رئيس التحرير
عصام كامل

مصر ثالث دولة في العالم انتهاكا للحقوق الثقافية والفنية

مؤسسة المورد الثقافى
مؤسسة المورد الثقافى

شهدت الحريات الثقافية والفنية تراجعًا ملحوظًا في عدد من الدول العربية خلال عام 2016، وذلك وفقا لما رصده التقرير الثامن لبرنامج السياسات الثقافية في المنطقة العربية والذي أطلقته مؤسسة المورد الثقافى وبالتعاون مع مؤسسة الثقافة الأوروبية منذ عام 2009.


ويهدف برنامج السياسات الثقافية في المنطقة العربية إلى بناء قاعدة معرفية تدعم التخطيط والتعاون الثقافى في المنطقة العربية ودعم مبادرات تحسين حال السياسات الثقافية في بلادها.

ويرصد التقرير حال الحقوق الثقافية والفنية في 12 دولة عربية وآخر تطوراتها، وذلك خلال الفترة من الأول من يناير حتى 31 ديسمبر 2016.

وأشار إلى أن مصر صُنفت كثالث دولة على مستوى العالم تخرق الحقوق الفنية والثقافية بواقع 37 انتهاكًا وذلك بزيادة 20 خرقا عن عام 2015.

وشملت الانتهاكات التي رصدها التقرير، إحالة الكاتب أحمد ناجى للمحاكمة بتهمة خدش الحياء العام في روايته «استخدام الحياة»، كما تعرضت فرقة «أطفال الشوارع» للسجن بتهم التحريض على التظاهر والترويج لأفكار إرهابية، بعد نشرهم مقاطع فيديو ناقدة سياسيا.

وتمارس النقابات الفنية دورا مهمًا في تقييد حرية التعبير الفني في وسائل الإعلام والمسرح والسينما والموسيقى، إذا قامت نقابة الموسيقيين بتحرير مخالفات بحق موسيقيين ومطربين بدعوى عدم الاحتشام أو خدش الحياء، كفصل 6 كطربين من النقابة بدعوى ارتدائهن ملابس غير محتشمة وغناء كلمات غير لائقة.

وكحال مصر تقوم النقابات الفنية في تونس رغم ثورة الياسمين، باتخاذ نفس الإجراءات ضد الفنانين، حيث منعت نقابة الموسيقيين المغنية التونسية نجلاء من الأداء بدعوى خدش الحياء.

وأوضح التقرير أن من أكثر الدول التي تلت مصر على قائمة أسوأ منتهكي الحقوق الفنية والثقافية هي سوريا، والتي يتشارك فيها النظام بشكل أساسى وأحيانا الفصائل المسلحة المعارضة في انتهاك الحقوق الثقافية، وتلحق بالقائمة العراق، حيث قام داعش بإعدام الطفل أيهم حسين البالغ من العمر 15 عاما بتهة الاستماع إلى الموسيقى الغربية.

وفي السياق ذاته أكد التقرير أن المملكة المغربية الأقرب إلى طبيعة الانتهاكات الثقافية لمصر، فقد سجلت 8 انتهاكات للحقوق الثقافية استهدفت في غالبها الصحفيين، حيث تمت محاكمة الكاتب عزيز بنحدوش صاحب رواية «جزيرة الذكور» في أغسطس 2016، بشهرين مع إيقاف التنفيذ ودفع غرامة مالية، وذلك بعد مقاضاته من قِبل مواطنين اعتبروا أنفسهم معنيين بالظاهرة التي وردت في الرواية المذكورة مما يعد «تشهيرًا بهم» على الرغم من أن النص التخيلي صاغ صاحبه عوالمه بعيدا عن أي تحديد زمانى أو مكانى وبأسماء متخيله.

وتلخص المؤشرات والإحصائيات حالة الحقوق السياسية والحريات المدنية والثقافية في العالم العربى، حيث تأتي معظم الدول العربية في قائمة الدول التي لا تحترم الحقوق المدمية والسياسية والصحفية والتي لا تدعم حرية التعبير، وذلك بالمقارنة حال السياسات الثقافية خلال العامين الماضيين.
الجريدة الرسمية