رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مليون بوسة للفرنسيين.. ومليون قُلَّة لعواجيز السياسة المصرية


اسْمَع سلام على طول السلام للمسيو إيمانويل ماكرون 39 سنة مواليد 21 ديسمبر 1977م، مرشح الوسط الفرنسي للرئاسة وزعيم حركة إلى الأمام.. حصل في الجولة الأولى على 23%من الأصوات مقابل 21% لمرشحة اليمين المتطرف "الكبيرة في السن نسبيا".


يرى المراقبون أن فرصته كبيرة في جولة الإعادة 7 مايو الجاري.. هكذا يتجه العالم لتغيير جلده وفكره وحركته وإضفاء الحيوية على الحياة السياسية والحياة بصفة عامة.. بينما ما زلنا نحن العرب الأشاوس نحتفي بنشطاء سياسيين فوق السبعين!

ها هو البرادعي يغرد وها هو أبوالغار يزغرد وها هو الجنزوري يزمجر بتصريحاته، وعلى الخط من حين لآخر على لطفي وعلي عليوة وعلى ياعلى يابتاع الزيت.. ويا مثبت العقل يارب.

منذ أكثر من عام كتبت أقول.. دعوة أطلقها خالصةً لوجه الله والوطن، وحرصًا على البقية الباقية من احترام وتبجيل لرموز "كانوا" نجومًا في سماء حياتنا السياسية.

أتحدث عن عواجيز المشهد، أصحاب الحضور السياسي المخيب للآمال.. أئمة السلفية السياسية بكل ما تعنيه الكلمة.. أولئك الذين تجاوزهم الزمن وهم في غفلة عن تلك الحقيقة، فتأتى أحكامهم كما لوكانت صادرة من الناطق الرسمى باسم أهل الكهف.

لن أسمِّى أحدًا من باب الاحترام والتقدير الواجبين.. فقط اكتفى بالنصح.. غادِروا منصة السياسة، وامتطوا صهوة جواد الغرام!

ما رأيكم دام فضلكم، لو اقتفيتُم أثر ذلك الرجل الذي كان ناشطًا سياسيًا مثلكم، وفى لحظة شفافية فارقة قرر الإقلاع عن تعاطى السياسة، وغَيَّر نشاطَه، واقتحم عالم الهيام والغرام، وسجل اللحظة التاريخية العظيمة في القصيدة التالية:
(منين ابتدى/وانا حاسس انى مانيش "أول ريدى"/ فاكر لما كنا زمان في صبانا /زمان البراءة زمان التَرَف / وتيجى تقول لى بنُبْل وشرف/ باحب فلانة / وترجونى ألبس مسوح الكهانة/ وتركَع قصادى تقول ياأبانا/ جاى اعترف / وامَلِّس على شعرك اللى اتنحَل بطيبة وحب/ وانشد ساعتها قصيدة غزل/ واقول لك بفرحة تحوش الخجل/ تكلَّم ياكلب/ لأنى باحب ومحتاج لقلب/ يساع اللى عندى / وعندى الكتير وقلبك كبير/ أنا ياصديقى في حرب وحب/ تصَوَّر.. أخوك العجوز العجوز/ بعمرُه اللى عَدَّى وقلبه اللى صَدَّى / ظهر له عواطف/ بيقدر يحب ويعرف يلاطف / تصور بإنى ضميرى ظبطنى في مرة باغَنِّى؟! / وقال إيه باغنى أغانى الغرام! / وعِرْفِت شفايفى طريق الابتسام / وباخُد خيالى في حضنى وانام/ تَصَوَّر بإنى حضَنْت المدام؟؟! / نسيت من ذهولى وحَضَنْت المدام /برغم الكراهة وطولها ومداها / نسيت التاريخ والحروب والصدام).

استدعيت لقائى مع مبدع القصيدة عقب أمسية شعرية بنقابة الصحفيين منذ أكثر من عشر سنوات.. اسمه بهى الدين عبد اللطيف.. وقتها كان قد تجاوز الثالثة والستين على ما أذكر.. سمعت منه عدة قصائد هي الروعة بعينها.. عزة نفسه أبت أن يتسول قيمة طباعة أعماله، وهو بالمناسبة رجل "حرفى" فنِّي قيشانى أو سيراميك أو ما شابه.. اجتهدت لمعرفة "سِكّة" التفرغ في وزارة الثقافة أو صندوق التنمية الثقافية لكنى فشلت.. عم بهى كان من حقه علينا أن نرعاه وبالمناسبة مصر "مليانة" عم بهى وأحسن من عم بهى.. لكن ماذا تقول للحظ اللى يخلِّى الأعمى ساعاتى والمكسح عجلاتى والكفيف قناص والهجاص قاص وحامل المباخر شاعر!

أجدد الدعوة لعواجيز المشهد السياسي.. غادروا منصة السياسة.. سيروا على درب عم بهيّ.. وانسوا الكراهة وطولها ومداها.. انسوا التاريخ والحروب والصدام.. واتفرجوا على إيمانويل ماكرون، ثم احضنوا المدام.
Advertisements
الجريدة الرسمية