مع أختها وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد وتنسى أمر الورقة والشجرة حتى شفيت تمامًا من مرضها واستطاعت أخيرًا أن تمشى بطبيعية، فكان أول ما فعلته أنها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط عن الشجرة، فوجدتها ورقة شجيرة بلـاستيكية مثبتة جيدا على الشجرة، فعادت إلى أختها مبتسمة بعدما أدركت ما فعلته أختها لـأجلها.
وتوتة توتة.. فرغت الحدوتة ياست سطوطة

قلت: نعم ياخويا.. وأنا أفهم من كده إيه بقى؟!
قال: الأمل ياست سطوطة الأمل.. إحنا دورنا هو بث روح الأمل في الشعب.. أما الإنجازات فتيجى براحتها
قلت: يعنى الحكومة بتبيع لنا الوهم يامان؟!
قال: طب أعمل إيه تانى علشان تفهمى ياست إنتى؟!
قلت: لا ياخويا.. أنت في حالك وأنا في حالى.. واللى هيجرى للشعب هيجرالك ويجرالى!!
Advertisements
الجريدة الرسمية