رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ارجع يا عم صابر.. مصر بتناديك !


أسعدني كثيرا إعلان المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، عن تراجع عجز الميزان التجاري من 12 مليارا و260 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2016، إلى 6 مليارات و591 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، بفارق 5 مليارات و669 مليون دولار، بما يمثل 46.24% انخفاضا في العجز في الميزان التجاري.


وأن الصادرات المصرية حققت قفزة كبيرة خلال الربع الأول من عام 2017، مقارنة بنفس الفترة من عام 2016، حيث سجلت 5 مليارات و519 مليون دولار، مقابل 4 مليارات و788 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2016، بزيادة نسبتها 15.3%، وفي المقابل انخفضت الواردات خلال تلك الفترة لتصل إلى 12 مليارا و110 ملايين دولار، مقابل 17 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2016، بانخفاض نسبته 29%.

هذا الإعلان وتلك البيانات تعطي للشعب أملا في غد مشرق وبغض النظر عن أن من أسباب خفض الاستيراد هو غلاء الأسعار بما جعل المستورد يقلل من كمية المنتجات المستوردة لأنها لا تجد الرواج في البيع بسبب غلاء الأسعار ونزول نسبة الاستهلاك إلى أعلى من 25%، مما جعل السلع تتراكم لدى منافذ التوزيع وبالتالي تقل دورة رأس المال الأمر الذي يؤدي إلى خسائر للمستورد فجعله ذلك يقلل في كمية السلع المستوردة لتقليل نسبة الخسائر.

نحن لن نتحدث في ذلك لكننا نتحدث في خفض الاستيراد بصورة عامة، حيث ذكر وزير التجارة أن ذلك الخفض في الاستيراد أو ترشيد الواردات والحد من استنزاف العملات الصعبة، ناتج عن مراقبة للسوق والاحتياجات الفعلية، لكنني فوجئت بتقرير آخر من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء يؤكد أن هناك فاتورة قيمتها 6 مليارات دولار ناتجة عن استيراد (شماريخ وبلالين وأمشاط ومثبتات شعر) خلال 6 أشهر وكشف التقرير الحديث للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن السفه للسلع المهربة والمستوردة قائم، وقال: إن أبرزها لعب أطفال وصلصة طماطم وخلة أسنان وتوابل بمبلغ وقدره 40 مليون دولار، وأطعمة قطط وكلاب بما يقدر بـ52 مليون و435 ألف دولار، واستيراد التبغ المفروم بنحو 654 مليونا و870 ألف جنيه خلال 8 أشهر..

واستيراد ورق البفرة والتبغ الخام بما يقدر 900 مليون و548 ألف جنيه، وتبغ الشيشة بـ77 مليون جنيه شهريا، وشماريخ بـ600 مليون جنيه، ودراجات الشواطئ بـ600 مليون جنيه، إضافة لاستيراد أمشاط شعر ومثبتات بـ7.8 ملايين جنيه، ومكسرات بـ50 مليون دولار، وسجاد للصلاة بـ6 ملايين دولار، ولعب أطفال بـ23 مليون دولار.

وجاء بالتقرير، أن مصر استوردت توابل وصلصة ومايونيز بما يقدر بـ100 مليون و533 ألف جنيه، ولبان للمضغ بـ14 مليون جنيه خلال عام، وشوكولاتة غير محشوة بـ5 ملايين و965 ألف جنيه، وتم استيراد آيس كريم وسحلب وكريم شانتيه بنحو 40 مليونا و955 ألف جنيه في 10 أشهر عام 2016، واستيراد عجينة طعمية بنحو 120 ألف دولار في تلك الفترة، كما تم استيراد أستيك الفلوس المطاطي بنحو 1.3 مليون دولار.

وذكر التقرير أنه تم استيراد بلياردو ولوازمه بقيمة 2.4 مليار جنيه، إضافة لاستيراد لعب أطفال وأدوات رياضية، وبالونات بمبلغ وقدره 1.3 مليون جنيه، ودمى أطفال وملابس تنكرية للأطفال وسكوترات ومسدسات وبنادق ألعاب أطفال بـ233 مليون جنيه، إضافة لاستيراد ألعاب فيديو بنحو 11.3 مليون جنيه، ومناضد لألعاب أندية القمار والبولينج وتجهيزاتها بـ39.5 مليون جنيه، إضافة إلى ألعاب أخرى ككرات الجولف وصنانير وشباك لصيد الأسماك والفراشات وغيرها بـ459.4 مليون جنيه، إضافة لأصناف احتفالات أعياد الميلاد بنحو 27.4 مليون جنيه.

وبعد الاطلاع على تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أجدني في دهشة هل نحن في حالة من الرخاء والرغد بحيث نستورد أمشاط وفليات وآيس كريم وبلياردو، إلخ، بما قيمته 6 مليارات دولار في ستة أشهر، وإذا كان الأمر كذلك فلم المعاناة وذكر أن سبب الغلاء ارتفاع سعر الدولار وعدم توافره بالكميات المناسبة.

ولكن ما استوقفني حقيقة هو استيراد عجينة الطعمية بـ120 ألف دولار ولن أحسب ذلك المبلغ بالجنيه، وعلمت أن السبب في ذلك بعد أن كانت مصر هي المنتج الحصري لعجينة الطعمية، أن مصر لم تعد تستطيع إنتاجها؛ لأنها تحتاج لخبرة عم صابر الخبير الطعمجي الشهير، والذي حصل مؤخرا جائزة نوبل في دق الطعمية، وتحويل الفول لفلافل عجيبة، وقد رحل ذلك الخبير إلى أمريكا بعدما لم يجد مساندة من بلده، فقد كبرت سنه ولم يعد يستطيع دق الفول، وعندما استعان بماكينة الدق جاءته فاتورة كهرباء خربت بيته، في حين أغرته أمريكا فهاجر إليها، وأعطى خبراته الطعمجية للأمريكان، ونسي بلده التي ربته وعلمته أصول دق الطعمية في حجر الطعمية، وخلطها بالبقدونس حتى تصير عجينة من عجاين الدنيا السبع!

يأخذها عم سيد ليقليها أقراصا يتناولها الشعب المصري صباح مساء كدواء مضاد للفقر، ومن هنا ونظرا لاحتياج مصر للطعمية اضطرت أن تستورد من أمريكا التي اشترت خبرات عم صابر، وأغرته بالدولارات، وفتحت له أكبر معامل الطورشي، وعينت له فريقا من علماء الفول والفلافل والباذنجان المقلي والمخلل، ليساعدوه في إنتاج عجينة الطعمية لتباع لمصر بالدولارات، وبذلك تستولي أمريكا على سر الخلطة التي ورثها المصريون عن جدهم تحتمس الأكبر أول من دق الطعمية في التاريخ، واعتمدها الملك مينا لشعبه؛ ونظرا للأزمة التي سببها عم صابر وجعل المصريين يستوردون عجينة الطعمية بالدولار، فإننا ننادي في عم صابر وطنيته وإنسانيته وطعميته، ليعود لبلده مرة ثانية على أن تفتتح له مصر مركزا عالميا لإنتاج عجينة الطعمية يشرف عليه سيادة رئيس الوزراء شخصيا.



Advertisements
الجريدة الرسمية