رئيس التحرير
عصام كامل

مدير مركز الأزهر لـ «الرصد والفتوى»: سنقضي على فتاوى الـ «توك شو» التي تروج للأكاذيب والخرافات

فيتو

  • نكافح التطرف بـ «١١» لغة

لن تفلح فئة ضالة، أو شرذمة منحرفة، في هدم الأزهر الشريف، بتاريخه العتيق، فمثلُهم كناطح صخرة يوما ليوهنها، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ، التاريخ وحده يشهد على الدور الذي اضطلع به الأزهر، قبل أكثر من ألف عام، في نشر صحيح الإسلام، وكيف كان ولا يزال قبلة للوسطية، لا يروج لعنف أو تشدد أو تطرف، خريجوه من مصر وخارجها، رسل خير وسلام، ولو كره الكارهون، وشيوخه كانوا أجلّ من الملوك جلالة، وأعزّ سُلطانا وأفخم مظهرا، الأزهر لم يقف عاجزا أمام موجات الإرهاب التي تضرب العالم باسم الإسلام، كما يروج المرجفون في المدينة..

 بل أخذ بأسباب العلم، وأنشأ مركزا عالميا للرصد والترجمة والفتوى الإلكترونية؛ بهدف نشر صحيح الدين والتعريف بالإسلام وإظهار تعاليمه السمحة والرد على الفتاوى المغلوطة باللغات العربية والأجنبية، ومكافحة التطرف وتفنيد مزاعمه وضلالاته، ما يعنى أنه لا يلتزم الصمت، أو يكتفي بدور المتفرج، وإنما يعمل بدأب ووفق خطط منهجية ومدروسة، ملتزما برسالته التي دفعت أمير الشعراء «أحمد شوقي» يوما إلى أن ينشد: قم في فم الدنيا وحي الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا..

ويسخر من منتقديه قائلا: لا تحذُ حذو عصابة مفتونة يجدون كل قديم شيئا منكرا.


وفى هذا الصدد أكد الدكتور يوسف عامر، مدير مركز الأزهر العالمي للرصد والترجمة والفتوى الإلكترونية؛ أن المركز يعمل على نشر صحيح الدين والتعريف بالإسلام وإظهار تعاليمه السمحة ومكافحة الجماعات الإرهابية وتفنيد أفكارها المتطرفة والرد عليها باللغات العربية والأجنبية.


وأكد «عامر» في حواره مع «فيتو» أن مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية سيقضى على فوضى فتاوى الـ«توك شو» والمواقع والبوابات الإلكترونية التي تروج للأكاذيب والخرافات التي لا تنتمي للإسلام بصلة وتؤجج الكراهية ضده وتدعو للعنف ومتابعة الإصدارات المتطرفة، مشيرًا إلى أن هناك 200 مُفتٍ يجيبون على أسئلة المستفتين من مختلف أنحاء العالم يوميًا من 11 صباحًا وحتى 6 مساء، وغير ذلك من التفاصيل التي نسردها في الحوار التالي:



> في البداية.. نريد أن نعرف نبذة مختصرة عن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف؟
هذا المرصد افتتحه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في الثالث من يونيو عام 2015م، ووصفه آنذاك بـ«عين الأزهر الناظرة على العالم»، وجاء التفكير في إنشائه مواكبة للدور العالمى الذي يضطلع به الأزهر الشريف واستكمالًا لرسالته الإنسانية السامية ودوره الاجتماعي في إقرار السلم الدولي، وكان يسمى في بداية نشأته بـ«مرصد الأزهر باللغات الأجنبية»، وعقب موجة الإرهاب التي اجتاحت مصر وجميع دول العالم تغير المسمى إلى «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف»، وأصبح تركيزنا مُنصبا بشكل أكبر على مكافحة التطرف والإرهاب، وتفنيد الأفكار المغلوطة والرد عليها بكل اللغات..


 بالإضافة إلى رصد المواقع التي تبث أفكارًا مغلوطة عن الإسلام والتي تؤجج الكراهية وتدعو للعنف، وكذلك متابعة إصدارات الجماعات المتطرفة والحركات المنحرفة عن صحيح الدين والرد عليها، ورصد أحوال والمسلمين في شتى أنحاء العالم، وعقب إنشاء مركز الترجمة والفتوى الإلكترونية أصبح المسمى هو «مركز الأزهر العالمي للرصد والترجمة والفتوى الإلكترونية»، وهذا المبنى الموجود بمقر المشيخة في الدراسة يضم مرصد مكافحة التطرف ومركز الفتوى الإلكترونية، أما الكيان الثالث وهو مركز الترجمة فمقره بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر.


