رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ألاعيب شيحة والزفتاوي في ليالي رمضان

 شيخ الصحفيين حافظ
شيخ الصحفيين حافظ محمود

كتب شيخ الصحفيين حافظ محمود عن ذكرياته الرمضانية مقالا في مجلة الهلال عام 1982، قال فيه:

«من ذكريات طفولتي الرمضانية في الحي الزينبي ذكرى محال الزفتاوي، وقد كان هذا الزفتاوي رجلا ظريفا بدأ حياته موظفا بالمجلس الزينبي، فتح الله عليه بنصيب كبير من صندوق النذور بالمسجد، فافتتح بهذا المبلغ متجرا مجاورا للمسجد الزينبي.


كان الزفتاوي يعلن في هذا المتجر عن البضائع التي لا مثيل لها في أسواق الحي، وكان في شهر رمضان بالذات يخفض أسعارها في حدود عشرة في المائة، ثم كان إلى جانب هذا يقيم أمام دكانه كل مغرب من مغارب شهر رمضان مأدبة إفطار لزبائنه المغتربين.

غار المعلم شيحة ــ أكبر كبابجي في حي السيدة زينب ـــ من الزفتاوي، فكان في شهر رمضان يبيع الفول المدمس، وعلى كل طبق من أطباقه إصبع من أصابع الكفتة أو قطعة من الكباب.

وغار من هذين الإثنين الحاج حسن الفطاطري، فاخترع فطيرة أسماها فطيرة رمضان، وهي من نوع الفطير المشلتت، لكنها مخلوطة باللحم المفروم، قطر الفطيرة 50 سم، ويبيع ربع الفطيرة بخمسة مليمات.

ولم تكن فطيرة رمضان هي السبب الوحيد لجاذبية محل حسن الفطاطري، بل المحل يتبعه جلسة لطيفة بين أصص الزهور في مكان هادئ على ناصية طريق كان اسمه "درب القمح"، يبدأ الجلوس فيها مع أصدقائه بعد منتصف الليل وحتى السحور، وهى الفترة التي كان يجيئه فيها الصحفيون لقضاء فترة ماقبل السحور في هذا المكان الهادئ.

أذكر من رواد مجلس الحاج حسن الفطاطري من الزملاء الصحفيين كامل الشناوي، فهمي عبد اللطيف، عبد السميع وعبد القادر عرابي، خيرى سعيد، والدكتور سعيد عبده، والشيخ عبد الحليم العسكري، ويلتحق بهم الشباب من راغبي التعرف عليهم للعمل في مجال الصحافة أو الأدب، وقد نبغ من هؤلاء الفتية من نبغ.

هذه هي السهرات الرمضانية في الماضي، وكانت تختلف من حي إلى آخر، لكنها جميعا كانت تلتقي عند معنى واحد، هو أن الأحياء الوطنية بالقاهرة كانت تبدو في ليالي الشهر الكريم وكأنها في مهرجان قومي متصل، وكان يكمل من صور هذا المهرجان سكان البيوت من الشباب والعجائز والأطفال.. رحم الله هذه الأيام.
Advertisements
الجريدة الرسمية