رئيس التحرير
عصام كامل

العميد رضا بسيم أحد أبطال أكتوبر: ما حققته قواتنا المسلحة بجبل الحلال فشلت أمريكا في تحقيقه بأفغانستان

فيتو

  • كتيبتى أسقطت ٤ طائرات إسرائيلية في يومين

قال العميد رضا صلاح الدين بسيم أحد قادة كتيبة الدفاع الجوى بحرب أكتوبر: إن سيناء تعتبر قدس الأقداس بالنسبة لأبناء الجيش المصرى ومن يحاول الاقتراب منها مصيره الهلاك.

وأضاف بسيم في حوار خاص لـ«فيتو» أن ما يحدث الآن في سيناء حرب لا تقل ضراوة عن حرب أكتوبر 73 بل أشد لأن العدو في هذه الحرب أكثر خسة وندالة من إسرائيل وغير واضح المعالم.
وأوضح بسيم أنه مستعد وكل من شاركوا في حرب أكتوبر العودة إلى سيناء لمشاركة الأبطال في الدفاع عنها مرة ثانية، ولكن أبطال الجيش المصرى الحاليين لا يقلون براعة في حربهم عن أبطال أكتوبر وحرب الاستنزاف. وإلى نص الحوار:



> حدثنا عن ذكرياتك في حرب أكتوبر؟
لن أنسى أبدا ساعة الصفر لعبور سيناء والطائرات تحلق فوق رؤوسنا مخترقة الضفة الشرقية تضرب بكل قوتها دفاعات وحصون العدو ونحن نهتف كلنا في نفس الوقت «الله أكبر....الله أكبر»، التي زلزلت الأرض والسماء على العدو الإسرائيلي.

وكانت مهمتي الرئيسية العبور يوم 7 أكتوبر إلى الضفة الشرقية إلى مطار رمانة وبالوظة والتمركز هناك لضرب أي طائرة تخرج لاستهداف قواتنا التي تعبر القناة، وبالفعل تحركت مساء يوم 7 في اتجاه الهدف وكان معى جندي سائق من الشرقية اسمه يونان مسعد تادرس حرارته مرتفعة جدا ووجهت له أمرا بعدم العبور حتى تتحسن حالته الصحية وبعد أن عبرنا القناة وجدته ضمن القوة التي عبرت وعندها غضبت لأنه لم يمتثل للأمر، وما زال مريضا إلا أنه رد قائلا: «يا فندم أنا في انتظار هذه اللحظة منذ 5 سنوات متحرمنيش من شرف الانضمام للقتال» فلم أستطع الرد خصوصا وأنه كان من أمهر وأسرع الجنود في تحميل الصواريخ على القاذف فوق العربات المتحركة وكان مشهورا جدا على مستوى الدفاع الجوي.

وعلى مدى يومين تمكنت كتيبتي من إسقاط 4 طائرات للعدو الإسرائيلي، سقطت اثنتان منهم بصاروخ واحد لأنهم لم يكونوا متوقعين وجودنا بالقرب من المطار واستعمالنا لأول مرة صواريخ مداها 15 كم فحققت المفاجأة خسائر في الجانب الإسرائيلى ويوم 9 أكتوبر قام الجانب الإسرائيلى بطلب الدعم من المطارات المجاورة لعدم قدرته على التعامل معنا بسبب منعنا لطائراته من الخروج وهاجمتنا عدد من الطائرات فاستشهد الجندى يونان وهو داخل سيارته ضاربا أروع مثال للوطنية والفداء دفاعا عن الأرض وكأنه كان على موعد مع الموت فلم يمنعه المرض من شرف المشاركة في الحرب والشهادة كما كان يحلم لن أنسى أبدا أنا وزملاؤه البطولات التي قام بها حتى لحظة وفاته.

> ما الفرق بين حرب أكتوبر وما يقوم به الجيش المصرى الآن في سيناء؟
بالنسبة للجندي المصري الحقيقة التي لا أحد يستطيع إنكارها أن أبطال الجيش المصرى على مر العصور نسخة واحدة لا يوجد بينهم اختلاف ففى حرب أكتوبر كان هدفنا الرئيسى استرداد الأرض المغتصبة والثأر لشهدائنا في 67 وإعطاء العدو الإسرائيلى درسًا حتى لا يقترب مرة أخرى من أرضنا وكان الدافع قويا جدا وحققنا النصر والآن الأبطال يحاربون في سيناء لتطهيرها من الإرهاب الأسود الذي يدنس أرضها المقدسة وكلما سقط شهيد زاد إصرار باقى الأبطال من الثأر لاسترداد حقه.

أما بالنسبة للعدو فهناك اختلاف تام أنا لا أدافع عن إسرائيل ولكن وقتنا كان عدونا واحدا ومحدد أهدافه وتم التدريب والاستعداد للقضاء عليه، أما الآن فالإرهاب خسيس يضرب ويختفى ويقف وراءه أجهزة مخابرات دول كبرى ودول أخرى في المنطقة تفتح خزائنها أمامه لإنهاك مصر وجيشها معنويا واقتصاديا وهذا الإرهاب لا يفرق بين الجنود والمواطنين الأبرياء ويستطيع تحديد المكان والزمان ويقوم بالعملية ثم التخفي وسط الأبرياء من النساء والأطفال مما يصعب المهمة على عناصر الأمن من استهدافه.

> كيف ترى النصر الذي تم تحقيقه بعد القضاء على الإرهاب في جبل الحلال وتأمينه؟
جبل الحلال من الأماكن المهمة لقطع طرق الإمداد اللوجستي على العناصر الإرهابية المتفرقة في مناطق شمال سيناء لأن الجبل يحتوي على مغارات وكهوف كبيرة وعميقة كانت ملاذا للإرهابيين في إخفاء الأسلحة وصنع المتفجرات وتخفى العناصر الإرهابية فيه عقب كل عملية من ملاحقة الجيش والشرطة لهم، وفرض سيطرة القوات المسلحة عليه نجاح يمثل 90% من القضاء على الإرهاب في سيناء وتطهيرها.

وأحب أن أؤكد أن ما قامت به القوات المسلحة من عمليات اقتحام وتطهير الجبل وفرض السيطرة عليه لم تستطع أمريكا القيام به في أفغانستان من ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في الجبال برغم استعمالها كل أنواع الأسلحة على رأسها القنابل العنقودية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية