رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل نقل وترميم وصيانة 71 قطعة أثرية إلى المتحف الكبير.. الاستعداد لنقل العجلة الحربية وسرير «توت عنخ آمون» بمشروع ياباني مصري.. والاستعانة بصناديق مقاومة للاهتزاز

فيتو

كشف الدكتور حسين محمد كمال، مدير عام الشئون الفنية للترميم، بالمتحف المصري الكبير، ومدير المشروع المصري الياباني المشترك؛ لترميم الآثار، أنه استمرارا للتعاون المثمر بين المتحف المصري الكبير، والوكالة اليابانية؛ للتعاون الدولي «جايكا»، والذي بدأ منذ ثمان سنوات، تم الاتفاق بين وزارة الآثار والحكومة اليابانية من خلال وزارة التعاون الدولي، على إقامة مشروع ترميم مشترك، يتعاون فيه خبراء من المتحف المصري الكبير وخبراء من اليابان.


وقال كمال، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: إن المشروع يهدف إلى نقل وترميم وصيانة 71 قطعة أثرية من الآثار المختارة للعرض بالمتحف المصري الكبير، والتي تتكون من مواد أثرية مختلفة «الأخشاب – النسيج – التصوير الجداري» حيث تم اختيار العربات الحربية، وعددها 5 عجلات حربية، والأسرة الخاصة بالملك توت عنخ آمون وعددها 3 أسرة من الآثار الخشبية، ومن النسيج تم اختيار بعض قطع النسيج من مجموعة توت عنخ آمون وعددها 57 قطعة، كما تم اختيار 6 لوحات جدارية تنتمي لمقبرة سنفرو وهي منفذة على حامل من الطوب اللبن ومعروضة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير.

وأضاف مدير عام الشئون الفنية للترميم بالمتحف المصري الكبير، أن الإجراءات التنفيذية للمشروع بدأت بعد أول اجتماع للجنة المشتركة للتنسيق "JCC" بين الجانبين في 16 ديسمبر 2016م تحت إشراف الدكتور طارق سيد توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير وتحت رعاية الدكتور خالد العنانى وزير الآثار.

وأوضح كمال، أن الجانب اليابانى يشارك في المشروع بأكثر من أربعين خبير ياباني في مجالات الصيانة والترميم والنقل كما يشارك بتوفير أحدث المواد والخامات والمعدات اللازمة لتنفيذ المشروع وكذا شراء بعض الأجهزة الحديثة المستخدمة في المتاحف العالمية واللازمة لأعمال التوثيق والفحص وإهدائها إلى المتحف المصري الكبير، مشيرا إلى أن هذه الأجهزة تساعد كثيرا في إعداد خطط عمل مبنية على دراسة وافية للقطع الأثرية مما يمكن من الحفاظ على تلك القطع والتعامل معها بأسلوب علمي، كما يشارك الجانب المصري بأكثر من 60 خبيرا وأخصائي من المتحف المصري الكبير، كما يشارك بالتجهيزات الحالية لمركز ترميم الآثار والذي يعد أكبر مركز ترميم للآثار بالعالم، ويحقق هذا المشروع الأهداف الإستراتيجية لمركز الترميم؛ حيث إن التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع المؤسسات الدولية ذات الاهتمام المشترك يرفع من القدرات الفنية للعاملين.

وأشار كمال إلى أنه تم هيكلة المشروع بحيث يتضمن ثلاث لجان رئيسية «لجنة الأخشاب – لجنة النسيج – لجنة التصوير الجداري» تضم كل لجنة خبراء من الجانبين المصري والياباني متخصصين في مجال عمل اللجنة وتختص اللجنة بوضع خطط العمل ومتابعة تنفيذ الأعمال، كما تضم هيكلة المشروع مجموعات عمل تنفيذية تختص بالتوثيق، الفحص والتحليل، الترميم الأولى، التغليف والنقل، التعقيم بالغازات الخاملة، الترميم النهائي، ويترأس اللجان والمجموعات التنفيذية للعمل مدير المشروع المسئول عن إدارة وتطبيق المشروع، التنسيق بين أنشطة المشروع، مراجعة خطط العمل وإجراءات الترميم والصيانة.

وأكد كمال، أنه تم إجراء عمليات التوثيق للقطع الأثرية لإثبات حالتها قبل أي تدخل بالنقل أو الترميم، تضمنت هذه الإجراءات توثيق العجلة الحربية وسرير الملك توت عنخ آمون؛ بحيث تمت دراسة البنية الداخلية والوصلات الخشبية وحالاتها مما مكن من وضع خطط دقيقة للترميم الأولى والتغليف والنقل مبنية على دراسة علمية دقيقة.

واستطرد: بالفعل تم الانتهاء من أعمال الترميم الأولى للسرير والعجلة الحربية الخاصة بالملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير؛ حيث تم خلال أعمال الترميم الأولى تدعيم المناطق الضعيفة خاصة عند مناطق الوصلات الخشبية والتي تم الكشف عنها باستخدام جهاز التصوير بالأشعة السينية، وتثبيت القشور السطحية وتدعيمها؛ للحفاظ عليها وضمان ثبات حالتها أثناء عملية النقل؛ لحين إجراء عمليات الترميم بمركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير.

وتابع كمال: إنه تم وضع خطط دقيقة لنقل القطعتين من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير حيث تم إعداد مواد تغليف تناسب حالة القطعتين الأثريتين وتصميم وتصنيع الصناديق اللازمة في اليابان لنقل تلك القطع وقد راعى التصميم الحد من تأثير الاهتزازت والصدمات أثناء عملية النقل، كما تم تجهيز قواعد لامتصاص الصدمات أثناء عملية النقل وأجهزة لقياس الاهتزازات، ومن المتوقع أن يتم نقل القطع خلال الأسبوع المقبل.
الجريدة الرسمية