رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحب سر الحياة


الحب هو روح الحياة، لا قيمة ولا معنى ولا طعم للحياة بدونه، بل لا حياة من دونه فهو أكسجين الحياة ولا يستطيع كائن أن يتخيل أو أن يتصور حياة بلا حب فهو الذي تكمن فيه سر الحياة، تخيلوا لو أن انعدم الحب بين أبناء الأسرة الواحدة والعائلة الواحدة وأبناء المجتمع الواحد تخيلوا، وبين الناس كيف سيكون شكل الحياة أعتقد أنها ستكون جحيم، لأنه إذا غاب الحب ظهر الكره والبغض والعداء والأنانية والحسد والحقد والغيرة وعند ذلك تبدأ الخصومات والعداءات والصراعات والتناحر والاقتتال بين الناس، وتسود الحياة وتظلم وتصبح جحيم لا يطاق، وتصبح الحياة بلا معنى ولا قيمة..


وللأسف هذا ما تعاني منه البشرية الآن، فإذا ما نظرنا بعين العقل والمنطق نجد أن مصدر الحب ومانحه هو الله خالق الخلق وواهب الحياة، وندرك أنه تعالى المستحق للحب الأكبر وذلك لأنه عز وجل هو المتفضل علينا بنعمة الخلق والإيجاد وهو الذي منحنا نعمة الحياة وهو صاحب النعم والإمداد..

يقول تعالى: "وما بكم من نعمة فمن الله"، فهو سبحانه الذي إليه المرجع والمآل وبيده الحساب، يقول تعالى: "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه"، هذا وقد يغيب عن البعض أن الأصل في العلاقة التي بيننا وبينه عز وجل، هو الحب، نعم الحب وكذا الأصل في اتباع النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هو الحب أيضا وفي قوله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، أكبر دليل على ذلك..

هذا ومحبة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وآل بيته الأطهار مرتبطة بمحبة الله تعالى، والأدلة على ذلك كثيرة في الكتاب والسنة منها قوله عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وعترتي أحب إليه من عترته وأهلي أحب إليه من أهله وذاتي أحب إليه من ذاته"، ومنها قوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما"، وقوله أيضا "أحب الله من أحب حسينا"، أي الإمام الحسن والإمام الحسين سبطى رسول الله وريحانته رضي الله عنهما..

هذا ومن معطيات الحب التي لا تنتهي أن المرء يحشر مع من أحب، ولقد دعانا الله عز وجل إلى محبته وهو الغني عنا وعن العالمين، حيث قال في الحديث القدسي: "عبدي إني لك محبا فبحقي عليك كن لي محبا"، ودعانا النبي الكريم إلى محبة الله عز وجل ومحبته عليه الصلاة والسلام ومحبة آل بيته حيث قال: "أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا آل بيتي لحبي".

هذا ومن فضل محبة آل البيت وصحابة رسول الله يثبت العبد عند مروره على الصراط يوم القيامة، وإلى ذلك أشار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لآل بيتي ولأصحابي"، وفي وصف لأحوال أهل محبة الله قال سبحانه في وحيه لنبيه داود عليه السلام:

"يا داود إن لي أهل محبة وأنس ومودة، يحنون إلى الليل كما يحن الطائر إلى وكره، فإذا جنهم الليل وفرشت الفرش ونصبت الأسرة افترش لي أهل محبتي وجوههم، وناجوني بكلامي وتملقوا إلى بأنعامي، وتراهم ما بين قائم وراكع وساجد وبين صارخ وباك وشاك، إن بعيني من بين خلقي ما يشتكون من حبي، ياداود إن أهل محبتي يتعجلون لقائي شوقا إلى، وإني لا أحب أن أتعجل لقاءهم فإنهم موضع نظري من بين خلقي بهم يرفع غضبي وتتنزل رحماتي وتمطر سمائي وتنبت أرضي، أولئك ياداود الذين إذا ما نظرت إليهم لهان على أن أغفر لجميع المسيئين من خلقي إكراما لهم"..

هذا وفي الختام لن نسعد بالحياة ولن تسعد الحياة بنا إلا بالحب وحده فهو عبير الحياة ونسيمه وروحه.
Advertisements
الجريدة الرسمية