رئيس التحرير
عصام كامل

علاقات تاريخية بين مصر والنمسا.. قمة الاتحادية تبحث الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين.. «السيسي» و«كيرن» يدرسان أزمات الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب.. والرئيس يوجه رسائل للبشير

فيتو

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بقصر الاتحادية كريستيان كيرن مستشار النمسا، والذي يزور مصر؛ حيث عقد الرئيس جلسة مباحثات ثنائية مع المستشار النمساوي، أعقبها جلسة مباحثات موسعة ضمت أعضاء الوفدين.


التعاون بين البلدين
ورحب الرئيس السيسي بالمستشار النمساوي، مؤكدًا العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والنمسا وحرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلًا عن مواصلة التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

الصعيد الاقتصادي
وأكد الرئيس تطلع مصر لأن تساهم زيارة المستشار النمساوي للقاهرة في تعزيز التعاون مع النمسا في مختلف المجالات، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، منوهًا إلى أهمية عقد اللجنة المشتركة بين البلدين والعمل على زيادة التبادل التجاري.

علاقات تاريخية
وأعرب المستشار النمساوي "كريستيان كيرن" عن سعادته بزيارة مصر، مشيرًا إلى ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وطيدة، ومشيدًا بما حققته مصر خلال السنوات الماضية على صعيد تدعيم الاستقرار وإجراء الإصلاحات الاقتصادية الشجاعة التي ستساهم تحقيق التنمية الاقتصادية.

وأشار المستشار النمساوي إلى اهتمام الاتحاد الأوروبي بدعم أمن واستقرار مصر والمساهمة في دفع عملية النمو الاقتصادي، منوهًا إلى دورها الهام بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومشيدًا بالجهود التي تبذلها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب.

خطر الإرهاب
وأوضح "كريتسان كيرن" أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية، لا سيما في ضوء ما ينتج عن الأزمات القائمة بالمنطقة من تحديات مشتركة على البلدين، على رأسها خطر الإرهاب.

واستعرض الرئيس خلال اللقاء مجمل تطورات الأوضاع في مصر، مشيرًا إلى خطوات الإصلاح الاقتصادي والجهود المبذولة لتحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات وزيادة معدلات النمو، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات القومية بما يوفر فرص العمل ويُحقق نهضة بالقطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة.

الشركات النمساوية
وأشار السيسي إلى تطلع مصر لاستفادة الشركات النمساوية من الفرص الاستثمارية المتنوعة التي تتيحها المشروعات التنموية الجاري تنفيذها، وخاصة في المناطق الاقتصادية الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة قناة السويس.

واتفق الجانبان على تبادل زيارات الوفود الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة لبحث آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

كما بحثا خلال اللقاء سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطرق اللقاء إلى التطورات على الصعيد الإقليمي والجهود التي تبذل للتوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة.

الأزمات
وناقش الجانبان تداعيات الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة على أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا، ومن بينها موضوعات تدفقات اللاجئين والمهاجرين وسبل التعامل معها، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب والتطرف.

واستعراض اللقاء الجهود المبذولة للتقريب بين الأشقاء في ليبيا لدفع العملية السياسية واستعادة الاستقرار هناك، بما يحفظ وحدة الأراضي الليبية ومؤسساتها الوطنية ويصون مقدرات شعوبها.

مؤتمر صحفي
وعقد الرئيس ومستشار النمسا عقب انتهاء المباحثات مؤتمرًا صحفيًا تحدثا خلاله إلى وسائل الإعلام.

وقال السيسي: يُسعدني أن أرحب اليوم بالمستشار النمساوي "كريستيان كيرن"، والذي يحل ضيفًا عزيزًا على مصر وشعبها.

وأضاف: "لقد ارتبطت مصر والنمسا على مدار عقود بعلاقات متميزة تتسم بالتعاون والاحترام المتبادل أتاحت للبلدين العمل معًا والتنسيق المشتركفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. ومما لا شك فيه أن تلاقي المصالح والرؤى المشتركة للبلدين إزاء العديد من القضايا التي فرضت نفسها على المجتمع الدولي يساهم بشكل كبير في تميز العلاقات المصرية النمساوية سواء على المستوى الثنائي أو من خلال التنسيق الوثيق في المحافل الدولية، والتعاون أجل تعزيز السلم والأمن الدوليين".

