تطور العلاقات المصرية الأفريقية.. السيسي يلتقي مبعوث رئيس بوروندي.. يبحث تعزيز التعاون بين البلدين.. يناقش سبل تحقيق السلم والأمن الإفريقي.. ومكافحة الإرهاب ضمن الملفات الأساسية

منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكم وهو يضع العلاقات مع الدول الأفريقية على رأس السياسة الخارجية المصرية وخلال السنوات الثلاث الماضية، حضر الرئيس جميع القمم الأفريقية وزار العديد من الدول الأفريقية، واستقبل العديد من زعماء القارة، حيث شهدت العلاقات المصرية الأفريقية تطورًا ملحوظًا بعد غياب امتد لعشرات السنين بسبب إهماله من الرئيس الأسبق حسني مبارك، في أعقاب تعرضه لمحاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

وأعاد السيسي العلاقات بزيارات لدول أفريقية لبحث سبل إعادة العلاقات المنقطعة منذ فترة طويلة، وأحاديث صحفية للتأكيد على استعادة مصر لدورها الإقليمي من خلال القارة السمراء.

مبعوث رئيس بوروندي

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الفريق إيلديفونس هاباروريما رئيس الديوان العسكري بالرئاسة البوروندية، وحضر المقابلة سامح شكري وزير الخارجية، والسفير البوروندي بالقاهرة.

ونقل الفريق هاباروريما للرئيس تحيات الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا، وسلم الرئيس رسالة منه تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة في مختلف المجالات.

قوة العلاقات

وأكد المبعوث البوروندي خلال اللقاء قوة العلاقات التي تجمع بين البلدين، مثمنًا في هذا الصدد موقف مصر الداعم لبوروندي في مختلف المحافل الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، ومجلس السلم والأمن الأفريقي، ومعربًا عن حرص بلاده على الارتقاء بمختلف أوجه التعاون المشترك، فضلًا عن التشاور والتنسيق المستمر مع مصر إزاء القضايا الدولية والإقليمية، خاصة المتعلقة بالقارة الأفريقية لما فيه صالح دول وشعوب القارة.

ورحب الرئيس بالضيف البوروندي وطلب نقل تحياته إلى الرئيس نكورونزيزا، مؤكدًا حرص مصر على التنسيق والتشاور مع بوروندي من أجل العمل على تنمية أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بينهما، في إطار تعظيم الاستفادة من قدرات الدول الأفريقية وإمكاناتها لتحقيق التنمية والرخاء لجميع شعوب دول القارة.

وأكد الرئيس ترحيب مصر بالجهود الرامية لدفع الحوار الوطني في البوروندي بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي شامل، يضمن تحقيق الاستقرار ويلبي طموحات الشعب البوروندي في التنمية والتقدم.

وتعد مصر أول دولة عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع بوروندي عقب استقلالها عام 1962، حيث أنشئت السفارة بتاريخ 8 ديسمبر 1964.

وتقدر بوروندي الدور التاريخي لمصر في أفريقيا، ويمتدح الجانب البوروندي دائمًا استمرارية الدعم المصري لها وعدم توقفه خلال فترة الحرب الأهلية البوروندية، التي استمرت أكثر من اثني عشر سنة إلا أن هناك دائمًا تأكيد على الحاجة لتقوية أواصر التعاون، وتعظيم الاستفادة من الخبرات المصرية في مختلف المجالات.

في الثاني من مارس 2015، زار المستشار الخاص لرئيس جمهورية بوروندي، مصر والتقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ونقل للرئيس رسالة من نظيره البوروندي تضمنت الإعراب عن حرص بوروندي على دعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والانتقال بها إلى آفاق أرحب.

قضايا القارة

وأكد السيسي حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع بوروندي في إطار انفتاحها على أفريقيا وهى السياسة التي تنتهجها مصر إزاء الدول الأفريقية الشقيقة وتعمل على تعزيزها في إطار من الشراكة، التي تستهدف تحقيق التنمية والرخاء لجميع شعوب دول القارة.

في الثاني والعشرين من أكتوبر 2015، زار جبريال نتيزيرينا رئيس مجلس الشيوخ البوروندي، مصر، واستقبله سامح شكري وزير الخارجية، وبحث الجانبان مجالات التعاون المقترحة بين البلدين وسبل تعزيزها، والدور المهم الذي تقوم به الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في دعم برامج التنمية والبناء المؤسسي في بوروندي، فضلًا عن مجالات التعاون الأخرى بين البلدين.

في الثاني عشر من أبريل 2016 زار الآن ايميه نياموتويه وزير العلاقات الخارجية والتعاون الدولي ببورندي، مصر، واستقبله الرئيس السيسي.

وبحث الجانبان تطورات الأوضاع في أفريقيا وما تواجهه من تحديات لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف، حيث اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تدعيم التعاون والتنسيق بما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.

في التاسع والعشرين من سبتمبر 2016 قام ريفيريان انديكوريو رئيس مجلس الشيوخ ببورندي بزيارة لمصر، واستقبله علي عبد العال رئيس مجلس النواب.

وأجرى الجانبان مباحثات بشأن تطورات العلاقات بين البلدين خصوصًا على الصعيد البرلماني، ووقعا على اتفاق تعاون بين البرلمانين بهدف تنمية العلاقات بين البلدين، وإقامة حوار بناء بشأن القضايا التي تدخل في نطاق اختصاص المؤسستين إضافة إلى وضع برنامج للتعاون المشترك من أجل تبادل الخبرات لتحقيق التكامل بين مختلف مشروعات التعاون المشترك.
وفي الثالث من يناير 2017، زار وفد من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة برئاسة الدكتور محمد موسى عمران وكيل أول وزارة الكهرباء، بورندي، واستقبله وزير الطاقة البوروندي.