> كم عدد الباحثين العاملين بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف؟
ما يقرب من 80 باحثًا؛ يعملون بـ 11 لغة وهي: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والأوردو «لغة الهند وباكستان» والفارسية والصينية واليونانية والإيطالية والأفريقية، ووحدة الرصد الروسى وهى ما زالت تحت الإنشاء، بالإضافة إلى العربية وهى اللغة الأم.


> ما المهمة الرئيسية التي يضطلع بأدائها مركز الأزهر العالمى للرصد والترجمة والفتوى الإلكترونية؟
المهمة الرئيسية التي نعمل على تحقيقها هي نشر صحيح الدين والتعريف بالإسلام وإظهار تعاليمه السمحة ومكافحة الجماعات الإرهابية وتفنيد أفكارها المتطرفة والرد عليها باللغات العربية والأجنبية، وكل ذلك يتم وفقًا لآليات ومعايير محددة ننشر من خلالها ما يحتاجه الناس في وقتنا الراهن.


> ما الذي تعملون على رصده؟
نرصد الفتاوى الضالة والشاذة وغير المنضبطة، سواء كانت هذه الفتاوى باللغة العربية أو اللغات الأجنبية، أو كانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة في مطبوعات ورقية أو إلكترونية، وعقب رصد تلك الفتاوى يُنظر فيها بشكل دقيق ويعاد ضبطها من قبل المتخصصين في مركز الفتوى الإلكترونية ثم تنشر مرة ثانية، ونرصد كذلك التصرفات أو الممارسات الخاطئة، والتي يقوم بها أناس أساءوا بدون قصد فهم نص معين من نصوص الدين الإسلامي، ونعمل على تصحيح هذا الفهم الخاطئ وتوضيح حقيقته للعالم أجمع، وهناك أيضًا شيء هام نرصده ونعمل على تصحيحه وهو المفاهيم المغلوطة الصادرة من أفراد يدركون الحقيقة ولكنهم يقصدون تأويل التفسير القرآنى والحديث النبوى والحكم الفقهى لتحقيق أغراض وأيديولوجيات تسيء للبشرية جميعًا..

وبالإضافة إلى ما سبق نقوم بنشر معلومات إسلامية تتعلق بشتى مجالات الحياة حتى يتعرف عليها الإنسان في أي مكان أو زمان، والهدف من نشر هذه المعلومات هو إحداث ما يشبه رد الفعل الاستباقى ضد ما يثيره المتطرفون من أكاذيب وادعاءات وهو ما يعمل على تضييق دائرة المنضمين إلى المنظمات أو الجماعات الإرهابية وعدم انتشار الغلو والتطرف والتشدد في الدين.


> أعلنتم أكثر من مرة عن قرب افتتاح مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية وتراجعتم عن هذا.. هل هناك أسباب تعيق الافتتاح؟
مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، يعمل الآن بشكل منضبط ومتكامل وله بوابته الإلكترونية وصفحاته على السوشيال ميديا، ويجيب عن أسئلة المستفتين من مختلف أنحاء العالم يوميًا من 11 صباحًا وحتى 6 مساء، وبه 200 مُفتٍ يستقبلون 90 اتصالًا في الدقيقة الواحدة، أما الأسئلة الواردة في رسائل نصية فهذه نجيب عليها بمجرد ورودها إلينا على مدار اللحظة، وقريبًا سوف يكون لهذا المركز إصدارات ورقية، وليست هناك أية عوائق تمنع افتتاحه، وكل ما في الأمر أننا نطبق فكرًا وفلسفة جديدة تتمثل في أننا نبدأ أولًا العمل وبعد عدة أشهر أو عام من الإنتاج نعلن عن الافتتاح.


ونفس الأمر ينطبق على مركز الأزهر للترجمة الذي بدأ عمله في أكتوبر من العام 2016، وشارك في معرض القاهرة الدولى للكتاب في فبراير من العام الجارى بـ 33 كتابا مترجما إلى 11 لغة أجنبية، وحملت السلسلة الأولى من إصداراته عنوان: «حقيقة الإسلام»، وهى عبارة عن مجموعة مؤلفات تعرف بحقيقة الدين الإسلامي.



> ما رأيك في حملة الهجوم الشرسة التي تشن مؤخرًا على مؤسسة الأزهر؟
نحن غير منشغلين بها؛ لأننا نعمل ولدينا أهداف نريد تحقيقها، أهمها نشر صحيح الدين، وضبط الفتاوى غير الصحيحة، والعمل على رقى الدولة المصرية فكريًا وثقافيًا في كل المجالات، ومساندة كل الوزارات والمؤسسات الحكومية وغيرها للقيام بالمهام الموكلة إليها.


وأود أن أؤكد أيضًا أن الأزهر الشريف يمثل كل بيت مصري، ولا أشك لحظة في أن أقباط مصر تأثروا وتفاعلوا مع وسطية علمائه واعتدالهم على مر القرون.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
الجريدة الرسمية