رئيس التحرير
عصام كامل

أين هو المشروع الإسلامى؟


الإسلام دين العلم والعمران والحضارة والتسامح، ومنظومة من القيم الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومنهج حياة متكامل لكل شخص أو مجموعة أو شعب يريد أن يعمر البشرية ويقودها نحو التحضر والمدنية والتنمية الحقيقية وحفظ حقوق البشر، وهذا هو جوهر الدين الحقيقى وتعاليم رسولنا الكريم، وما تعلمناه من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والتاريخ الإسلامى خير شاهد على ذلك، والحضارة الإسلامية العظيمة هى نتاج كل مكونات هذه المنظومة الدينية العظيمة.


لكن أن يتم المتاجرة بالإسلام بهذا الشكل البشع كما يحدث فى مصر فهى جريمة فى حق كل مسلم غيور على دينه، وعلينا جميعا الوقوف ضد كل من يحاول استخدام الدين كوسيلة لتحقيق أهدافة السياسية، وأن يعلن كما تفعل بعض الجماعات والأحزاب السياسية وصف نفسها بأنها تسعى لتطبيق المشروع الإسلامى دون توضيح رؤية واضحة محددة للمشروع، وخطوات تنفيذه على أرض الواقع، بدلا من سياسة الشعارات الرنانة والمتاجرة بآيات القرآن الكريم فى الدعايات الانتخابية، وكوسيلة فعالة لمهاجمة معارضيهم بأنهم أعداء للمشروع الإسلامى كما يرددون، فحقيقة المشروع الإسلامى الحقيقى غائبة عن فكرهم وعقلهم ولم نرَ منهم أى شيء يعكس وجود هذا المشروع الذى نتمنى وجوده فعلا، فخلاص البشرية من أزماتها هو تطبيق صحيح الإسلام وجوهر تعاليمه، ولكن أين هو فى أجندة الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفى والأحزاب التى تدعى مرجعيتها الإسلامية.

المشروع الإسلامى عبارة يستخدمونها فقط للمتاجرة السياسية، والأدلة كثيرة، أين تطبيق الشريعة والقوانين المستمدة من الدين الإسلامى وشريعته فى الدستور المصرى الجديد، وأين المشروع الإسلامى من طريقة اختيار الرئيس مرسى مساعديه ومستشاريه وحكومته على أساس سياسة أهل الثقة وغياب المعيار الإسلامى العلم والخبرة؟ وأين المشروع الإسلامى فى تصريحات قيادات الجماعة والتيار المتاجر بالدين والإسلام عن معارضيهم؟ وأين المشروع فى قوانين مجلس الشورى الذى تحايل فى قانون الصكوك حتى لا يتم استشارة الأزهر الشريف؟ وأين المشروع الإسلامى فى تطبيق سياسة الشورى الإسلامية فى اتخاذ القرارات والسياسات بين الرئيس والشعب؟ وأين المشروع فى معاملة غير المسلمين وحقوقهم وواجباتهم فى بلاد الإسلام.

أين المشروع الإسلامى فى مجال حماية وتنمية المجتمع لدى التيار الذى يدعى أنه صاحب هذا المشروع والمدافع عنه فهل توجد خطوات واضحة بجدول زمنى للقضاء على الفساد فى المناهج الدراسية التى تعبث بعقل أبنائنا وتخلق أجيالا من المغيبين والذين لايعرفون حقيقة الإسلام؟ وهل توجد سياسات واضحة للعدالة الاجتماعية فى سياسات التعيين والوظائف وتولى المناصب والقضاء على الفقر والتوزيع العادل لثروات وخيرات البلاد على المواطنين دون تمييز على أساس طبقى أو دينى؟ وأين مشروعهم فى العمل على إعادة جسور الثقة بين أبناء الشعب وغياب الاحتقان الطائفى الموجود فى مصر.

أين المشروع الإسلامى من الحياة الاقتصادية البشعة التى يعيشها المصريون؟ فلا قوانين للرقابة على الأسواق وحماية المواطنين من السلع المغشوشة وجشع التجار وارتفاع أسعار الخدمات والضرائب على المواطنين؟ والأهم أين المشروع من الاستثمار العادل لطاقات مصر البشرية والطبيعية للخروج من الأزمة وتنمية مصر؟

أين المشروع الإسلامى من تطهير مؤسسات مصر من الفساد الذى نخر فى عظامها وأصابها بالسرطان وأصبحت مؤسسات مصر عزب كبرى، التوريث فيها أسلوب حياة ولا عزاء للشباب المجتهد المكافح؟ فالواسطة والمحسوبية هى السلاح الوحيد للحصول على وظيفة أو منصب والسياسة نفسها مستمرة فى عهد الرئيس مرسى.

المشروع الإسلامى الحقيقى الذى سيقود لنهضة البلاد غائب عن فكر ورؤية وإرادة المتاجرين به، وهو وسيلة فقط لدغدغة مشاعر المواطنين للحصول على أصواتهم فى الانتخابات من أجل مكاسب سياسية.

فى النهاية أقول لكل متاجر بالإسلام ويدعى أنه صاحب المشروع الإسلامى: أقيموا دولة الإسلام فى قلوبكم وعقولكم وننتظر أفعالكم على أرض الواقع.
dreemstars@gmail.com
الجريدة الرسمية
عاجل