رئيس التحرير
عصام كامل

«حُصر السمار» مهنة تندثر بعد عمر ممتد لزمن الفراعنة.. «تقرير»

فيتو

تحولت قرية كفر الحصر التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية، من أهم القري لصناعة الحُصر بمصر إلى قرية غلب عليها طابع المدينة حيث المباني الشاهقة، فضلا عن غياب تلك الصناعة التي تميزت بها حتى حملت اسمها.


«أعمل في صناعة حصر السمار منذ عُمر 6 سنوات وسأظل أعمل بها حتى مماتي"... بهذه الكلمات بدأ عبدالرحمن على "70عامًا " من أهالي قرية كفر الحصر، يروي مشواره مع مهنته التي تعلمها من والده وجده، حيث كانت العائلة كلها تعمل بهذه المهنة وتورثها للأبناء.

وتابع عبدالرحمن، رغم أنني أصبحت مٌسنا وصحتي ليست كما كانت لن أترك هذه المهنة مهما حصل ولن يُؤثر قلة طلبها واندثارها في عملي بها فهذه الصناعة منذ عهد الفراعنة التي اهتموا بها كثيرا، مضيفا بأن القرية منذ عشرات السنين، حيث كان العاملون بهذه المهنة يتعاملون مع تاجر للتصدير إلى ليبيا، وكان يرسل التاجر سيارات حمولة الواحدة منها 5 آلاف متر حصير بخلاف بيع الحصر للمساجد بالتنسيق مع هيئة الأوقاف.

وقال جلال حسن 56 أحد العاملين بهذه المهنة، زمان كنا ننتج ونصدر دلوقتى شغالين على قد الحال ورزق يوم بيوم ونعتمد في صناعة الحصير على نبات السمار الذي نجلبه من محافظة الفيوم ونضع أعواد النبات في حوض مياه حتى تكتسب المرونة اللازمة وتساعدنا على تصنيعها حيث يتم وضع السمار على النول ويتم تكوين الحصير الذي تتراوح مقاساته ما بين " متر أو مترين أو ثلاثة" حسب طلب الزبون، ويلجأ البعض إلى صبغ الحصير بما يريد من ألوان.

وأكد حسن جابر 76 عاما أحد محترفي صناعة الحصر، "أعمل مع 3 من زملائي المٌسنين فقط بهذه المهنة بالقرية، وعقب وفاتنا لن يكون لها وجود، هذا بسبب ظهور الحُصر البلاستيك، والموكيت والسجاد".

وتابع "رغم أن حٌصر السمار أنظف وأفضل من البلاستيكية بكثير فتتحمل الرطوبة والأتربة، إلا أن المواطنين اتجهوا لشراء الحٌصر البلاستيك والمفروشات الحديثة، وأصبح العاملون في مهنة تصنيع حٌصر السمار يعانون الأمرين لبيع منتجاتهم التي كان يتهافت عليها السائحون والمواطنون ومع انخفاض الإقبال ترك الكثير من العاملين المهنة".
الجريدة الرسمية