رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صنايعية شارع المعز.. أياد مصرية تحيي التراث (تقرير مصور)

فيتو

وسط اختلاط الأصوات وتداخلها، فرق موسيقية تقدم فقراتها، جماهير تصفق وتبتسم مشيرة إلى هذا أو ذاك، يتخذون ركنًا منزويًا من أركان شارع المعز لدين الله الفاطمي، يبدأ من أمام مسجد السلطان قلاوون، وينتهي بانتهاء المسجد، مساحة صغيرة لكن دبت بها روح العمل والنشاط والابداع بشكل يجعلك تقف أمامه كثيرًا تتساءل "أين كنتم تخفون كل هذا القدر من الإبداع!".


من داخل مهرجان التراث العربي الذي أقامته وزارة الثقافة، في شارع المعز، تجسد الفن في شخص البعض، لكل منهم قصة مع حرفته، كل واحد أو واحدة صنع بفرده عالمًا في المساحة المخصصة له بالمهرجان، يلفتون الأنظار إليهم، ويسرقون العقول بخفة يد وقة، قد تبدوان للبعض أمر غير مألوف.

الجانب النوبي تنبع منه روائح الجنوب المصري، وألوانه الزاهية، تتوسط المشهد سيدات نوبيات يتحادثن بلغتهن الخاصة، ثم يتحولن إلى المشتري كاشفات عن ابتسامة بيضاء متحدثات المصرية بطلاقة، "عندنا الطاقية الصوف والبوك الصوف، والدلكة اللي تخليك ريحتك حلوة طول اليوم"، بهذه العبارات الثابتة وذات النبرات يستقبلون كل زبون يقبل عليهن.

صانع السجاد اليدوي
في الجهة المقابلة لمسجد السلطان قلاوون، ينكب رجل أربعيني على سجادة صوف عملاقة، ويتحدث مع زوجته التي يبدو أنها تتخذ نفس الجِلسة منذ فترة طويلة، لا يرفع عينه عما يفعل إلا كل فترة طويلة.

طارق الترجمان، يعمل في صناعة السجاد منذ خمسة عشر عامًا، حين اصطحبه والده معه لأول مرة وأعطاه المواد اللازمة وتركه ينسج أول سجادة في تاريخ مهنته، "السجادة الواحدة ممكن تاخد مني سنة شغل على النول"، دون أن يتوقف عن عمله يبدأ حديثه بهذه العبارات، فهو يخصص ثماني ساعات يوميًا يعكف فيهم على الجلوس أمام السجادة ونسجها، وما إن يمر العام حتى تنتهي.

لدى "طارق" ورشة لصناعة السجاد يعمل بها بنفسه في منطقة الجمالية، يداوم على فتحها يوميًا مهما كانت ظروفه، "الزبون بتاع السجاد اليدوي مبقاش زي الأول، وما بنصدق ييجي زبون".

  

سيدة "تعشق" الزجاج
تضع أمامها أطباق صغيرة مليئة بقطع الزجاج الملونة ومادة لاصقة، تأخذ من الزجاج وتضعه في شكل متراص على بلورة زجاجية متوسطة الحجم، في نهايتها تتصل "فيشة" كهربائية، وتقول: "أنا بقالي سنين شغالة في الزجاج المعشق لكن مخدتش فرصتي، وجيت هنا المعرض علشان أسوق ليها".

  

عالية وتفريغ النحاس
لدى "عالية" الكثير من الخبرات في مجال الحرف التراثية فهي تعمل في تفريغ النحاس، والرسم عليه، لكنها لا تحترف تلك المهن، يكفيها أن تجلس أمام أدواتها وتصنع للأقارب والأصدقاء بعض التحف بأسعار رمزية، دفعها لذلك تجاهل المصريون للتحف التراثية واعتبارهم لها أنها كماليات للمظهر العام.

  

تامر "القصبجي"
ركن يأخذك للوهلة الأولى في زيارة سريعة للكعبة الشريفة، تملؤه قطع القماش السوداء المطرزة بالرسوم الذهبية، يجلس بين تلك القطع وفي يده الخيط والإبرة يخط بيديه كلمات بخط "الرقعة" فوق قطعة القماش، قائلا: "المهنة دي اسمها مهنة القصبجية، ورثتها عن أبويا وأجدادي، وميزة المهنة دي إن محدش دخيل يقدر يمارسها، لازم يكون وارثها أبًا عن جد".

  

يعود "تامر" لسنوات إلى الوراء، فيتحدث بابتسامة عن تصدير مصنع "القصبجي" جده لكساء الكعبة إلى المملكة السعودية، ويوم حُكي له عن قيام الورشة بنسج ذيل فستان الأميرة ديانا، دوقة بريطانيا السابقة.
Advertisements
الجريدة الرسمية