رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements

قذائف السيسي في الرياض!


عن التمويل والتدريب والدعم بالسلاح وتهريب وإنقاذ وإسعاف الجرحى وشراء البترول المنهوب من أصحابه الحقيقيين والتجارة في المخدرات والآثار والدعم الإعلامي الذي وفر للإرهاب وللإرهابيين أبواق الشر.. عن كل ذلك تحدث الرئيس السيسي وبكل صراحة ممكنة وبإشارات -وكما يقول القانون- لا تنطبق إلا على أصحابها حتى ومن فرط المصداقية ظننا -وليس كل الظن إثم- أن الرئيس سيترك مقعده أثناء كلمته ليذهب و"يسلم" لأمن المؤتمر ممثلي بعض الدول!


الحضور المصري في قمة الرياض -وقد طالبنا لمقاطعتها لإثبات التخوف الشعبي المصري منها- لم يكن -وكما توقعنا- لمجرد التمثيل الشكلي ولا للتمثيل الإعلامي ولا خجلا من دعوة وجهت ولا اتصالا قد تم ولا التزاما ببروتوكول وقواعد دبلوماسية إنما في الأصل جاء لطرح رؤية حقيقية لتعريف الإرهاب وخطط مواجهته بشكل شامل كامل وفعال لا يعرف فيه للمجاملة سبيلا ولا يترك قناة لدعم الإرهاب ـ كل الإرهاب دون استثناء ـ إلا وأشار إليها وفضحها!

وبعيدا عن الشكليات التي تداخل بعضها مع لحظات إلقاء الرئيس لكلمته وكان ضبطها ضروريا وواجبا وبما يليق بكلمة رئيس أهم وأكبر بلد عربي لكن ورغم ذلك خطف الرئيس انتباه الجميع فربما كانت الكلمة الوحيدة التي غردت خارج سرب القمة وفي المسار الحقيقي للحرب على الإرهاب ورغم أنها ـ في غالب الظن ـ قد كتبت وصيغت في القاهرة وقبل سفر الرئيس بالطبع فإنها كما لو كانت قد طالعت وقرأت مسبقا مقررات القمة وما تمخض عنها.. حيث تجاهل بيانها الختامي تماما القضية الفلسطينية وكان الرئيس السيسي الوحيد الذي تحدث عنها وتجاهل البيان أيضا الأزمات العربية وكان الرئيس الوحيد الذى تحدث عنها وتحدث صراحة عن خطورة هدم مؤسسات الدولة الوطنية وبما سمح للإرهابيين بالتمكين من أراضي الدول الشقيقة بينما نص البيان الختامي عن تشكيل قوة تصل إلى 34 ألف جندي وضابط للتدخل عند الحاجة في العراق وسوريا دون أن نعرف أن كلا من العراق وسوريا طلبا تدخلا من أحد إلا أن السيسي وحده أيضًا من أكد عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول !!

وفي الختام لا يمكن أن نتجاهل مقدمة كلمة الرئيس التي أشار فيها إلى مصر صاحبة الحضارة العريقة الضاربة في التاريخ بآلاف السنين وأنها ترسل "بمسلميها ومسيحييها" دعمها للمؤتمر ليؤكد الرئيس أن بلادنا موحدة لا تعاني طائفية بغيضة وأنها كبيرة وعظيمة أضاءت الدنيا بالحضارة وبالقيم حتى قبل أن تظهر وتتكون أغلب الدول الموجودة في المؤتمر!

قيمة وأهمية كلمة الرئيس السيسي ليس فقط في صياغتها ومحتواها وإنما كذلك لقدرة مصر على الحفاظ على شموخها رغم ظروفها القاسية ورغم كل مغريات الدنيا..

شكرا سيادة الرئيس.. مثلت مصر كما ينبغي وكما تستحق وشرفتنا جميعًا !
Advertisements
الجريدة الرسمية