رشاد رشدي يكتب: الحضارة الزائفة
في مجلة "الجديد" عام 1973 كتب الدكتور رشاد رشدي مقالا قال فيه:
أسطورة المجتمع الأمريكي لا تختلف عن أسطورة المجتمع الاسرائيلى.. فإسرائيل هي الأخرى بقعة أرض اغتصبتها، وأقامت بها جماعات من الناس "تقطعت جذورهم" فلا تاريخ يجمع بينهم ولا حضارة هم ثمارها وإنجازاتها، يعيشون حياتهم على الاغتصاب في محاولة لخلق حضارة قديمة لهم ولو زورا..
تماما كما هو الحال مع العصابات التي عاشت وتعيش في أمريكا.
كلاهما يحاول أن يجعل من الجماعات المتنافرة المشردة مجتمعا حضاريا، والوسيلة في كلتا الحالتين واحدة ــــ هي القوة ـــ والنتيجة في كلتا الحالتين واحدة هي العقم.. والمظاهر في كلتا الحالتين أبرزها التفرقة العنصرية بين السود والبيض في أمريكا وبين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين في إسرائيل.
مثل هذه المجتمعات لا تعرف السلام، ولا يمكن أن تعرفه؛ لأنها لا تعرف الحضارة.. تعرف فقط القوة ومنطق القوة، وهو منطق سهل بسيط؛ فالقوة تقهرها القوة.
ولكن لا شيء.. لا شيء على الإطلاق يمكن أن يقهر الحضارة.
