رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مشاهد من انتخابات النور الداخلية «تقرير»

حزب النور
حزب النور

لم تشهد الجمعية العمومية التي عقدها حزب النور، أمس الثلاثاء، تغييرات حقيقية إلا قليلا، إذ تم الإبقاء على الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب للمرة الثانية بالتزكية، فضلا عن مساعديه ونوابه الذين لم يصبهم أي تغيير إلا بتصعيد جلال مرة الأمين العام إلى مساعد رئيس الحزب، والإطاحة بالدكتور طارق السهري رئيس الهيئة العليا واستبداله بوجه جديد هو سامح بسيوني.


إقرأ.. كواليس انتخابات النور.. 

الجمعية العمومية التي انعقدت في إحدى القاعات بالقاهرة الكبرى، كانت أشبه بالجلسة الودية أو عشاء عمل يتم فيه الاتفاق على اللمسات الأخيرة إذ لا منافسة حقيقية على كراسي القيادة، لا سيما أن الحضور كان على قدر ما يحقق المشروعية القانونية لا على حجم الجمعية العمومية.

"هناك تغييرا على المحك".. هكذا نوه القيادات الثلاثة الكبار لحزب النور (يونس مخيون، جلال مرة، طلعت مرزوق) في الكلمة التي ألقوها في الجمعية العمومية، حملت تلك الكلمات دعوة للتجديد والاندماج من جديد داخل المجتمع فضلا عن فتح مجال أوسع في التعامل مع الإعلام وممارسة انفتاح على جميع التيارات السياسية، حسب ما لخصوا الأمر "صحوة جديدة للنور".

بكار وحماه خارج الحسابات
على هامش الجمعية العمومية، بدا أن هناك خلافا أو من الممكن تسميته بـ"الانكماش أو إعادة التموضع" للشاب الأكثر جدلا في حزب النور نادر بكار مساعد رئيس الحزب سابقا، وحماه – والد زوجته – بسام الزرقا مساعد رئيس الحزب للشئون الخارجية، إذ أبدى الإثنين عدم طموحهما للتواجد في أية مناصب قيادية داخل الحزب والاكتفاء بدورهما في الهيئة العليا، وهو ما سجل مفاجأة تتبعه طرح تساؤل هام.. أين ذهب طموح بكار؟.

الإجابة واضحة لمن اقترب، طموح بكار باق كما هو، لكن العثرات والأخطاء المتتابعة أثقلت كاهل الحزب، ومدى قربه من الدكتور ياسر برهامي، لم يغفر له، وهو ما استدعى تنحيته جانبا أو بالأحرى دفعه لأن يتنحى جانبا طواعية دون إثارة جلبة.

السهري غياب تام
المفاجأة الثانية ليست بالجديدة، اذ غاب رئيس الهيئة العليا المنتهية ولايته الدكتور طارق السهري عن الجمعية العمومية، ولغياب الرجل قصة تعود بنا إلى الخسارة الفادحة التي تعرض لها حزب النور في الانتخابات البرلمانية الماضية، ليبدأ تململ الدكتور طارق السهري من السياسة واختفى عن المشهد العام والداخلي للحزب، فالرجل ظهر من العدم واختفى في العدم. دخوله لم يثير جلبة وخروجه كذلك.

للمزيد إقرأ..الإطاحة برئيس الهيئة العليا 

إبعاد الشيوخ عن الحزب
بالعودة أربع سنوات إلى الخلف.. وبالتحديد يناير 2013 والجمعية العمومية الطارئة التي عقدها الحزب بحضور مكثف من كبار قيادات الدعوة السلفية وكان الغرض من حضورهما آنذاك هو إضفاء حالة الشرعية على الانتخابات، إذ شهدت تلك الفترة حالة من الانقسام الداخلي في الحزب وخروج عدد ليس بالقليل من الحزب والإبقاء على من أطاعوا وطاوعوا الشيخ ياسر برهامي.

في ذلك الوقت كان الحزب والدعوة ملتصقان، وحرصت قيادات النور آنذاك على التشديد أن الحزب ذراعا سياسية للدعوة السلفية بغرض أن يكتسبوا من شعبية الدعوة وأن تمثل لهم حاضنة لتفريخ كوادر الحزب وأن تكون خير سند للحزب الوليد.

بعد مرور أربع سنوات، غاب شيوخ الدعوة السلفية عن الجمعية العمومية للحزب وتم عقدها في إحدها القاعات في القاهرة، وهو ما يمثل تغييرا جذريا وتعاطيا جديدا مع الحياة السياسية.

إقرأ.. غياب الشيوخ عن الجمعية العمومية 

"مرة" ينسى.. و"الأهتم" يبكي
حملت كلمات قيادات النور نوعا من الأسى والحزب على فقيدهم الدكتور مصطفى عبد الرحمن أمين الحزب في شمال سيناء، والذي تم اغتياله على أيدي الجماعات الإرهابية.

تحدث المهندس جلال مرة، عن الشهيد إلا أنه لم يتمكن من تذكر اسمه ويبدو أن نسيانه الاسم ترك غصة في حلق كمال الأهتم أمين الحزب الجديد لشمال سيناء، فكيف لقيادي كبير في الحزب أن ينسى اسم أحد شهدائهم، والذي حسب كلماتهم نكل به واغتيل على خلفية مواقف حزب النور من ثورة 30 يونيو وما أعقبها من أحداث.

ولما جاءت كلمة كمال الأهتم، تنحنح وأغرورقت عينيه بالدموع وروى كيف تم قتل صديق عمره وطوي اسمه في طي النسيان حتى نساه أو تناساه الأمين العام السابق للحزب جلال مرة.

حوت كلمات الرجل حزنا كبير وزاده حزنا أن لا يذكر اسم صديق عمره في الجمعية العمومية للحزب.

اختيار رئيس الحزب ومعاونيه
عقب انتخاب الهيئة العليا والتي وصل تعدادها لـ"50 عضوا" دعا الدكتور يونس مخيون الأعضاء لاجتماع سريع لاختيار رئيس الحزب والمساعدين والنواب، فور دخولهم وقف مخيون كالشيخ بين تلاميذه يرشح من يرشح ويسقط من حساباته من يسقط.

بدا من وقفة الرجل وحديثه الهادي أن الأمر محسوم، فهو رئيسا للحزب وذلك مقرر من قبل، ووزع المهام على من اختارهم وانتقاهم، إذ حرص على الدفع بأحد الوجوه الجديدة على رئاسة الهيئة العليا الدكتور سامح بسيوني.

لا أقباط لا سيدات
لم يترك حزب النور قبيل خوضه للانتخابات البرلمانية الأخيرة 2014 مناسبة إلا وأعلن خلالها تواجد العديد من الأقباط داخله، مؤكدا التزامه الكامل بما تنص عليه القوانين المنظمة للأحزاب، وخلال الجمعية العمومية لم يظهر أي من الأقباط ضمن أعضاء الجمعية العمومية الحضور فضلا عن ترشح أحدهم ضمن الهيئة العليا التي تسع لـ"50 عضوًا" لم يكن بينهم قبطي واحد !

انتهت الجلسة الودية للجمعية العمومية للحزب دون أن تحدث جلبة أو إساءة أو معارك على مناصب، انتهت ويكأن الأمر محسوما من قبل.

Advertisements
الجريدة الرسمية