رئيس التحرير
عصام كامل

«ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله»


يقول لنا المولى عز وجل: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" في كلمات بسيطة وواضحة وجلية يدعونا الرحمن وينبهنا أن الإسلام هو الدين الذي يرتضيه لنا وأن أحسن ما نعمله هو الدعوة لهذا الدين بالقول والفعل طبقا لما علمنا رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي أوحي إليه بما لنا وما علينا تجاه مالك الملك لنفوز بخير الأولى والآخرة..


وهذا يدفعنا إلى أن نذكر ما يتردد كثيرا عما يسمى "تجديد الخطاب الديني" ولا أحد يعرف ما المقصود.. كلام الله جل  لا يحتاج إلى تجديد هو ثابت أبد الدهر.. والذي يحتاج إلى التجديد هو الإنسان.. نبذ الجهل والتخلف الفكري والنفاق إلى حرية الفكر "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" الذين يطالبون بهذا الهراء هم أشد نفاقا وأكثر جهلا..

ما هو الخطاب الديني؟! هل مكارم الأخلاق تحتاج إلى تجديد.. هل الشرف والأمانة والصدق في حاجة إلى تجديد أم تطبيق !؟ ولماذا يهاجم الأزهر.. الأزهر الشريف هو أقدم جامعة على ظهر البسيطة.. فخر لمصر وقبلة العالم الإسلامي.. تعلم منه أكثر جامعات العالم عراقة ووضع أصول البحث العلمي ومناهج المعرفة.. لمصلحة من هدم هذه القيمة الإسلامية العريقة.. لمصلحة من محاولات التشكيك في الإسلام.. حفنة من الإعلاميين المزيفين ناقصي الهوية ومنافقين يخدمون العلمانيين والمشركين ولا يجيدون حتى النفاق يحاولون النيل من مؤسسة الأزهر العريقة لضرب الإسلام الحنيف "حسدًا من عند أنفسهم"، "ودوا لو تكفرون كما كفروا"..

الأزهر ملك للعالم الإسلامي بكل مذاهبه الفقهية ولا يجب أن يتدخل في شئونه قلة من الكارهين للإسلام والمنافقين الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ولا أشك في أن الله سيصب عليهم سوط عذاب ولا ننسى أبدًا "إن ربك لبالمرصاد".

الأزهر مثل النيل لا تحيا مصر بدونه، ويجب دعمه ماليًا واجتماعيًا وتدعيمه في كل النواحي.. كما يجب أن تكون جامعة الأزهر عالمية في البحث العلمي والتقدم التكنولوجي، كما هي في الفقه الإسلامي والسنة النبوية الشريفة.. كما نطالب الأزهر بأن يلتحم بالمواطن الذي يحبه ويحترمه وأن يفتح أبوابه لكل المواطنين ويعود عقد القرآن بالأزهر.. لا ننسى أبدًا دور الأزهر في طرد المستعمر الفرنسي وأنه سبق أن ذهب الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر إلى الأزهر طلبا لدعم الشعب الكريم ضد العدوان الثلاثي..

حافظوا على مصر.. حافظوا على الأزهر الشريف.. حافظوا على الإسلام.. ولا ننسى "إن الدين عند الله الإسلام" والحمد لله مالك الملك وحده.
الجريدة الرسمية