رئيس التحرير
عصام كامل

محمود عباس القيادى المنشق عن «النور»: «المصلحجية» والسذج فقط متمسكون بالبقاء في «الحزب»

فيتو

  • لا يوجد داخل الحزب إلا رأى واحد هو رأى الشيخ وغيره إما يتم تسفيهه أو تطفيشه حتى يرحل
  •  انتخابات الحزب الداخلية «شو سياسي»

انتخابات داخلية محاطة بسور عال من السرية التامة، تجرى داخل حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية.. انتخابات أعادت الذاكرة أربع سنوات للوراء مع انعقاد جمعية عمومية للحزب كانت عاصفة ونتج عنها استقالة عدد كبير من مؤسسى الحزب وانفراد آخرين بالقيادة.
محمود عباس.. القيادى السابق بحزب “النور” يتحدث عن ذكريات تلك السنوات، ليس هذا فحسب، لكنه يقدم رؤيته الخاصة للخطوات التي يتم اتخاذها في الوقت الحالى من جانب الذين يتولون أمر “إدارة النور”، كما يتحدث عن موقفه من القيادات التي تتولى إدارة الأمور سواء داخل “النور” أو الدعوة السلفية.
وعن رؤيته للانتخابات الداخلية التي تجرى داخل “النور” وموقفه من القيادات الحالية للحزب، وحقيقة أن الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، هو صاحب اليد العليا والكلمة الأولى والأخيرة داخل الحزب، والأسباب التي دفعت غالبية قيادات الحزب للانشقاق عن “النور”، وأمور أخرى كان الحوار التالى:


> بعد أن خسر حزب النور النسبة التي حققها في برلمان 2012 وانحصار المقاعد التي حصل عليها في 12 مقعدا.. من وجهة نظرك كيف ترى مستقبل الحزب؟
مستقبل ليس له أي ملامح إلا الفشل فهم يتحركون داخل المجلس كمن أصابه الجرب والكل يبتعد عنهم، انفض الناس من حولهم في الشارع إلا من يسعى لمصلحة من المجلس، أصبحت أقوالهم مناقضة لأفعالهم، وما كانوا ينادون به قبل الانتخابات من أنهم يسعون للتغيير وسن القوانين التي تتماشى مع الشريعة وسوف يغيرون ما خالفها وسوف يلغون قوانين تم سنها في غيبة من البرلمان مثل قانون الإرهاب وغيره من القوانين سيئة السمعة، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، وهو ما حذرنا منه قبل الانتخابات، وقبل أن يظهر فشلهم وسقوطهم المريع وحصولهم على صفر القوائم.
وما يؤيد الرؤية بالفشل المرتقب لمستقبل حزب النور أنهم لا يحاولون التغيير فهم نفس الناس، ونفس الفشل ونفس الكلام فبدلا من تنحى من أخفقوا في الانتخابات النيابية تجدهم لا يزالون يتصدرون المشهد بل منتظر أن يتصدروا ترشيحات الحزب لانتخابات المحليات دون تصعيد وجوه جديدة أو غير محروقة.
سبق أن أشرت إلى أن عددا من رجال المصالح داخل حزب النور يضغطون لخوض انتخابات المحليات.. من هم ولماذا يضغطون؟
لم يتبق داخل الحزب الآن إلا مجموعة من السذج أو مجموعة من “المصلحجية”و السذج هم من لا تزال لديهم ثقة في هذه القيادات الفاشلة ويظنون أنه هناك تغيير للأفضل في الأيام المقبلة، أما مجموعة “المصلحجية” فهم من يستفيدون من الأعضاء الحاليين بالمجلس لتخليص مصالح لهم أو لحماية مشروعاتهم المخالفة للقانون أو لفتح طرق للمكاسب المادية من وراء هذه العضوية أو يستفيدون من علاقاتهم السابقة منذ كانوا أعضاء بالمجلس لتنفيذ ما سبق.
وتعتبر المجالس المحلية فرصة مواتية أيضا لـ”المصلحجية” بعد فشلهم في الوصول لمجلس النواب، للاستفادة بما يقدمه لهم المنصب الجديد من مميزات.

> بصفتك واحدًا من قدامى الحزب وعضو إصلاح الحزب.. كيف جاء مخيون إلى رئاسة الحزب؟
“مخيون” لم يكن له أي فضل في إنشاء الحزب أو تكوينه أو حتى الدعوة لإنشائه، فهو شخصية مترددة منطوية ليس له رأى يعيش في الظل، غير قادر على احتواء الناس أو توجيههم، وهو الشخصية المطيعة لـ”برهامى”، ولذلك وقع الاختيار عليه كشخصية يسهل تحريكها بعكس د.عماد الدين عبد الغفور أول رئيس للحزب الذي استعصى على “برهامى” تطويعه لأغراضه وهى السيطرة على الحزب فشوهه ليسهل خلعه من الحزب، رغم أن أول مؤتمر للحزب لم يأخذ إلا قرارا واحدا وهو استمرار د.عماد رئيسًا للحزب فلم يسكت “برهامى” وأخذ يكيد له للانقلاب عليه بالحزب، إلى أن قدم “د.عماد” استقالته، و”مخيون” رئيس حزب لا يقدم أو يؤخر إلا بعد الرجوع إلى “برهامى”.

