رئيس التحرير
عصام كامل

استشاري نفسي يكشف أسباب تعرض الأطفال للتحرش بـ«الحمامات»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أثارت حوادث الشذوذ الجنسى بين طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية خلال الفترة الأخيرة حالة من الفزع عند أولياء الأمور بعد تكرار الوقائع ونشر تفاصيلها على المواقع الإخبارية والفضائيات التي كان آخرها حلقات الإعلامي وائل الإبراشى في برنامجه العاشرة مساء المذاع على فضائية دريم.


وقد شهدت كل الحوادث بلا استثناء مسرحا واحدا للجريمة داخل المدرسة هو الحمام، ففى الواقعة الأخيرة مثلا تم ضبط تلاميذ صغار يمارسون الشذوذ الجنسى داخل حمام مدرسة ابتدائية، ومن قبل ضبط طلاب في المرحلة الإعدادية لم تتعد أعمارهم 13 عامًا يمارسون الشذوذ الجنسي في دورة المياه، بالإضافة إلى حادثة اغتصاب طالب من قبل زملائه داخل حمام المدرسة، وغير ذلك من الحوادث العديدة التي تشير إلى ضرورة البحث عن سر ارتباط دورة المياه بالشذوذ الجنسى عند الأطفال.

يقول الدكتور سيد سلامة الحجار استشارى الصحة النفسية أن ارتباط ممارسة الانحرافات الأخلاقية عند الأطفال بدورات المياه سواء كانت في المدارس أو النوادى يرجع إلى عدة أسباب هي.

1- يجب أن نعرف أولا أن الأطفال في المراحل العمرية الأولى يعيشون حالة من النرجسية الطبيعية حول حب اكتشاف الذات والأعضاء الداخلية، فعندما يكون الطفل بين عامه الأول والثالث يمكن أن نجده يلهو بأعضائه التناسلية، وعندما يصل إلى سن 4 إلى 6 سنوات فإنها حتما سوف يحاول التدقيق في أعضائه محاولا اكتشاف نفسه وغالبا يتم هذا التصرف في مكان الخلوة، وكل هذا يعد طبيعيا إلا أنه يكشف لنا ارتباط العقل بالتفكير في آليات الجنس لا إراديا مما يدعونا إلى مناقشة جوانب القضية عموما بطريقة علمية.

2- عند دخول الطفل مرحلة المدرسة تبدأ مداركه في النضج ويكتسب خبرات ومعارف أوسع نتيجة الاحتكاك الأكبر بالمجتمع فينتقل من مرحلة اكتشاف جسمه إلى مرحلة المقارنة، فنجد مثلا الأطفال يتباهون فيما بينهم بالقوى العضلية والطول وغير ذلك، وبالمثل يمكن أن تحدث نفس دوافع المقارنة في الحمام ليقارن الطفل أعضاءه الداخلية بزميل له، وهنا تتدخل عوامل التربية والمتابعة وعدة دوافع وظروف عديدة.

3- هناك تصرف خاطئ جدا نجده في المدارس هو السماح للأطفال بدخول الحمامات في صورة مجموعات دون رقيب يحكمهم، فنجد وقت الفسحة تزاحم الطلاب داخل حمامات المدارس وهنا تبدأ المشكلة وتظهر الانحرافات سواء عن طريق اللعب أو مقالب الأطفال مع بعضهم أو تعمد فعل الانحرافات السلوكية، فتجد طفلا يظهر عضوه الذكرى بشكل ملفت أو فكاهى أو ربما يتعمد طفل نزع ملابس زميله وغير ذلك لتبدأ الانحرافات السلوكية التي تصل مع التكرار إلى حالات الشذوذ الجنسى.

4- الحمام بالنسبة للطفل هو مكان يسهل فيه نزع الملابس وكشف العورات، وبالتالى فإن عقله وفكره يربط بين هذا المكان وأى ممارسات تخص التعرى فعندما يدخل الطفل الحمام فإنها من الطبيعى أن يكشف عضوه التناسلى أو الشرجى وهما موضع الممارسات الجنسية وبالتالى يرتبط الحمام تلقائيا في العقل بهذه الممارسات.

5- يعتبر الحمام أبعد نقطة عن عيون الأساتذة والمسئولين بالمدرسة أو النادي وبالتالى يكون مسرح جيد لتفيذ الشذوذ، ففى بعض الحالات يبرأ الأطفال أنفسهم عند ضبطهم عرايا العورات بأنهم في الحمام يقومون بعملية الإخراج، أما إذا تم ضبط الأطفال يمارسون الشذوذ في أحد الفصول فإن الأمر سوف يكون غير مبرر ومكشوف ولذلك يلجئون إلى الحمامات.

6- الأطفال الذين يلجئون إلى الشذوذ الجنسى يختارون دورات المياه نظرا لبعدها عن دوائر الحركة، فبسؤال أحد الأطفال ذات مرة قال أنه كان يمارس هذا الفعل مع زميله في الحمام لأنه بعيد عن العيون ويمكن اكتشاف القادم اليه بسهولة من بعيد فيقوم الطفل بستر نفسه ولا يلاحظ أحد أنه كان بصحبة آخرين لفعل عمل مشين.

7- هناك سبب آخر كشفه أحد الأطفال كون الحمامات في اغلب المدارس مهجورة ولا يستخدمها أحد وبالتالى فهى مكان جيد بعيد عن العيون.

8- هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار عند مناقشة هذه المشكلة أولها ضرورة متابعة تصرفات الطفل دوريا سواء كان ذلك من أولياء الأمور أو المسئولين بالمدرسة، بالإضافة إلى أهمية غرس الجوانب الاخلاقية والدينية والتأكيد على خصوصية وحرمة الجسم وكذلك مراقبة ما يقرؤه الطفل أو يشاهده على الموبايل أو الكمبيوتر وفحص هذه الأجهزة دوريا، فالأفلام الإباحية تثير دوافع هذه الممارسات بنسبة كبيرة.

9- يجب على كل أولياء الأمور أن يرصدوا أي تصرفات غريبة تظهر على الطفل سواء كانت بالسلب كالانطوائية أو الخوف أو وجود علامات في الجسم أو صعوبة في عملية الإخراج، أو بالإيجاب نحو تعلق الطفل بشيء محدد أو صديق معين أو أماكن بعينها فربما كان في الأمر خطر ما.

10 – يجب أن يعلم أولياء الأمور أن أسهل طريق لجرف الطفل إلى ممارسة أفعال الانحراف والشذوذ هو فقدان الترابط الأسرى داخل البيت وعدم احتواء الطفل بالحنان والعقل والحوار مما يؤدى إلى إتاحة الفرصة لآخرين بالخارج إلى استقطابه سواء كانوا في نفس سنه أو كبارا بالغين. 
الجريدة الرسمية