رئيس التحرير
عصام كامل

الملك فاروق يتناول سحوره مع الشعب

فيتو

ما إن تعلن المحكمة الشرعية ثبوت رؤية هلال رمضان حتى يبدأ إعلان الاحتفالات بالشهر الكريم، فتضاء المساجد وتعلو أصوات أجهزة الراديو بآيات الذكر الحكيم في المقاهى والمحال بجميع الأحياء، وتمنع تجارة المشروبات الروحية والخمور تماما.


ونشرت مجلة المصور 1955 موضوعًا عن ارتباط الملك فاروق بالمناسبات الدينية منذ توليه حكم البلاد، قالت فيه:

جرت عادة الملك فاروق مع بداية الشهر الكريم بتوجيه خطبة ملكية إلى الشعب للتهنئة بقدوم الشهر المبارك، في وجود الأعيان ورجال القصر والحكومة والأسرة الملكية وأبناء البلد الذين يتوافدون إلى القصر لتقديم التهانى للملك بالشهر الكريم.

ففى أول رمضان عام 1941 وجه الملك خطبته إلى الشعب من ساحة قصر عابدين، قال فيها:

«شعبى المحبوب..
الليلة نستقبل شهر رمضان المبارك، فرحين بما آتانا الله من نعمة الدين وعزة الوطن، إليك شعبي الكريم أقدم تهنئة صادرة عن قلب يفيض إيمانا بالله وحبا لرسوله ورعاية لك وثقة بك وعطفا عليك.

يقول الله جل شأنه وتقدست ذاته وتعالت صفاته (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)، وامتثالا لأمره جل شأنه أُذكر نفسى وإخوانى المسلمين بالاعتصام بالصيام، لما فيه تهذيب للنفس، ورياضة لها على احتمال المكاره، وعلى الصبر الذي هو أكبر الأخلاق القويمة لحياة الأمم.

وإنه ليشرح صدري في هذه الليلة المباركة أن أسأل الله جلت قدرته أن يمدنا بعونه، وأن يجعل مجهوداتنا القومية مقرونة بالتوفيق، وأن يعلى دينه ويعلى قدر الوطن، إنه نعم الهادي ونعم المعين».

بعد الخطبة تقام مائدة ملكية للحضور من أبناء البلد لتناول وجبة السحور، وكان الملك يتوسط ضيوفه عادة على الموائد الرمضانية طوال الشهر الكريم.
الجريدة الرسمية