رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو.. «الكروان الصغير».. موهبة من حضن الجبل تبحث عن طريق

فيتو

بجسده النحيل وقصر طوله الذي لا يتناسب مع عمر 13 عاما يذهب "حمادة"، أو الكروان الصغير كما لقبه مدرسوه، كل يوم ليجلس بجانب "الساقية" وسط الحقول هاربا من صوت طلقات الرصاص والبنادق الآلية وقسوة الجبل الشرقى المحيط بقريته، ليتغنى بما صادف وسمعه من أغاني العشق والولع بصوت أرق من البلابل وأعذب من الكروان ربما يجد من يسمعه ويأخذ بيده ويدله على طريق دراسة الموسيقى والفن.


حمادة خيري نعمان طالب بالصف السادس الابتدائي نشأ وسط عائلة قروية بسيطة لكنها لا تغفل العصبية القبلية لدى الصعايدة فخرج من رحم "عزبة يوسف التابعة لمركز البداري بأسيوط في قرية عرف عنها قسوة الظروف البيئية المحيطة من جبال ومغارات ودروب يتردد اختباء بعض المطاريد بها وكذا الخارجين على القانون في ترويج تِجارات السلاح التي عملت على زيادة حوادث القتل والسرقة والخطف فلا يكاد يمر يوم حتى يستيقظ أهالي العزبة على صراخ أحدهم بالعثور على جثة قتيل جديد.

رغم ما تعانيه قرية "حمادة" الذي لقبه أساتذته بالمدرسة بـ«الكروان الصغير» إلا أنها ما زالت صامدة وتخرج بعض الطلاب البارزين في الغناء والرياضة ورغم ظاهرة التسرب التعليمي بالقرية الذي زادت نسبته إلى 50% بسبب ظروف مدارسها التي تقع بقلب الجبل والمغارات الجبلية المتناثرة التي تحيط بـ10 آلاف نسمة، إلا أن تلك الظروف لم تكن عائقا أمام شجاعة حمادة الصغير الذي يهرب من قسوة البلدة للحقول ليمارس موهبته المحببة بالغناء.

يقول حمادة: "أعيش في منزل متواضع بالقرب من الجبل الشرقي ولي ستة إخوة وأبي عامل بسيط وأمي ربة منزل يحاولان إبعادنا عن مشكلات القرية بالتعليم إلا أنني أحب الغناء منذ سن 3 أعوام وأعشق سماع الأغاني وإعادة غنائها بتقليد الأصوات، وعادة ما تشجعني والدتي وإخوتي ويستمعون إلى غنائي.

ويضيف المغني الصغير: "تقدمت في المدرسة بعد أن أكد إخوتي على أني أغني جيدا للمشاركة في حفل المواهب أمام لجنة وزارة الثقافة وخاصة أن مدارس القرى لا يوجد بها أي آلات أو مدرسين موسيقى وحصة الموسيقى نقضيها في الألعاب أو تنظيف حوش المدرسة، وبفضل الله وفقني وأعجبت اللجنة بي واختارني مسئولو اللجنة ولكن لعصبية القرية وبعدها عن قلب المدينة لم أتلق أي تشجيع.

وتمنى حمادة الالتحاق بفريق الموسيقى بالمركز أو بقصر الثقافة ودراسة الموسيقى كالأطفال في مدارس المدينة وتوفير فرصة واحدة له للالتحاق ببرامج المواهب الصغيرة لدعمه وتشجيعه ومعاونة أهله على تنمية موهبته مثل زملائه الذين لاقوا حظهم في البرامج التليفزيونية المشهورة مثل "فويس كيدز".

أكد خالد حسن مسئول الخدمة الاجتماعية والتربية النفسية بمدرسة "حمادة" أن موهبة الطفل جميلة وتستحق الدعم فالطبيعة الجبلية والنشأة القروية وسط النزاعات والخصومات الثأرية لم تمنعه من تنمية موهبته وحسه المرهف بجلسته بين الحقول، فالطالب يتمتع برقة مشاعر وصوت حنون عذب يليق مع الأغاني الرومانسية وخاصة أنه دائما يتغنى بأغنيات "عبد الحليم حافظ، هاني شاكر، ووائل جسار".

وأشار "حسن" إلى أن الطفل تم اختياره ضمن أفضل مواهب المحافظة في الغناء أثناء مؤتمر القرية الذي تم تنظيمه بحضور وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم ووقع عليه اختيار جميع المستمعين إلا أنه يعاني من ظروف قاسية بالنسبة للأسرة وللقرية التي يقيم فيها فضلا عن بعد المسافة بين القرية وقصر الثقافة بالمدينة مع تجاهل المسئولين لطلاب القرى رغم مواهبهم الجيدة.

وتابع: "أتمنى دعم الطفل وإلحاقه بدراسة الموسيقى أو تبنيه ضمن مواهب قصور الثقافة لتعلم فنون الغناء ومساعدته في الوصول لمكانة أفضل".
Advertisements
الجريدة الرسمية