رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل هناك من يتمنى خراب مصر ؟! (2)


تاريخ مصر منذ عصور الفراعنة وحتى يومنا هذا حافل بالأحداث والمحاولات المستميتة من جانب القوى الكبرى لاحتلالها وإخضاعها وبسط سيطرتها على أرض الكنانة.. لم تنقطع تلك المحاولات في عصرنا الحديث؛ فرغم شروع محمد على باشا في تأسيس نهضة حديثة جادة لمصر على غرار نهضة أوروبا التي اجتهد والي مصر في استلهام تجاربها الناجحة وتقليل الفجوة معها؛ فقام بتأسيس جيش قوي ونهضة زراعية وصناعية وتعليمية مستعينا بالأوروبيين الذين استقدمهم لمصر، وبإرسال البعثات العلمية لأوروبا التي لم يرضها كل ذلك فانقضت على الدولة المصرية الفتية حتى وجد محمد علي نفسه في نهاية المطاف وبعد بلوغه أقصى درجات القوة العسكرية، محاصرًا من القوى الأوروبية الرئيسية، مضطرًا للتوقيع على اتفاقية أوقفت طموحه ومجده السياسي..


ومن يومها لم تتوقف أطماع أوروبا في مصر فهبت عليها الحملة الفرنسية التي فشلت في إحكام قبضتها عليها ثم وقعت مصر في قبضة الاستعمار البريطاني، وبعد كفاح مرير نالت مصر استقلالها عن بريطانيا التي سرعان ما عادت للعدوان على أرضنا بمشاركة فرنسا وإسرائيل في العدوان الثلاثي الذي جاء ردًا على تأميم قناة السويس.

ولا تزال مصر تتعرض اليوم لتحديات ومعوقات كبرى ومؤامرات التقسيم تهدف لإضعافها وشل قدرتها حتى لا تقوم لها قائمة، ويدرك هؤلاء المعتدون مدى خطورة موقعها ودورها وأسرار قوتها بحسبانها أهم المراكز الاستراتيجية العالمية للإسلام والعروبة، وهو ما يثير نقمة الأعداء عليها منذ قرون، ولا ينسى هؤلاء ما فعلته مصر حين تصدت لأعتى غزوات الاستعمار ولاسيما التتار والمغول والصليبيون الذين كادوا يحرقون الأخضر واليابس في العالم الإسلامي لولا بسالة مصر وجيشها الذي وقف سدًا منيعا حال دون وقوع الشرق رهينة في قبضة هؤلاء الغزاة الهمج.. ولم تتوقف مصر عن أداء دورها التاريخي قائدة في طليعة الكفاح ضد الاستعمار الحديث، وملهمة للتحرر بين الشعوب العربية والأفريقية.
Advertisements
الجريدة الرسمية