رئيس التحرير
عصام كامل

هل تحارب الدولة الإخوان الإرهابيين؟!


تعجبتْ بعضُ المواقع الإخبارية من خبر ورد من الأردن، مفاده أن شهود عيان أكدوا أن نواب كتلة الإصلاح-التابعة لجماعة الإخوان في الأردن- رفضوا خلال الجلسة الدورية التي عقدت في 11 أبريل الماضي، الوقوف حدادا على شهداء تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية. وعزا شهود العيان هذا الأمر إلى رؤية جماعة الإخوان، أن الحداد لا يجوز على أرواح "غير المسلمين"، وبالطبع الخبر صحيح، لكن تبرير شهود العيان بأن جماعة إخوان الأردن رفضت الوقوف دقيقة حدادا لأنهم يرون أو ترى الجماعة عدم جواز الوقوف دقيقة حدادا على غير المسلمين، وهذا التبرير غير صحيح لسبب وحيد وهو أنهم القتلة الإرهابيون الذين فجروا الكنيستين، كما فجروا من قبل كنيسة العباسية، فكيف يقفون دقيقة حدادا على أرواح هم قتلوها، واستباحوا دماءها وجعلوا قتلها تقربا من الله!.


وبالقطع سيرد بعض المغيبين أو المتعاطفين أو الإخوان أنفسهم بأن من قتل هؤلاء هم تنظيم داعش الإرهابي، أو الداخلية المصرية، ونحن لا نخاطب أمثال هؤلاء الإرهابيين، لكن نخاطب عقول من يعقل، وأفهام من يفهم، ونعرف أنه في علم الجريمة قاعدة تذكر أنه عند البحث عن الجاني ابحث عن المستفيد من الجريمة ستصل للجاني، وهذا واضح ومؤكد، فالجماعة الإرهابية هي من يستفيد من هذه الجرائم، وهي من يحلم بتحطيم وإبادة الدولة المصرية والانتقام من شعبها، وقد صرحوا بذلك، وراجع بياناتهم وتصريحاتهم قبل ثورة 30 يونيو وبعدها التي هددوا فيها بإحراق مصر وإشعالها نارا حتى ترتدع، وتعيد أول جاسوس مدني منتخب للسلطة، ذلك الجاسوس الذي فضح مؤخرا أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، علاقته وجماعة الإخوان بالغرب، مؤكدًا أن الجاسوس محمد مرسي، قدم للغرب كل ما يريدونه ويطمعون فيه خلال فترة توليه رئاسة مصر.

وطبعا الظواهري الذي نشأ من عباءة الإخوان، وما زال أراد أن يخفف الضغط عن تنظيمه بأن التنظيم يخالف جماعة الإخوان التي هي أساس التنظيم، فأصدر ذلك البيان بإيعاز من المخابرات البريطانية والأمريكية التي تدير شئون التنظيم، حيث إنها هي التي صنعت بن لادن وتنظيمه، كما صنعت المخابرات الإنجليزية الإخوان الإرهابيين وكاهنهم حسن البنا، فأراد الظواهري تنفيذا لأمر المخابرات الأجنبية أن يبعد شبهة انتماء التنظيم لجماعة الإخوان الإرهابية؛ نظرا لأن العالم اكتشف مؤخرا أن جماعة الإرهاب والعمالة والخيانة هي جماعة الإخوان؛ وبدأ العالم يتخذ منهم موقفا شديدا، فأرادت المخابرات التي من وراء الجماعة وتنظيم القاعدة فصم الصالة مؤقتا بينهما في الظاهر فقط، حتى يتسنى للتنظيم العمل الحر وللجماعة كذلك.

ولا أدل من أن الجماعة الإرهابية التي تدعي السلمية بعد كل عملية هي التي نفذت كل حوادث الكنائس وغيرها من الجرائم، وخاصة حادثة الكنيستين الأخيرتين– والتي لن تكون الأخيرة ما دام الأمن المصري وأعني به أمن الدولة لا يقوم بمهامه ضد هذه الجماعة الإرهابية، وما زالت الجماعة الإرهابية على مستوى القواعد تعمل كيفما تشاء، ويترقى أعضاؤها في المناصب القيادية بالوزارات دون رقيب أو حسيب، وما زال قانون مرسي الذي بموجبه حل أمن الدولة هو الذي يسري حتى الآن، وما زال هناك معيدون في جامعة الأزهر عينهم مرسي موجودون يبثون سمومهم ويفرخون طلبة إخوان جددا رغم علم كل الجهات المسئولة بالدولة بأسمائهم، وما زال المعلمون الإخوان يبثون سمومهم في طلبة المدارس بل ويترقون إلى درجات موجهين بالمديريات المختلفة، بمساعدة قيادات الإخوان في الوزارة..

وما زال موظفو إخوان الكهرباء يرتعون كما هم في أماكنهم منتظرين فرصة تدمير مرفق الكهرباء في الوقت المناسب إلخ، لدرجة أني أصبحت أشك في محاربة الدولة للإخوان على الحقيقة، وإنما ما حدث هو إلقاء القبض على بعض رءوسهم، وجعلهم يستمتعون بكل شيء في السجون دون محاكمات رادعة، وترك قواعدهم تعمل كيفما تشاء، وتجمع المال الشهري من الأعضاء لبثه في الأعمال الإرهابية دون أي محاسبة، وتحت سمع وبصر الدولة، ولا أدري سببا واحدا لذلك أو لعدم التضييق على قواعد الجماعة في الوزارات المختلفة، وأماكنهم الموجودين بها، وهم الإرهابيون الذين يقومون كل وقت بعملياتهم الإرهابية..

كشفت تحريات الشرطة عن انتماء كل الخلايا المشاركة في التفجيرات للإخوان الإرهابيين، وأن المزارع التي تم فيها التجهيز للعمليات الإرهابية يمتلكها قيادات بالإخوان الإرهابية، فهل بعد كل ذلك لا ترى الدولة خطرا من الجماعة الإرهابية وكل أعضائها، وتتركهم دون رقابة أو محاسبة في وزارات مصر؟ وفي النهاية يتعجب البعض من عدم قيام إخوان الأردن للوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الكنيستين!!.

الجريدة الرسمية