رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا يتوقف رئيس الوزراء عن الاجتماعات ؟


المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، لا يتوقف عن عقد الاجتماعات صباحًا ومساءً مع الوزراء والمحافظين ونواب الوزراء والمحافظين ومسئولي الهيئات الاقتصادية والخدمية في القطاعات المختلفة، كما لا يتوقف عن استقبال ممثلي الهيئات الدولية والإقليمية من أجل خدمة المواطن وتحسين دخله وتطوير مستوى الخدمات المقدمة إليه، والمواطن يسمع ويرى اجتماعات رئيس الوزراء صباحًا ومساءً مع جميع خلق الله دون أن يحدث أي زيادة في دخله، أو تحسن الخدمات المقدمة إليه!


إذا هناك مشكلة هل هو المسئول عنها أم الحكومة؟ وماذا لو توقف رئيس الوزراء عن عقد الاجتماعات توفيرا لزجاجات المياه والعصير والمياه الغازية وبنزين السيارات هل سيتغير شيء في حياة المواطن؟ من البديهي أنه لن يتغير شيء وستستمر حياة المواطن كما هي من الصباح حتى المساء يعاني أوجاع ارتفاع الأسعار في صمت..

فالمواطن شطر في المعادلة مع الحكومة اتفقا أن كلا منهما يسير في طريقه دون النظر إلى الآخر.. فالاجتماعات لم تتوقف داخل مجلس الوزراء منذ فترة من الأجل الاستعداد لشهر رمضان، ووزير التموين خرج بتصريح غريب واعدا من خلاله المواطن أن الأسعار لن ترتفع قبل شهر رمضان ومعنى كلامه أن هناك زيادة في الأسعار خلال شهر رمضان.. فلماذا إذا الاجتماعات؟

الرئيس عبدالفتاح السيسي شديد الصراحة مع المواطن في كل شيء يقول له الحقيقة في وجهه مثل الطبيب الإنجليزي الذي يصارح مريضه بحقيقة مرضه يقول لنا دائما وفِي كل مناسبة أن الظروف الاقتصادية في منتهى القسوة وسنتحمل معا الصعاب.. لماذا لا يكون الرئيس بنفس الصراحة مع الحكومة ويسألها لماذا لم تغير حياة المواطن كما سبق أن وعدته سواء في مستوى دخله أو حتى الخدمات المقدمة إليه؟ ولماذا لم تقدموا ما وعدتم به؟ لماذا لا يحاسبهم على تراخيهم في حماية المواطن والعمل على راحته وليس إراحته من الدنيا والحكومة؟!

رئيس الجمهورية سأل وزير الزراعة عن تكلفة فاتورة استيراد اللحوم خلال مؤتمر الشباب بالإسماعيلية وجاء رد الوزير حاسما وسريعا حيث اكتفى بابتسامة واعتدل في جلسته دون أن ينطق بكلمة واحدة، فهو لا يعرف إجابة سؤال رئيس الجمهورية؟ لماذا لم يكن الرئيس صريحا معه مثل صراحته مع المواطن ويقول له إنه لا يستحق أن يكون وزيرا للزراعة ومسئولا عن غذاء المصريين؟

لو عقد وزير الزراعة اجتماعا واحدا لبحث سبب ارتفاع أسعار اللحوم لعرف الإجابة بوضوح، هناك أزمة في توريد القمح، حيث رفض الفلاحون توريد القمح إلى الحكومة وفضلوا تقديمه إلى الماشية بعد ارتفاع أسعار العلف.. كل هذا والحكومة لم تحرك ساكنا وكأنها مسئولة عن إطعام المواشي وليس البشر!

لم تعقد اجتماعا واحد من بين اجتماعاتها الكثيرة لبحث هذا القضية الخطيرة التي تهدد توفير رغيف الخبز.. نحن أمام حكومة لا تشعر بمعاناة المواطن، وبالتالي لا تشعر بالتقصير.. أما المواطن فهو لا يشعر بالحكومة، وبالتالي لا ينتظر منها خيرا فلا داعي لكل الاجتماعات التي تعقد صباحًا ومساءً باسمه دون جدوى، فلن يتغير شيء.. إذا ليتوقف رئيس الوزراء عن الاجتماعات ربما تتحسن أحوال المواطن حتى ولو من باب التغيير.
الجريدة الرسمية