رئيس التحرير
عصام كامل

خالد الزعفراني القيادي السابق في «الإخوان»: الجماعة لن تدعم أي مرشح بالانتخابات الرئاسية القادمة

فيتو



  • الجماعة لن تدخل في صراع يعرضها لضربات أخرى موجعة

لا يخفى على أحد، أن هناك حالة مكتومة من الغضب الشعبى الجارف، بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة، وتسارع وتيرة الغلاء، وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل كامل، ولكن المصريين يدركون أن النظام الحالى ورث تركة مثقلة بالأعباء، فلم يشأ أن يثقلها بأعباء جديدة، ولكنه قرر أن يخوض عملية مُعقدة من الإصلاح، وإنقاذ ما أفسده الدهر، ربما لم يتمكن الرئيس من الوفاء بكل ما تعهد به، ولكنه لم يبخل بجهد، ولم يضنّ بنقطة عرق واحدة، ويعلم قبل غيره، أن أمامه مشوارا طويلا من العمل، كما يدرك قبل غيره، أن من انتخبوه رئيسا يترقبون منه الكثير، يتطلعون إلى استقرار لم يكتمل بعد، وإلى رفاهية في العيش، لن تتحقق قريبا، ولكنه يواصل مسيرته في هدوء، الرئيس لم يُبد تشبثا بالسلطة، في مؤتمر الشباب الأخير بالإسماعيلية شدد على ذلك، هو مهموم بإنقاذ وطن غارق في الديون والفساد.
ولكن هل لا يزال الرئيس السيسي هو مرشح الضرورة، هل فقد الرئيس جزءا من شعبيته، هل تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة تنافسا جادا وحقيقيا، وتقدم مصر للعالم تجربة متحضرة يتحاكى بها الركبان، هل من الذكاء أن يتناوب المستفيدون من الرئيس على إهانة كل من يفكر في الترشح.. هل لا يزال السيسي رئيسا مؤكدا، أم أن هناك رئيسا محتملا غيره؟ هذه الأسئلة وغيرها نحاول تلمس الإجابة عنها في سياق سلسلة حوارات أجرتها "فيتو"

وفى هذا السياق استبعد القيادي السابق في جماعة الإخوان خالد الزعفراني وجود مرشحين مدعومين من الجماعة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن الجماعة فقدت قدرتها على الحشد، وسيقتصر دعمها على الدعم الإعلامي واللجان الإلكترونية.
الزعفراني أكد أن فكرة عودة الرئيس المعزول محمد مرسي للرئاسة أصبحت خارج تفكير الإخوان حاليا، لافتا إلى أن هناك مساعي للتصالح مع النظام وعقد صفقات جديدة، وإلى نص الحوار..

- في البداية هل المناخ يسمح للتيارات المتشددة باستغلال الانتخابات الرئاسية المقبلة لصالحها؟
المشهد العام للمنطقة العربية من العراق لسوريا وتونس وغيرها من بلاد الشرق الأوسط مشهد مضطرب ومليء بالتوترات، وفكرة وجود وإقامة انتخابات مثالية في جو مثالي في الوقت الحالي فكرة صعبة سواء في مصر أو غيرها من البلاد العربية، لكن في الوقت ذاته مصر بها قدر كبير من الأمن والأمان، وجميع ما شهدته البلاد في الفترة الأخيرة من تفجيرات وأحداث إرهابية كانت مقصورة على محافظة سيناء، وبرغم أن تفجيرات الكنائس الأخيرة في الإسكندرية والقاهرة وطنطا كانت مؤلمة إلا أنها لا تؤثر على وضع الأمن العام في مصر كدولة.

- هل من الممكن أن نرى مرشحا إخوانيا في السباق الرئاسي؟
استحالة أن تقدم جماعة الإخوان مرشحا لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة خاصة بعد الدرس الذي تلقوه، والحديث هنا ينطبق على مصر أو أي دولة عربية أخرى، لكنهم بالتأكيد سيحاولون البحث والتشاور مع التيارات المدنية الأخرى، وفي اعتقادي مهما فعلوا لن ينالوا شيئا ولن ينتج عن تلك المشاورات أي فعل، فجماعة الإخوان أصبح تأثيرها ضعيفا في الشارع المصري، علاوة على أن قدرتهم على الحركة السياسية في الشارع تكاد تكون معدومة في الوقت الحالي.

- من خلال حديثك عن مشاورات جماعة الإخوان مع التيارات المدنية وفي حال الاتفاق على تحالف فيما بينهم كيف سيكون شكل هذا التحالف؟
التحالف مع القوى المدنية سيكون تحالفا إعلاميا شكليا فقط، ولن يتطور عن ذلك، ولن يكون هناك حشد على الأرض لسببين؛ الأول: فقدان الجماعة لقدرتها على حشد المواطنين، والثاني: أن جماعة الإخوان الأصلية والتي مرشدها محمود عزت، لن تغامر بأعضائها من المواطنين، بل العكس تماما ما سيحدث فهي تحاول الآن الحفاظ عليهم سواء من القبض، أو التعرض لأي مشكلات أمنية أخرى.

