رئيس التحرير
عصام كامل

هو أكثر حظا؟!


في حوار تليفزيونى قال المستثمر الإماراتى خلف الحبور إن الرئيس السيسي أبدى استعداده خلال مقابلته بحل أي مشكلة استثمارية له في يومين. قال الحبور كلامه سعيدا. تفاءلت لميس الحديدى مقدمة البرنامج بمستقبل الاستثمار وتسهيلات إجراءاته. كان الحبور هو الآخر متفائلا. لكن لا تفاؤله ولا تفاؤل لميس الحديدى كان في محله.


خلف الحبور وصل للرئيس. قابله. وجلس إليه. كانت فرصة عظيمة، حصل منه على وعود حقيقية بتذليل أي عقبات استثمارية لرجل يريد الاستثمار. لكن ماذا عن بقية المستثمرين؟

ليس الحبور وحده المستثمر. ليس هو وحده رجل المال. هناك مئات من المستثمرين، عطل الروتين استثماراتهم، عطلهم أيضا تضارب القوانين وتشابكها، وتضادها أحيانا أخرى.

الحبور وحده هو الذي قابل الرئيس. هو من قلائل وصلوا إليه، فماذا عن عشرات المستثمرين الذين لم يستطيعوا الوصول، ولا يستطيعون الجلوس إلى الرئيس، ولا يستطيعون الحديث معه، فيعد بحل مشكلاتهم في يومين؟

إذا كان الرئيس نفسه، ممكن يحل مشكلة المستثمر في يومين، فما بالك بمن هم أدنى من الرئيس، من أول وزير الاستثمار، وانتهاء بأقل موظف في قطاع الاستثمار؟

لو الرئيس ممكن يسهل عقبة استثمارية في يومين، فالأكيد أن اليومين سيكونون شهورا وسنينا عند من أهم أقل مرتبة وأدنى درجة.

بدا رجل الأعمال الإماراتى سعيدا بوعد الرئيس. عنده حق. سعادته مصدرها تسريع دورة رأس ماله، بمكاسب كبيرة، وأرباحا أكثر. لكن إذا كان الحبور سعيدا، ولميس الحديدى أيضا، فنحن لا يجب أن نكون كذلك.

لا يجب أن نسعد لتدخل رئيس الجمهورية نفسه متابعا شغل مستثمر، ومراقبه، حتى يتدخل لحل مشكلاته في الوقت المناسب.

ليست هذه وظيفة رئيس الجمهورية، ولا من مهام رئيس الجمهورية متابعة دورات رأس مال الاستثمار. هذه وظيفة وزير. وظيفة وكيل وزارة. وظيفة خبراء في وزارة قطاع الأعمال، والصناعة، والقوى العاملة، وقبلهم وزارة الاستثمار.

حين تسير الأمور في البلد دى وفق الإجراءات العادية، ودون تدخل الرئيس شخصيا لحل الأزمات، وقتها فقط نوقن أن الأمور في طريقها السليم. حينما يصدر قانون يضمن خطوات بسيطة، لتيسير مطالب المستثمرين، بما يضمن جذبهم، وتهافتهم على المشروعات نكون على الطريق الصح.

تدخل الرئيس لحل مشكلات الحبور، ليس حلا. هو فقط مسكن لأعراض مرض، لكن المرض نفسه يظل موجودًا "يشغى" في جسم حركة الاستثمار تبعنا، وكابس على نفسها.

وصل الحبور للرئيس، لكن هل كثيرون غيره ممكن يصلوا للرئيس؟

لو لم يصل الحبور للرئيس، لما استطاع ضخ أمواله في مصر، ولا في سوق مصر. كان سوف يأخذ بعضه، وديله في سنانه ويمشى، ليضع أمواله في بلد أخرى، فيفيد ويستفيد.

لو كان الحبور وصل للرئيس "وستف" أموره بوعود رئاسية مشجعة للاستثمار، فهناك غيره لم يصلوا، وصعب أن يصلوا، مع أن لديهم أموالا ولديهم مشروعات هم الآخرون.

إلى متى تتولى الرئاسة عمل وزراء ورؤساء هيئات ووزارات ورؤساء وزارات موجودين في أماكنهم ومستمرون في عملهم؟
لو الحبور سعيد بتدخل الرئيس.. فنحن لا يجب أن نكون كذلك.
الحبور أكثر حظا.. ليس إلا !
Wtoughan@hotmail.com
Twitter: @wtoughan
الجريدة الرسمية