> من وجهة نظرك.. هل يسعى الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية إلى السيطرة على الحزب والدعوة السلفية في آن واحد؟
بالفعل.. هو يسيطر الآن على الحزب والدعوة معا فهو يسيطر على رئيس الحزب والمجلس الرئاسى والهيئة العليا فأغلبهم إما تلاميذه أو يسيرون خلفه حتى لو ادعوا أن لهم رأيًا وكلمة فالرأى الأول والأخير لبرهامى، ولا يوجد داخل الحزب إلا رأى واحد هو رأى الشيخ وغيره إما يتم تسفيهه أو تطفيشه حتى يترك الحزب لا يلوى على الرجوع.
وكما أن هناك إرهابا بطلقات الرصاص فهناك إرهاب فكرى، فمن يجدونه لا ينصاع إلى أوامر الشيخ أو لا يسير في ركابه فهذا عندهم لا ينتمى للدعوة، وبالتالى معارض لرأى الشيخ رغم أنها سياسة اجتهادية دون مخالفة للشرع في شيء، ولكن هيهات هيهات أن يكون سوى رأى واحد في الحزب هو رأى “برهامى”.
كما أن “برهامى” سيطر تمامًا على الدعوة بعد استبعاد مؤسسيها كأمثال د.سعيد عبد العظيم ود.حطيبة ود.المقدم ود.فريد لأسباب (مختلقة) حتى لا يكون غيره من المؤسسين الأوائل بخلاف القيم أبو إدريس الذي لا يرفض لـ”برهامى” طلبا وجاء بتلاميذه كأمثال غريب أبو الحسن ورضا ثابت ومحمد شريف ليقودوا الدعوة فوضعهم في مجلس إدارة الدعوة، ويا للغرابة فبعد أن كان الحزب هو الذراع السياسية للدعوة أصبح الحزب هو المتحكم في الدعوة فقد أصبح 9 من أصل 13 عضوا في مجلس إدارة الدعوة قيادات فاعلة في حزب النور منهم رئيس الحزب.

> مع اقتراب الانتخابات الداخلية لحزب النور.. ما توقعاتك لتلك الانتخابات؟
لا جديد في الحزب حتى لو تغير رئيسه، فطالما أن برهامى يسيطر على الحزب وعلى قياداته فلن يأتى إلا من رضى عنه برهامى وطالما أن “مخيون” ينفذ الأوامر فهو مستمر إلا لو رأى “برهامى” تحميله فشل الحزب في الفترة الماضية أثناء الانتخابات ويأتى بـ”مخيون” جديد يسير على نفس منوال القديم.

> رشح لنا خمسة يصلحون لرئاسة “النور”؟
هناك عدد لا بأس به يصلح أن يكون رئيسًا للحزب كأمثال أشرف ثابت أو بسام الزرقا والسيد خليفة وكلهم يدين بالولاء لبرهامى فهل سيقبل أن يحمل مخيون وزر الفشل وحده فينزوى حاملا صفر الانتخابات أم يستمر هذا ما سنراه خلال الانتخابات القادمة.

> هناك مزاعم تقول إن المناصب القيادية داخل حزب النور محسومة من قبل والانتخابات المقبلة ستكون شكلية ليس أكثر؟
هذا كلام واقعى وشاهدناه بأنفسنا عندما نظموا أول انتخابات صورية قبل أول مؤتمر للحزب فكانوا يوزعون قوائم على الأعضاء بأسماء معينة لاختيارها ويقولون إن هذه هي اختيارات كبار شيوخ الدعوة (كذبا وزورا) فلما قامت جبهة الإصلاح وكشفت هذا التزوير لإرادة الأعضاء وفضحتهم حتى أننى كنت أنشر على صفحتى نتائج الانتخابات (قبل التصويت) ونشرنا صورا لهذه المهازل، بل تقدم أكثر من 1300 عضو موثقين بأسمائهم وأرقام تليفوناتهم بشكاوى ضد هذا التزوير عندئذ ألغى د.عماد هذه الانتخابات فوقف أمامه أعضاء الهيئة العليا بدعم من برهامى ليأتوا بمن يريده “برهامى” لقيادة الحزب بغض النظر عن كفاءته أو تأييد الأعضاء له.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية