رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الاعتذار وتغيير السلوك


وصلت رسالة من أحد القراء الأعزاء لم يذكر اسمه قال فيها: "أخطأت في حق زميلي في العمل وعندما ذهبت إليه لأعتذر رفض اعتذاري وتكبر على وندمت أنني ذهبت إليه من الأساس وأنى من اليوم لن أكرر تلك التجربة الحمقاء فالاعتذار صفة الضعفاء".


أخي الفاضل أشكرك على الرسالة الكريمة ولكن أود أن أبين فيها بعض النقاط:
أن أولاد الأصول الذين تربوا على الخلق والقيم هم من يرون أن من أخطأ عليه الاعتذار وأن هذا ما تربينا عليه وأن ذلك يسهم في مجتمع محترم يحترم نفسه ويحترمه الآخرون.

أما إن رفض الآخر الاعتذار قد نلتمس له العذر فقد يكون الموقف لم يتوقعه وأن هناك ما يمنعه من قبول الاعتذار.. فإما أن تسأله عما يرضيه أو أن يتدخل من يضمن توازن القوى في مجرى الحديث ليضمن استمرار عجلة الحوار لتتم المهمة ويصلح بينكما.

على الطرف الآخر أن يحاول أن يتغلب على نفسه ويقبل الاعتذار.. فكلنا في الواقع مخطئون وكلنا نطمع في رضا الله عنا.. ولله المثل الأعلى فالله يتوب على المسيء حتى لا يتمادى في الإساءة وأن يرجع إلى كنف الله مهما بعد طريقه.. ولذلك فإن علينا أن نغفر أملا في غفران الله لنا وأن نسعى لأن نحفظ كرامة المعتذر..

أن من الأفضل أن نكون خير معين على تغيير ثقافة المجتمع للأفضل سننشر الرحمة بين الناس أبدا ما حيينا وننشر المحبة بينهم حتى يرجع جسد أبينا آدم إلى التماسك ليصبح جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

الجزاء من جنس العمل فإذا قدمنا إلى مجتمعاتنا خيرا ومحبة ورحمة فإننا سنحصد نفس الخير والمحبة والرحمة أضعافا مضاعفة سندفع الناس إلى تبنى نظرة كلية للمجتمع ككل وليس إلى "الأنا" التي أفسدت الحياة بيننا حتى أصبح كل فرد منا مثل الجزيرة المنعزلة.

لابد أن نوجه الناس لتقبل الاعتذار.. وأن تظهر الأخلاق والقيم بيننا ليسود الود والحب والاحترام.. سنعمل من أجل خلق غد أفضل لمصرنا الغالية بإذن الله.
Advertisements
الجريدة الرسمية