رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس لم يطلب تصحير الصحراء!


ما حدث السبت الماضي في حملة الإزلات العشوائية والتي لم تفرق بين الحق والباطل والصالح والفاسد يجب ألا يمر مرور الكرام؛ لأن ما فعله بعض الوزراء والمحافظين هو إساءة لرئيس الجمهورية وخصمًا من رصيده وشعبيته في ظل ظروف يعاني فيها المواطنون من نار الفقر والمرض والأسعار، إنه السبت الحزين كما وصفه أحد الزملاء الصحفيين، فحينما طلب الرئيس استعادة أراضي الدولة المنهوبة كان يقصد مافيا الأراضي الذين حصلوا على عشرات الآلاف من الأفدنة ولم يزرعوها أو حولوها من زراعة إلى منتجعات سكنية وحققوا مليارات الجنيهات من الأرباح وأعطوا الدولة الفتات، وللأسف الشديد جرافات المسئولين لم تقترب منهم بل دمرت ممتلكات الفقراء حتى يزدادوا فقرًا..


جرافات المسئولين ذهبت إلى من أنفق شقى عمره كله في زراعة 5 أفدنة في الصحراء الجرداء، بلدوزرات المسئولين دهست الدواجن في مزارعها بلا شفقة ولا رحمة، بلدوزرات المسئولين قامت بتصحير الصحراء، وتخريب العمار، والآبار والخضار، المحافظون تنافسوا في تدمير الزراعات والمباني للظهور أمام الرئيس أنهم ينفذون تعليماته ونيل رضاه، وهو لم يقصد إطلاقا هدم منازل وزراعات المواطنين الفقراء..

حينما تقرأ قيام محافظ الوادي الجديد بإزالة 270 حالة تعد على أملاك أملاك الدولة فلابد أن تصاب بالجلطة أو بالسكتة الدماغية أو بالذبحة الصدرية، لأن محافظة الوادي أكثر من 40% من مساحة مصر أي 400 ألف كيلو متر مربع صحراء جرداء لا زرع ولا ماء وعدد سكانها 400 ألف مواطن، أي كيلو لكل مواطن فإذا لجأ إلى التعدي على أملاك الدولة، فهذا معناه فشل للمسئولين هناك لأنهم لم يسهلوا له إجراءاته ولم يساعدوه وتركوه وشأنه يبني ويزرع وبعد أن ساعد نفسه قاموا بتدميره، محافظة الوادي الجديد التي هي أمل مصر، ويجب تعميرها ونقل ملايين المواطنين إليها يقوم مسئولوها بتدمير مباني وزراعات المواطنين بحجة الحفاظ على أملاك الدولة، وكأنها محافظة ناقصة أراض وكأن هؤلاء المواطنين من كفار قريش ثم إن ما هي الدولة؟ ومن هم أصحابها؟ أليسوا هم هؤلاء المواطنين؟ أليس لهم الحق في دولتهم؟ ما حدث في الوادي الجديد حدث في مطروح وكل محافظات الجمهورية..

وحدث أيضًا مع زملائنا الإعلاميين في أكتوبر على طريق الواحات البحرية رغم استقرار حيازتهم المستقرة والهادئة للأرض منذ 20 عامًا وتخصيص رسمي من الدولة، وموافقة القوات المسلحة، وكل الجهات وقام بعضهم كان بشراء المياه حتى زرع وأثمر يقوم محافظ الجيزة بلا رحمة بهدم وتدمير زراعاتهم وأيضًا خزانات وآبار المياه..

أنا شخصيًا لا أجد أي تفسير أو تحليل للشخصية التي تشاهد بعينها تدمير الزراعة والدواجن وتشرف على ذلك بنفسها بل تتلذذ بهذه المشاهد المؤلمة وكأنها جرافات اليهود مع أشقائنا الفلسطينيين..

أي حقد هذا؟! وأى كراهية وغل ونفوس مريضة وصلت لهذا الحد؟! هل تعتقدون أنكم بذلك سوف تناولون رضا الرئيس.. كلا وألف كلا.. بل أقسم بالله العظيم أنكم تسيئون إليه بما تفعلون وتحملونه فوق طاقته، كان من الأفضل مصادرة الأرض بما عليها من مزروعات ومبان لصالح الدولة التي تتسول غذاءها من الخارج وعلى وشك الإفلاس فالدين العام تجاوز الناتج القومي..

المسئولون الذين قاموا باستغلال تعليمات الرئيس وتفسيرها على هواهم للانتقام من المواطنين لم يشعروا بأي ذنب أو تأنيب ضمير بسبب وجود 230 مليون فدان أرض صحراء قاحلة ولم يشغلوا بالهم بأن 95% من مساحة مصر قاحلة، لو أنهم أخلصوا في التعمير كما يخلصون في التخريب لم ولن يكون هذا حالنا..

سيدي الرئيس نحن معك في محاربة الفساد ومعاقبة المقصرين، ندعمك ونثق في إخلاصك وحبك لبلدك وطموحاتك لها، ولكن ما فعله المحافظون يحتاج إلى تحقيق وحساب وعقاب لأن الضرب في المواطن حرام فقد أصبح جثة هامدة.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية