رئيس التحرير
عصام كامل

هشام جنينة الرئيس السابق للمركزى للمحاسبات: الرقابة الدولية شرطى لخوض انتخابات الرئاسة

فيتو

  •  أدعو إلى عدم تشويه المرشحين 

لا يخفى على أحد، أن هناك حالة مكتومة من الغضب الشعبى الجارف، بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة، وتسارع وتيرة الغلاء، وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل كامل، ولكن المصريين يدركون أن النظام الحالى ورث تركة مثقلة بالأعباء، فلم يشأ أن يثقلها بأعباء جديدة، ولكنه قرر أن يخوض عملية مُعقدة من الإصلاح، وإنقاذ ما أفسده الدهر، ربما لم يتمكن الرئيس من الوفاء بكل ما تعهد به، ولكنه لم يبخل بجهد، ولم يضنّ بنقطة عرق واحدة، ويعلم قبل غيره، أن أمامه مشوارا طويلا من العمل، كما يدرك قبل غيره، أن من انتخبوه رئيسا يترقبون منه الكثير، يتطلعون إلى استقرار لم يكتمل بعد، وإلى رفاهية في العيش، لن تتحقق قريبا، ولكنه يواصل مسيرته في هدوء، الرئيس لم يُبد تشبثا بالسلطة، في مؤتمر الشباب الأخير بالإسماعيلية شدد على ذلك، هو مهموم بإنقاذ وطن غارق في الديون والفساد.

ولكن هل لا يزال الرئيس السيسي هو مرشح الضرورة، هل فقد الرئيس جزءا من شعبيته، هل تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة تنافسا جادا وحقيقيا، وتقدم مصر للعالم تجربة متحضرة يتحاكى بها الركبان، هل من الذكاء أن يتناوب المستفيدون من الرئيس على إهانة كل من يفكر في الترشح.. هل لا يزال السيسي رئيسا مؤكدا، أم أن هناك رئيسا محتملا غيره؟

 هذه الأسئلة وغيرها نحاول تلمس الإجابة عنها في سياق سلسلة حوارات أجرتها "فيتو"
ومع اقتراب معركة الانتخابات الرئاسية يبحث الطامحون عن «ثقب إبرة» للوصول إلى عرش مصر، ويسعى كل منهم إلى أن يدلي بدلوه، ويعرض ما في جعبته ليستحوذ على الثقة، ما يؤهله للترشح وخوض غمار النزال الرئاسي.

أحد هؤلاء الذين ارتفعت أسهم ترشحه للمنصب الأرفع في مصر هو المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، حيث ترددت أنباء عن وجود نية لدى "المستشار" لاعتلاء عرش الدولة.


وكان لـ"فيتو" هذا الحوار مع "جنينة" لبيان موقف ترشحه للانتخابات الرئاسية أو المشاركة في الحياة السياسية عامة، ورأيه في الأحداث الجارية، وما يريده أن يتحقق خلال الأيام المقبلة.

ما صحة الأنباء التي ترددت بوجود نية لترشحك لانتخابات الرئاسة؟
ليس لدى أي نية للترشح للانتخابات الرئاسية أو غيرها من الانتخابات الأخرى، كما لا يصح من بعض مؤسسات الدولة تشويه صورة أي مرشح لأي انتخابات، لأنه من حق أي مواطن الترشح بقوة القانون والدستور، لكن أطالب بضرورة أن يكون هناك رقابة دولية لضمان مرور العملية الانتخابية في إطار من الشفافية والنزاهة.

متي يكون في مصر تجربة انتخابية ديمقراطية؟
لا بد من وجود ضمانات لنجاح العملية الانتخابية والتي تضمن عدم تزوير إرادة الشعب، وعدم انحياز مؤسسات الدولة إلى مرشح بعينه، كما يجب أن يكون هناك رقابة حقيقية على مجريات العملية الانتخابية، لأني غير مؤمن بالآليات المحلية الموجودة حاليا، وذلك حتى تظهر النتائج معبرة عن إرادة الشعب الحقيقة.

كيف يتم توفير الضمانات الدولية؟
لا بد من الابتعاد عن فكرة تشويه المرشحين، والدول المتحضرة لا تخشى أي رقابة على الانتخابات، وهذا لا يعد تدخلًا في شئون البلاد الداخلية، ومن يخاف يمنع الرقابة، وأعتقد أن فكرة الرقابة الدولية جيدة، لكن أعتقد أن من ينادي بذلك سيُتهم بأنه يستقوي بالخارج وبالخيانة، لكن لا بد من وضع ضمانات دولية حقيقية تضمن نزاهة نتائج العملية الانتخابية.

ما تصورك لشكل الانتخابات المقبلة في ظل الآليات الحالية التي ترفضها؟
لا نريد مرشحا مصنوعا داخل أروقة النظام، ونريد مرشحا حقيقيا، لكن أطالب المؤسسات بعدم الترويج لمرشح أو تشويه مرشح آخر، لكن في ظل الآليات الحالية بالطبع سيكون المرشح "مصنوعا" داخل أروقة النظام.

هل تؤيد ما يتردد بشأن عدم وجود مرشح قادر على المنافسة في انتخابات الرئاسة؟
جميع الأنظمة التي حكمت مصر قتلت الحياة السياسية وساهمت في خلق أجيال غير واعية وغير مهتمة بما يحدث في بلادها، وعلى كل حال فالمقدمات لا تبشر بنتائج طيبة في إجراء انتخابات حرة نزيهة بعيدا عن تأثير أجهزة الدولة العميقة التي لا يشغلها سوى تشويه صورة المنافسين، وبالتالي يخوض المرشح الفائز سابقا الانتخابات في شكل أشبه بالمسرحية.

إذا توافرت ضمانات دولية هل تفكر في خوض الانتخابات الرئاسية؟
التفكير في ذلك الموضوع سابق لأوانه لكن إذا حدث وتوافرت ضمانات تضمن الشفافية والنزاهة ربما سيكون هناك كلام آخر ومن الممكن أن يترشح من هو أفضل مني.

هل الأحزاب الحالية ليست قادرة على إخراج مرشح قوي يخوض غمار المنافسة؟
قمع الأنظمة الحاكمة خلق أحزابا "ميتة" وضعيفة سياسيا، وليس لها أي دور أو وجود في الشارع المصري، والأمن كان يمنع أي فعاليات لأي حزب، إلا أن التنوع في الأحزاب شيء صحي لكن يجب أن يكون لها مبادئ قومية وأسس قوية تنشأ على أساسها وتكون قادرة على المنافسة في جميع الانتخابات.

لماذا الأحزاب السياسية في مصر ضعيفة؟
بسبب قبضة السلطة على «عنق الحياة السياسية»، كما أن هناك أحزابا كرتونية مؤيدة للنظام على طول الخط بدلا من المعارضة والتقويم، وبالتالي لن يكون هناك إفراز لمرشحين أقوياء في الكلمة والفعل.

ما رأيك في المشهد السياسي الحالي؟
مضطرب ومملوء بالاحتقان المجتمعي وضبابي الرؤية.

هل تراجعت عن قرار ترشحك لانتخابات الرئاسة بعد عزلك من منصبك؟
الفكرة أن هناك سببا قانونيا يمنعني من الترشح، لكن ليس هناك أسباب تتعلق بعزلي من وظيفتي أو وجود خلاف مع القيادات.

هل تتوقع ظهور مرشح رئاسي قوي خلال الأيام المقبلة؟
أتمنى أن يكون هناك مرشحون حقيقون لا يؤدون أدوارا تمثيلية أو يعملون على تشويه مرشحين بعينهم.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية