رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حافظ محمود يكتب: مقالب كامل الشناوي في رمضان

فيتو

في مجلة "الهلال" عدد رمضان عام 1982 كتب شيخ الصحفيين حافظ محمود مقالا، قال فيه:

ذات ليلة من ليالي رمضان اقترح علينا صديقنا الصحفي كامل الشناوي أن ننوع مجالسنا في رمضان، ودعانا إلى ندوة كان يعقدها بمقهى "أبو الريش" فلبينا الدعوة، وفوجئنا بهذا المقلب.


«أنا في تلك الأيام كنت قد بدأت أنشر مقالات بجريدة السياسة الأسبوعية، كبرى الصحف الثقافية في ذلك الوقت، فما إن دخلت المقهى حتى قدمني كامل لشاب منتفخ الأوداج يزعم أن اسمه حافظ محمود، صاحب مقالات السياسة الأسبوعية، وقدمنى له باسم آخر.

أدركت اللعبة الشناوية الفكاهية وجاريته، وهو يدير الحوار ببراعة بين كاتب مزعوم ومعجب مزعوم بعبقرية الكاتب المزعوم، وفى نهاية السهرة كشف كامل الحقيقة، فقفز الكاتب المزعوم من شباك المقهى ليختفي في ظلام الليل.

في تلك الليلة لاحظ كامل أن بين الحاضرين شيخا شابا يفاخرنا بأنه مدعو إلى الإفطار ثلاثين يوما عند ثلاثين شخصية من نجوم المجتمع، والتقط كامل الخيط، وقال لصاحبنا: وأين موعد إفطارك في بيت الشيخ الشناوي ياعبيط؟

أخرج صاحبنا مفكرة من جيبه وشطب على وليمة الغد، وكتب بدلا منها اسم الشناوي، وفي اليوم التالى ذهب صاحبنا إلى بيت كامل الشناوي، وما إن انطلق مدفع الإفطار حتى نادى كامل خادمه الصغير قائلا: الشوربة يا ولد، فأحضر الخادم طاستين من شوربة العدس، فلما فرغا منا نادى كامل: الحلو يا ولد.. فقال الرجل: أي حلو واحنا لم نأكل بعد؟

قال كامل متظاهرا بالأسى: أنت تريد أن تأكل، وأنا دعوتك كي تفطر، أي لكي تنهى صيامك بأى شيء، وأظن أني كنت صادق الوعد، أما الأكل فهذه مسألة أخرى لم نتفق عليها.

ضرب الرجل كفا بكف، وخرج إلى الطريق وهو يقسم ألا يتناول أي إفطار في رمضان إلا في بيته، مهما كان ما عنده قليلا».
Advertisements
الجريدة الرسمية