رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو.. شجرة مريم ملتقى المسلمين والأقباط «مبارك شعبي مصر»

فيتو

للتاريخ وآثاره رونقٌ وبهاءٌ لا يخفت وهيجه على مدار السنين، تبقي ذكراه خالدة في الأذهان وإن لم نعاصرها، ما إن تُروي لنا قصصها سرعان ما نستشعر روحانياتها نتلمس وجودها بالمكان وكأننا بأرض الحدث وقت وقوعه.


بغض النظر عن الأثر وتاريخه أو دلالته فهيبته لا تتوارى بل تُخلد لأجيال عدة قادمة، فهذا مسجد وتلك كنيسة وما بينهما معبد فرعوني فكما لا نختلف على الأثر فنحن لا نختلف على دلالته ولا قيمته.


قد تتباين معتقداتنا وقد نختلف في الملل والتفكير لكن عندما نتفق على شيء ما فلا محالة أنه راسخ متأصل كتلك الآثار التي تضرب بجذورها لمئات بل آلاف السنين "كشجرة مريم" تلك الشجرة التي تقع بحي المطرية تعود قصتها _ كما يقال ويُروي_ أن السيدة العذراء قد آوت هناك مع طفلها ويوسف النجار تحت شجرة جميز.. حيث أخذ «السيد» عصا «النجار» الجافة وكسرها وغرسها في الأرض ليتفجر من تحتها نبع ماء شربت منه «العذراء» وغسلت فيه ملابس «السيد»، ولما عصرت الملابس نزل الماء منها على الأرض لينبت في نفس المكان شجيرات البلسم.


فالبرغم من تفوق نسبة مسلمي الحى على أقباطه إلا أنه بمجرد أن تخطو قدماك حي المطرية حتى تجد محيط "شجرة مريم" يجذبك سور قد أحفها بآيات القرآن ونقوش مسيحية من ثم تستقبلك روحانيات المكان وما إن تتجاوز البوابة حتى تجد تمثال تصويري" للسيدة العذراء"، وقد توسطته عبارة بالقبطية والعربية "من مصر دعوت ابني"، وعلى اليسار نجد لوحة فنية منقوشة بعبارة قبطية "مبارك شعبي مصر" وما إن تنحدر قليلًا تجد بئرًا _يقال_إن العائلة المقدسة قد ارتوت منه.


وعندما تنحرف يمينًا على بعد خطوات من البئر تجد ساحة ترابية واسعة قد توسطتها شجرة جميز خضراء عالية، في حين ترتفع أربعة جذوع ضخمة ميتة على حوامل خشبية مدفونة في الأرض، وهى الجذوع التي تمثل ثلاثة أجيال من عمر الشجرة.


وعندما تتجول لبعض الخطوات للأمام ستجد متحفا صغيرا قد ضم خريطة حجرية لتلك الأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها، ولا تستطيع أن تغض الطرف عن صور قد زينت حوائط المكان لكنائس وآثار قبطية قديمة وتلك اللوحة التخيلية للعائلة المقدسة أثناء رحلتها والتي أبدعها أحد الفنانين بشكل يجعلك تركز في تفاصيلها لا إراديًا، وهو ما يتفق عليه الجميع من رواد هذا المكان إذ أيًا كانت ديانتك أو معتقداتك فلن تمر بجانب هذا المكان دون أن يجذبك لتتأمله وتتعمق في تفاصيل تلك الشجرة العتيقة التي قد دار الزمان عليها لكنه لم يُجير.


تلك الشجرة لم تكن محط إعجاب وجذب للمسيحيين وحسب بل تجد مسلمين يزورونها ليس لشيء سوي لجمال هذا المكان وذاك الأثر والتمعن فيه بل أضف لذلك أن غالبية سكان تلك المنطقة مسلمين رغم هذا لم تنقطع الزيارات ولم يتأففوا منها كما ظن البعض إنما وجدوها إثر قيم له مكانته وجب احترامه وتبجيله، فاختلف معي كما شئت لكن دعنا نتأمل ما تحويه تلك الآثار من معانٍ وألغاز فلربما نوقن حينها ما لهذا التراث من عظمة وكيان.
Advertisements
الجريدة الرسمية