مباحثات مثمرة
وذكر السيسي: "لقد عقدت اليوم مع المستشار "كيرن" جلسة مباحثات مثمرة وبناءة تناولنا فيها مختلف قضايا التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين، وتعظيم الاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتوافرة لكليهما. ولقد اتفقنا على أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا وتطوير الشراكة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، فضلًا عن زيادة التبادل التجاري بين البلدين وعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة".

الاقتصاد المصري
واستطرد: "ولقد لمست اهتمامًا من المستشار "كيرن" بالاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد المصري لزيادة حجم الاستثمارات النمساوية في مصر ونقل الخبرة النمساوية إليها، سواء فيما يتعلق بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها أو بدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة التي تعد النمسا من الدول صاحبة التجارب الرائدة في تعزيز دورها كدعامة رئيسية للنمو الاقتصادي".

وفي هذا السياق، فقد استعرضت مع المستشار خلال المباحثات الخطة الطموحة التي تنتهجها مصر حاليا للإصلاح الاقتصادي من خلال اتخاذ قرارات حاسمة على مدى الشهور الماضية بدعم من الشعب المصري، وذلك بما يُمهد الطريق لتحقيق طفرة تنموية تسهم في تعزيز استقرار مصر وتوفير خدمات أفضل لمواطنيها بما يلبي تطلعاتهم نحو مستوى معيشة أفضل ومستقبل مُشرق.

الصعيد السياسي
وتابع السيسي: "وعلى الصعيد السياسي فقد تطرقت مباحثاتنا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسُبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث تم الاتفاق على تعزيز وتكثيف التشاور الثنائي وتنسيق الجهود بين البلدين في المحافل الدولية، ولاسيما من أجل دعم الجهود الدولية الرامية لوقف نزيف الدم في سوريا، وإعادة الاستقرار ودعم مؤسسات الدولة في ليبيا لإنهاء المعاناة التي يعاني منها الشعب الليبي، والتعامل الفعّال مع قضية تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل يراعي الأبعاد التنموية والأسباب الجذرية للهجرة".

الخطر المشترك
وقال السيسي: "كما استعرضنا في هذا الصدد سبل التصدي لقوى الإرهاب والتطرف، والتي باتت تمثل تهديدًا مشتركًا لأمن واستقرار المجتمع الدولي ككل، ولقد أكدت للمستشار في هذا الصدد عزم مصر والتزامها بالوقوف في مواجهة هذا الخطر المشترك الذي لا يعرف وطنًا أو دينًا".

الحياة الآمنة الكريمة
وتابع السيسي: "ولقد كان من دواعي سروري أن لمست اتفاقًا في وجهات النظر بين مصر والنمسا إزاء أفضل السبل لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة التي تواجه مساعينا لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وتوفير المناخ الأنسب للنمو الاقتصادي وتلبية طموحات شعوبنا في الحياة الآمنة الكريمة، ولقد اتفقنا على أن يستمر التنسيق رفيع المستوى بين البلدين إزاء هذه القضايا ومواصلة التشاور حولها".

حادث مانشستر
كما أكد الرئيس السيسي إدانة مصر للحادث الإرهابي الذي وقع بمدينة مانشستر البريطانية أول أمس، معربًا عن إدانة مصر لكل الأحداث الإرهابية في ضوء ما تمثله من اعتداء على الإنسانية.

السودان
وردا على استفسار حول التصريحات الإعلامية الأخيرة التي تضمنت اتهامًا لمصر بدعم عناصر لمهاجمة السودان، أكد الرئيس تبني مصر لسياسات ثابتة لا تتغير وتقوم على عدم التدخل في شئون الآخرين وعدم التآمر على أحد، مشددا على أن تلك الثوابت تم التأكيد عليها في إطار إستراتيجية مصر لمكافحة الإرهاب التي تم عرضها خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأخيرة في الرياض.

البناء والتنمية
وشدد على أن مصر تتعاون فقط من أجل البناء والتنمية ولا تقوم بمثل هذه الإجراءات الخسيسة، وخاصةً ضد الأشقاء في السودان.

كما أعرب الرئيس عن تطلعه لأن تصل هذه الرسالة إلى العالم بأكمله، مشددًا على أن مصر تتبع سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف، وأن مصر دولة رشيدة تحترم نفسها ولا تتعامل بازدواجية أو تبيعة لأحد، كما أنها قادرة على مواجهة جميع التحديات بصلابة المصريين.
الجريدة الرسمية