رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بهجت يبحث عن جوهر العيد

أحمد بهجت
أحمد بهجت

كتب أحمد بهجت مقالا عن عيد الفطر المبارك في جريدة "المسلمون"، في عام 1985 قال فيه:

«يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعيدي الفطر والأضحى، وتشمل الاحتفالات مظاهر وعادات للعيد متوارثة، متناسين جوهر العيد ومعناه السامي الذي قصد الله تعالي من تشريعه.


يتلون العيد ويختلف مذاقه من عام إلى آخر، لكنه في النهاية هو العيد الذي يفرح به المسلم بعد صيام شهر فضيل، فهو بمثابة الجائزة الكبرى التي يهديها الله للصائمين بعد تمام فريضتهم على الوجه الأكمل.

ويختلف الإحساس بالعيد من فرد إلى آخر، كما يختلف الإحساس به مع تقدم العمر، ففي طفولتنا يقتصر العيد على الملابس الجديدة وعلى كعك العيد والعيدية والرحلات واللعب الخالي من الهموم.

وفي شبابنا يرتبط العيد بالنجاح والمسئولية، وفي كهولتنا يتحول العيد إلى أعباء مادية تثقل كاهلنا.

وفى الشيخوخة يعود العيد إلى الطفولة، وإن كان الاحتفال هذه المرة يخرج من طفولتنا إلى طفولة الأبناء والأحفاد.

ورغم تعدد الأعياد عند المسلمين إلا أن هناك عيدا واحدا خفيا يمكن أن يستمر طوال السنة، ويمكن أن يجئ لحظة في السنة ويمكن ألا يجئ.

هذا العيد مرتبط بإرادة المسلم واختياره لا بالأوقات الخارجة عن إرادته، هذا العيد هو إحساس المسلم بالصلح مع الله، هو التوبة، هو انسجام المسلم مع الأمر الإلهى، وهذا هو الفرح الحقيقي.

ولما كان مضمون العيد ومحتواه هو الفرح، فإن هذا هو العيد الحقيقي الذي يقع في دائرة اختيار المسلم، وهذا منة من الله على عباده.

ويحدثنا الحديث الشريف أن الله يفرح بتوبة عبده مثلما يفرح العبد بدابته التي شردت منه في الصحراء ثم وجدها أخيرا.

فلنبحث عن جوهر العيد قبل بحثنا عن شكله أو رسومه ومظاهره».
الجريدة الرسمية