- برأيك ومن واقع خبرتك الطويلة في العمل مع جماعة الإخوان ما هي خطتهم لانتخابات الرئاسة القادمة 2018، وهل سنرى أموال الإخوان بشكل أو بآخر في الانتخابات؟
في تصوري أن جماعة الإخوان تعاني حاليا من مشكلة كبيرة، تتمركز في أنها تشهد انقسامات شديدة في داخلها، وهي تحاول وتعمل جاهدة للحافظ على وحدتها وتواجدها، كما أنها تحاول حاليا عقد صفقات مع النظام الحاكم في مصر، وهي لن تغامر وتدخل في أي صراع يعرضها لأزمات أو ضربات أخرى موجعة من الأمن سواء باستخدامها الأموال أو أي طريقة أخرى.

- هل من الممكن أن تدعم جماعة الإخوان مرشحا في الانتخابات الرئاسية 2018 بشكل خفي؟
إذا حدث ذلك فسيكون عن طريق كوادر جماعة الإخوان المتواجدين حاليا في مصر، وسياسة جماعة الإخوان تعتمد في الأساس على انتظار واستغلال أي تغيير في الموقف السياسي، وفي اعتقادي أنه من المحال أن تدعم جماعة الإخوان أي مرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة أو يكون لها أي أثر من الأساس، وإذا حدث فسيقتصر على الدعم الإعلامي والشكلي فقط.

- أيهما أقرب وأمكن في الوقت الحالي أن تعقد جماعة الإخوان صفقة مع النظام للعودة للمشهد السياسي أم تتم المصالحة التي طال الحديث عنها؟
هناك فرق كبير بين كلمة المصالحة والصفقات، فالصفقات هي الطريقة التي يجيدها الإخوان واستخدموها على مدى تاريخهم السياسي، ورأينا ذلك مع نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ومحمد أنور السادات، وأبرزها صفقة انتخابات 2005 والتي تحدث عنها محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق، وهذا ما يلجئون إليه في الوقت الحالي مع النظام الحاكم، لكن المصالحة لا أعتقد أن النظام سيقبلها ولا الشعب المصري، علاوة على أن جماعة الإخوان في الأساس غير قادرة على أخذ قرار بالمصالحة.

- من منطلق حديثك عن المصالحة مع الإخوان، ما السبب الحقيقي الذي يمنعهم من أخذ قرار بالمصالحة، وهل له علاقة بالرئيس الأسبق محمد مرسي؟
فكرة عودة الرئيس الأسبق محمد مرسي للحكم انتهت بشكل نهائي عند جماعة الإخوان، وإن كان هناك من يردده منهم فهو على سبيل المجاملة فقط، علاوة على أن فترة الرئاسة الشرعية لـ"مرسي" انتهت.

- كيف يمكن لجماعة الإخوان العودة للمشهد السياسي في مصر وللشارع، وفي تقديرك ما المدة الزمنية التي يحتاجونها للعودة؟
المعضلة هنا لا تتعلق بالمدة الزمنية على قدر ما تتعلق بقدرتهم على القيام بمراجعات جادة بالتراجع عن الفكر القطبي والفكر المتشدد، وتبني فكر إسلامي وسطي، ثم يبدأ الإخوان بالرجوع في شكل جماعة دعوية، ليس لها علاقة بالسياسية، أو عن طريق إنشاء حزب سياسي لا يتاجر بالدين والدعوة ويبتعد تماما عن شكل الجماعة الإسلامية، ويكون حزبا سياسيا خالصا يطبق عليه قانون الأحزاب السياسية المتواجدة في الوقت الحالي بالساحة السياسية، وهذان هما الخياران الوحيدان المتاحان لجماعة الإخوان للعودة وليس لديهم خيار ثالث، والخيار الثاني الخاص بالحزب السياسي هو الأقرب في اعتقادي؛ لأنه من الصعب السماح لهم بالعودة في شكل جماعة دعوية، لأن ذلك التوقيت مضى، فجماعة الإخوان "غرقت في السياسية خلاص"، ولا بد لهم أن يعملوا على خلق علاقة طيبة مع الشعب المصري، الذي سيقرر إذا ما كان سيسمح لهم بالعمل أو لا.

- كيف ترى مستقبل الإخوان في تركيا بعد تأييد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوثيقة الجديدة لحركة حماس، والتي صدرت مؤخرا وتبرأت فيها حركة "حماس" من جماعة الإخوان؟
عالم السياسية مليء بالمفاجآت، وكل دولة تلعب من منطلق مصلحتها هي فقط، فالسياسة لا تعرف إلا المصالح، وتركيا انتخبت "أردوغان" لأن حزب العدالة والتنمية حقق لهم طفرة اقتصادية واستقرارا اقتصاديا وصناعيا وغيره، وعمل لصالح البلد، فالمصلحة هي وحدها من تحكم.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية