رئيس التحرير
عصام كامل

ماسبيرو.. ومدينة الإنتاج الإعلامي


مبنى الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) يتعرض يوميا لمحاولات هدم وتشويه وكأنه سبب مشكلات مصر كلها، رغم أن أبناء ماسبيرو يثبتون أنهم عند مستوى المسئولية خاصة في الأحداث المهمة، فالأسبوع قبل الماضي (الثلاثاء والأربعاء والخميس) كان مؤتمر الشباب في الإسماعيلية بحضور رئيس الجمهورية، ثم الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان (الجمعة والسبت)، ثم (الأحد) عيد العمال وحفل أضواء المدينة، حيث قام أبناء ماسبيرو بنقل كل هذه الأحداث على الهواء مباشرة وبمنتهى الاحترافية نالت إشادة الجميع، وهذا يؤكد أنه مبنى لا تنقصه الكوادر أو الكفاءات وإمكانياته لا يمكن تعويضها أو وجود بديل لها، وسوف يظل إعلام ماسبيرو مهنيا محترما ومدافعا عن الدولة الوطنية المصرية..


ماسبيرو هو أقل مؤسسات الدولة مديونية وخسارة وعبئا عليها، وقد لا يعلم الكثيرون أن مدينة الإنتاج الإعلامي كانت السبب الرئيسي في ديون ماسبيرو لدى بنك الاستثمار القومي، والحل هو علاج مشكلاته وليس هدمه، صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، حينما فكر في إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي كان يريد تحقيق هدفين، الأول إحياء مدينة 6 أكتوبر، وفعلا تحقق ذلك وأصبح لها قيمة وسعر، أما الهدف الثاني فهو أن تكون المدينة هوليود الشرق، وللأمانة هذا الهدف تحقق في السنوات الأولى للمدينة، فكانت فعلا منارة انطلقت منها أولى القنوات الفضائية العربية (دريم والمحور) وسيطرت على الدراما العربية، وكانت استوديوهات المدينة مثل خلية النحل تعمل على مدى الساعة بدون توقف، وأيضا انطلقت منها المهرجانات العربية (مهرجان الإعلام العربي) حتى مدينة الملاهي (الماجيك لاند) كانت محجوزة بالشهور..

هكذا كانت مدينة الإنتاج الإعلامي في السابق ولكن مع فشل إدارتها المتعاقبة وصلت إلى الحال الذي لا يرضى عدوا ولا حبيبا، وأصبحت مثل التاجر المفلس الذي يبحث في الدفاتر القديمة ربما يعثر على أموال منسية، أرباح مدينة الإنتاج الإعلامي حاليا أقل من أرباح محل كشري أو عربة فول رغم أن الدولة أنفقت عليها المليارات وقيمتها السوقية حاليا تتجاوز تريليون جنيه، والمفروض أن تحقق دخلا لمصر يعادل قناة السويس، وهذا الكلام ليس مبالغا فيه، فمدينة السينما في المغرب تحقق 2 مليار دولار سنويًا، وهي مازالت ناشئة وتجذب صناع السينما في العالم، حتى أفلام الحضارة المصرية يتم تصويرها هناك، كما أن استوديوهات عجمان كانت بداية نهضة الإمارات، أما عائد هوليود لأمريكا قد يتجاوز الناتج القومي المصري كله..

إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي لو فكرت في شراء طفطف وقامت بتحصيل عشرة جنيهات فقط من المواطنين مقابل جولة في استوديوهاتها (المهجورة) سوف تحقق مليار جنيه أرباحًا، وتجني مثلها إذا أعادت تشغيل الماجيك لاند (الدولفين)، وسوف تكون المدينة في برنامج رحلات المدارس والجامعات والمواطنين خاصة أنها في موقع متميز بجوار دريم بارك ومول مصر أكبر مول في المنطقة وأيضًا أهرامات الجيزة وسواقي الفيوم..

بالمناسبة البطريق والتزلج على الجليد في مول مصر سوف يحققان دخلا قد يفوق مدينة الإنتاج الإعلامي وهذا يؤكد مقولة د. صبري الشبراوى، خبير التنمية البشرية المعروف "لا توجد دولة فقيرة وأخرى غنية ولكن هناك إدارة فقيرة وأخرى غنية".. ارحموا ماسبيرو يرحمكم الله.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية