رئيس التحرير
عصام كامل

بلاها ياميش كمان.. الياميش حرام أصلا

فيتو

يعد الياميش من أشهر المأكولات التقليدية المصرية المتأصلة الأصيلة وأحد أشكال الاحتفال وصنع البهجة والفرحة في البيوت المصرية برمضان، حيث يؤرخ ظهور الياميش إلى أكثر من ألف عام حيث قيام الدولة الفاطمية.


وحرص الفاطميون على شراء الياميش كنوع من الحلوى والفاكهة المجففة وعمدوا بها للفقراء عونًا وتعاطفًا معهم، وبذلك دخلت كلمة "الياميش" إلى القاموس العربية لأول مرة في التاريخ، حيث إنها معربة وليست بأصلية، ومع مرور السنوات بات جزءًا لا يتجزأ من محتويات المائدة المصرية في رمضان ليصبح العنصر الرئيسي والراعي الرسمي للإفطار سواء لصناعة المشروبات مثل" قمر الدين والخوشاف أو لصناعة الحلوي مثل الكنافة والقطايف"

غير أن في ظل الظروف الاقتصادية المزرية التي تمر بها البلاد وموجة غلاء الأسعار التي لاتُطاق لم ينجو الياميش من تلك الهوجة الناجمة عن ارتفاع الأسعار نظرًا لتعويم الجنيه، وسيطرة الدولار كما تحرير سعر الصرف حيث ارتفع سعر الياميش ولم يعد "ياميش الغلابة" كما كان على سابق عهده

وعلي غرار هذا الوضع الذي يزداد سوءًا رفع المواطن عدة شعارات من قائمة مدونات ومنها "بلاها" والتي انضمت إليها مؤخرًا خاصة مع اقتراب رمضان حملة "بلاها ياميش، الياميش حرام أصلا" بعدما وصل سعر أنواع معينة من المكسرات في المتوسط إلى 300 جنيه للكيلو الواحد، ولم تكن تلك الحملات هي الأولى من نوعها بل سبقتها أخرى ك "بلاها لحمة، وبلاها فراخ، وبلاها سمك، وبلاها سكر .

ونهاية المطاف "بلاها عيشة" والكثير من هذا وذاك مقاطعًة لتلك السلع رغبًة في تخفيض وطأة تلك الأسعار التي قد فاقت قدرة البعض على التحمل، هم لم يتخلوا عن تلك المنتجات برغبتهم فهو ليس قائما على إرادة حرة أو اختيار مستقل، لكن نظرا لعدم لظروف أجبرتهم على التمنع.

وفي هذا الإطار استعدت جمعية "مواطنين بدون غلاء " لطرح مبادرة "نقدر نعيش من غير ياميش" مقاومًة للغلاء ومؤكدة على قدرة المواطن على التخلص من تحكم أباطرة التجار في مجريات السوق الحر بدون منافس قوي أو رقيب يحاسب.

إلى الآن ما زال الوضع قائمًا وياتُري هل من تداعيات جديدة ؟! لم تظهر بوادر لأية حلول إلى الآن فهل الحكومة أطلقت القيود للتجار والسوق الحر على المواطن "الغلبان" والتي تفوق القدرة والتحمل والاستطاعة بكل المقاييس أم أنه مخطط برعايتها وتحت رؤيتها وإدارتها، وهل مؤسسات الدولة المصرية تسير ضمن منظومة ورؤية حقيقية تهدف المساعدة أم تخطو على نهج وزير التموين (ملناش دعوة) .

تلك التي أطلقها بمؤتمر بني سويف لحصاد القمح "ملناش دعوة بأسعار قمر الدين والبندق" وجاء ذلك تزامنًا مع دعم الوزارة" قمر الدين والبندق والفستق "وبدأت الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين والتجارة الداخلية في إعلان أسعار الياميش التي سيتم تداولها في منافذها خلال شهر رمضان.

فما القرارات القادمة وما الذي ستؤول إليه الأوضاع، تُري هل ستهبط تلك الأسعار الهوجاء، وهل يعود " الياميش للغلابة أم سيصبح لمن استطاع إليه سبيلًا كغيره من السلع والمنتجات".
الجريدة الرسمية