رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس يفجر مفاجآت في مؤتمر صحفي بالكويت.. «تقرير»

البابا تواضروس الثانى،
البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية

وسط جدول مزدحم بالزيارات واللقاءات خلال أول رحلة للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، لدولة الكويت العربية منذ تجليسه على السدة المرقسية، أقام مؤتمرا صحفيا خلال ثالث أيام الزيارة بالفندق مقر إقامته، أعقبها حفل عشاء لعدد من الشخصيات.


وشارك عدد من وسائل الإعلام الكويتية ووجهوا تساؤلات عقب تقديم التعازي في شهداء التفجيرات الإرهابية بكنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية.

نازحين وليسوا مهجرين
وردا على سؤال الصحفيين، بشأن أقباط العريش، قال: «أقباط شمال سيناء لم يهجروا من منازلهم، كما يشيع البعض، لكنهم تركوها للحفاظ على أمنهم وسلامتهم».

وتابع: «غالبية المسيحيين في شمال سيناء في الأصل لم تكن هذه هي مدينتهم الأصلية منذ نشأتهم، ولكنهم جاءوا للعمل فيها من محافظات وادي النيل المختلفة».

وأشار إلى أن الظروف غير مستقرة هناك، لذلك رحلوا عن منازلهم، حتى تستقر الأوضاع الأمنية في سيناء.

المسيحية والشرق الأوسط
وأضاف تواضروس الثاني: «لا نتخيل منطقة الشرق الأوسط بلا مسيحية لأنه سيكون هناك خطورة على الوجود الإسلامي؛ فإن كلاهما يسند الآخر».

تفريغ المنطقة
وأوضح البابا خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي، أن الجماعات الإرهابية تستهدف تفريغ الشرق، وما يجري بالمنطقة والشرق الأوسط من أعمال إرهاب استثناء لن يستمر، والمسيحيون سيعودون لأماكنهم.

اقرأ:
البابا تواضروس: سعدت بزيارة الكويت ولقاء الأمير صباح الأحمد

جذور المسيحية
وأشار البابا إلى أن المسيحية في الدول العربية ليست ناشئة لكنها متأصلة منذ قرون من الزمن، وهي جزء أصيل من مجتمعاتنا العربية، وليست وافدة، ومسئولية الحفاظ عليها تقع على المجتمعات والمؤسسات الإسلامية.

وأكد أن مصر تقدم نموذجًا جيدًا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، وهناك بعض المدارس التي لا يخلو منها الإنجيل مثل ما لا يخلو من القرآن الكريم.

الإسلام دين تسامح
وتابع: «هناك محاولات من البعض، خاصة دول غربية، لتشويه صورة الإسلام من خلال الأحداث الإرهابية.. كما أن هناك دائمًا عدم تمييز بين الوسطيين والجماعات المتشددة».

وأضاف بابا الكنيسة، أن الإسلام دين تسامح على عكس ما تروج بعض دول الغرب، منوهًا إلى أنه مؤشر خطير يجب الانتباه والالتفات إليه من المؤسسات الإسلامية والعمل على تصحيح صورة الإسلام.

واستطرد: «المسيحيون في مصر يعيشون في سلام مع إخوتهم المسلمين، بينما هناك بعض المتطرفين يفسرون آيات القرآن بشكل خاطئ، ولذا من الضروري تصدى المؤسسات الإسلامية لهذا الأمر حتى نحد من الأفكار المتطرفة التي يتبناها البعض».

معاملة الشباب
وشدد البابا على ضرورة أن يتعامل الجميع مع الشباب من خلال لغة العصر، حتى نستطيع أن نصنع جسور تواصل وحوار معهم، لافتا إلى أن لغة الشباب تغيرت كثيرًا، ولذلك يجب استخدام أساليبهم حتى نتواصل مع الأجيال الجديدة، ولا يمكن أن نتواصل معهم بطريقة جيل من الماضي.

تابع: «هناك الكثير من التساؤلات لدى الشباب عن ظاهرة الإلحاد، لذلك يجب أن نبحث عن طرق تواصل معهم بطريقتهم حتى نستطيع الإجابة عليهم».

اقرأ:
برنامج البابا تواضروس في أول زيارة للكويت

وقف منتقد السيسي
وفي رده على تساؤل بشأن الفيديو المتداول للقمص مرقس عزيز والذي ينتقد فيه الرئيس السيسي والحكومة، قال: «الفيديو المنتشر متداول منذ عام، وأن الكنيسة اتخذت قرارا بوقفه، وعمره ثمانون عاما وبعيدا عن مصر منذ ما يقرب من ١٥ عاما».

ترميم الكنائس
وبشأن ترميم الكنائس، قال البابا تواضروس: «الدولة رممت الكنائس وأوفت بوعودها كاملة وسمحت أيضًا ببناء كنائس ببعض المناطق وهو أمر مُرضٍ للكثيرين».

وأشار إلى أن هناك قانونا جديدا صدر لبناء الكنائس وهذا يعد إنجازا كبيرا، مؤكدا أن وعود الرئيس تمت والأمور بسلام.

مداعبة صحفي
وحول سؤاله عما يحلم وهو في الكويت فكان ردا بمداعبة للصحفي: «أنا لم أنم بعد لكي أحلم»، وعن السماحة واحتمال الآخر قال: «لا يمكن إطفاء النار بالنار لكن الماء هو من يطفئ النار، وكل ما يحدث هو فترة مؤقتة وسيصبح كل شيء على ما يرام؛ فالمرأة تشعر بالألم في الولادة وبعدها يحتفل الجميع بالمولود وتفرح الأم».

أكذوبة الربيع العربي
وعن الربيع العربي قال: «هذا المسمى غير صحيح؛ فالربيع شيء جميل لكن كان الهدف منه عكس ذلك فكان الهدف انتشار الفوضى فهذا لم يكن ربيعا بينما خريف»، مؤكدا أن الله حفظ مصر مما تشهده دول أخرى من حالات الفوضى.

وأشار إلى أن الكثير من الدول العربية صدقت «أكذوبة» الربيع العربي التي دمرت العديد من الدول مثل سوريا والعراق، متابعا: «ما يحدث بالدول العربية مخطط له لتقسيم شرقنا الأوسط وتأكيدًا على ذلك نجد بعد دمار وتقسيم دولتي سوريا والعراق هناك بعض الدول التي تتفاوض للتدخل في شئون هذه الدول كما يريدون بعد دمارها».

وأوضح أن الله أنقذ مصر من فوضى محققة على غرار دول أخرى لكن ثورة يونيو الشعبية ومساندة الجيش ومشاركة الكنيسة وطنيا وليست سياسية أفسدت المخطط.

وعن حادثي التفجير، قال البابا تواضروس الثاني: «حال صلوات أحد الشعانين الذي شهد حادثي التفجير بطنطا والمرقسية، حدث الحضور عن الموت القريب.. حياة الإنسان قد تنتهي في دقائق.. وذلك خلال طقس صلوات الجناز العام، وبعدها علم بخبر تفجير كنيسة طنطا وأعقبها حادث المرقسية، معربا عن ألمه للحادث».
الجريدة الرسمية