رئيس التحرير
عصام كامل

جمال فرويز: هذه حقيقة «الإدمان الجنسى»

جمال فرويز
جمال فرويز

فوضى أخلاقية تجتاح المجتمع تجسدها أم لعوب تعاشر زوج ابنتها، أب فقد كل معانى الإنسانية وزنى بابنته وابن فقد صوابه واغتصب أمه أو أخته وغيرها من المشاهد الشاذة التي تدخل في إطار الهوس الجنسي، ولا تقف هذه الفوضى الأخلاقية عند هذا الحد بل وصلت إلى دور العبادة التي تحولت في بعض الأحيان إلى أوكار للرذيلة على يد عديمى الأخلاق.

وحول تلك الظواهر الشاذة وأسباب انتشارها في المجتمع ومدى خطورتها يأتى هذا الحوار مع الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب.

في البداية.. لماذا تفاقمت ظاهرة الانحرافات الجنسية داخل المجتمع؟
لأن الثقافة دورها تراجع، زمان كان يوجد وزير اسمه وزير الإرشاد القومي، كان دوره هو رفع مستوى الوعى المصري، كان عندنا ثقافة جماهيرية كانت عبارة عن عربيات كبيرة تمشى في القرى يعرضون من خلالها أفلامًا ثقافية عن البلهارسيا عن دودة القطن والمبيدات..إلخ، ومن هنا كان المواطن يتعلم الموسيقى والفن وأمورا كثيرة هادفة. كنا حضارة مصرية بوجه أوروبي، كنا نضاهى العالم في الفن والإعلام وكل شيء، حتى بعد 1967 لم تكسر مصر وحافظت على ثقافتها.

حدثنا عن ظاهرة الإدمان الجنسي.. أعراضها؟ وإلى أي مدى يرتبط انتشارها بزنى المحارم؟
هي تختلف من شخص لآخر، يوجد رجل يريد الجنس طوال الوقت، وهناك سيدات أيضا يردن ذلك باستمرار وأنا رأيت هذا النوع من النساء في حياتى العملية ست مرات، وهذا يندرج تحت ظاهرة الإدمان الجنسي، لا يوجد زوج يستطيع أن يلبى هذا الإدمان لذلك نكتب لهن أدوية تقلل الظاهرة، أما زنى المحارم فيرتبط في المقام الأول بتناول “الإبتريل”، فالأساس فيه هو المخدرات، بعد أخذ الجرعة يصبح الشخص لا يعى ما الذي يفعله.

> ما أبرز الحالات الشاذة في هذا الصدد التي جاءت لك بالعيادة من أجل العلاج؟
جاء لى مريض للعلاج من الإدمان عمره 38 عامًا، وبعد أن التقينا مرة أخرى بعد مرور ثلاثة أيام أكد لى أنه أول مرة يراني، وبعد ذلك أوضح أن اللقاء الأول كان قد تناول “الإبتريل” في الصباح لذا كان مغيبًا عن الواقع، شخص آخر قبض عليه سابقًا بتهمة الانتماء إلى جماعة دينية، وعرض عليه شخص كورسا للعلاج الجنسي، ثم توسع وأعطاه “إبتريل”، في هذا اليوم عاد إلى منزله وجد والدته نائمة على السرير، رفع الغطاء من عليها واغتصبها، وأثناء محاولة الأم الدفاع عن نفسها أبلغها أنه لا يوجد نص دينى يحرم الجماع مع الأم.

رجل آخر كان يستغل ابنته جنسيًا وكان يتعمد أن تتشاجر مع زوجها ويشجعها على ترك بيت الزوجية، هذه الفتاة كانت تتعالج نفسيًا وأخواتها ارتاحوا عندما تزوجت وأنجبت، لكنهم لم يفهموا لماذا الأب يتمسك ببقاء ابنته ويشجعها على الخلافات الزوجية إلى أن رأت أختهم الصغيرة والدها وهو يضاجع ابنته، علمًا أن هذا الأب كان ضريرًا، حالة أخرى لـ أخ وأخت تعودا منذ الصغر على إقامة علاقة سويًا، الأخت تزوجت إلا أنها بعد الزواج تصر على مواصلة العلاقة الآثمة مع شقيقها بحجة أنها لا ترتاح إلا معه، وجاءنى الأخ في العيادة ليجد حلا لهذه المشكلة بنية العلاج، مؤكدًا أن أخته تتصل به كثيرًا لإقامة علاقة معها في غياب زوجها لكنه يحاول التهرب منها.

> وهل التأهيل النفسى والاجتماعى معهم يؤتى ثماره أم يظلون مشوهين داخليًا ونفسيًا؟
بالطبع يؤتى ثماره، عالجت بنت مريضة مرضا عضويا، كان والدها يمارس الجنس معها، وهى كانت مستسلمة لرغباته، والأم اكتشفت الواقعة بالصدفة، فجاءتنى وابنتها إلى العيادة، وبعد ذلك جاءنى الأب ليؤكد أنه لم يكن مدركا ما فعله بابنته، وبعد وقت ماتت الأم وأصبحت الابنة تعيش مع والدها فقط، ولكنها أكدت أنه بعد فترة العلاج توقف عن ذلك، وهنا تم حل الموضوع في أضيق الحدود، طبعًا تأتى مصائب كبيرة إلى العيادة وننجح في علاجها.

> هل ينبغى التكتم الشديد في قضايا زنا المحارم خشية تداعيات السمعة السيئة؟
لا بد من تسليط الضوء على الظاهرة إعلاميًا لكى ينتبه الناس ولمنع انتشارها لكن دون فضح أحد، ينبغى أن تظل هوية الأشخاص في طى الكتمان حفاظا على سمعة باقى الأسرة.

> هل الدولة مسئولة عن الظواهر الغريبة في ظل عدم الاهتمام بالثقافة الجنسية في مراحل التعليم؟
الدولة لو اهتمت بالثقافة والتعليم سينصلح حالها، المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة يجب تفعيل أدوارهم في التربية الصحيحة.

> ما رأيك في المرأة التي تبرر خيانة زوجها بحجة البخل العاطفى وعدم قدرته على إشباع رغباتها؟
أي شخص يرتكب أمرًا مخالفًا للأخلاق يحاول البحث عن المبررات لكى يرتاح داخليًا ويشعر أنه لا يغضب الله، ولكنها في النهاية شخصية منحرفة وشاذة.

> بم تفسر الطبيعة النفسية للأزواج الذين يسمحون بتبادل الزوجات؟
ديوث وشخصية سيكوباتية سلبية يتميز باللا مبالاة، عديم المشاعر والأحاسيس، وهذا نوع من أنواع الاضطراب في الشخصية ولكنه ليس مرضًا.

> ما تعليقك على وقوع بعض رجال الدين في فخ الحرام وتجرؤ البعض على تحويل دور العبادة إلى وكر للرذيلة؟
هؤلاء شخصيات مزدوجة يتظاهرون بالتدين بحثًا عن المال ولكن لا علاقة لهم بالدين من قريب أو بعيد.
الجريدة الرسمية