رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نبي الرحمة ورسول الإنسانية


شتان ما بين الطالب والمطلوب، وما بين المريد والمراد، وما بين المحب والمحبوب، أحبتي الكرام عندما نطالع سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تلك السيرة الكريمة الطيبة العطرة والتي لم تخل في كل جوانبها ومناحيها من الإنسانية الكاملة بكل ما تعنيه كلمة الإنسانية بما فيها من رحمة وسماحة وحلم وكرم وجود وسخاء وطهر وعفة ونقاء وعدل وتواضع ولين وحسن معاشرة وطيب معاملة لكل المخلوقات وقيم إنسانية نبيلة ومكارم أخلاق..


ونجد أيضًا مدى عظم قدره ومكانته عند ربه تعالى وتفرده في المكانة والمنزلة، ولم لا وهو المرسل من الله رحمة للعالمين والموصوف منه تعالى بالخلق العظيم وهو الهادي البشير والسراج المنير والمنعوت من الله تعالى بالرءوف الرحيم.. وها هو القرآن الكريم كتاب الله وخطابه لخلقه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يبين ويؤكد لنا مدى سمو أخلاقه ومدى عظم قدره ومدى إنسانيته، ويؤكد أيضا أنه كان كما قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن".. وقول الصحابة رضي الله عنهم: "كان قرآنا يمشي على الأرض"..

هذا وهو المذكى من الله سبحانه تفصيلا وإجمالا، عن عقله قال تعالى: "ما ضل صاحبكم وما غوى"، وعن كلامه ونطقه يقول سبحانه: "وما ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحي"، وعن بصره وحيائه يقول عز وجل: "ما زاغ البصر وما طغى"، وعن فؤاده الطاهر وعين قلبه يقول تبارك في علاه: "ما كذب الفؤاد ما رأى"، وعن مكانته من الله وقربه قال تعالى: "ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى"، وعن بعثته والحكمة منها يقول جل علاه: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"..

وعن مراد الله من بعثته يقول سبحانه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وذكاه الله إجمالا فقال: "وإنك لعلى خلق عظيم"، هذا وأما عما خصه الله تعالى به من الفضل والتكريم فإنها يفوق الحصر فلا أول له ولا آخر، من ذلك على سبيل المثال وليس الحصر، خصه الله تعالى بالصلاة عليه وأضاف سبحانه ملائكته في الصلاة عليه حيث قال تعالى: "إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"، وهي صلاة دائمة مستمرة لا تتوقف لأنها جاءت بصيغة الفعل المضارع الذي يفيد الاستمرارية، يصلون، وصلاة الله هي رحماته وتجلياته وفيوضاته وعطاياه وهي دائمة منه تعالى على رسوله وحبيبه ومصطفاه..

وفي ذلك إشارة إلى دوام فضل الله وارتقاء النبي في كل لحظة وعلى الدوام، هذا وإذا تأملنا قوله تعالى: "ورفعنا لك ذكرك"، وتساءلنا إلى أي مدى هذه الرفعة المشار إليها في الآية الكريمة وهي على قدر من الرافع وهو الله، أم المرفوع وهو سيدنا رسول الله، نجد أن هذه الرفعة على قدر الرافع وهو تعالى الذي لا نهاية لعظيم قدره ولا إشارة إليها إذ أنه لا يعرف الله إلا الله وصدق تعالى إذ قال: "وما قدروا الله حق قدره".

هذا والحديث عن النبي الكريم والرسول الرحيم لا ولن ينتهي وفي إشارة إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إني لست كهيئة أحدكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين"، وقوله: "لا يعرف قدري إلا ربي"، ياليت الذين يسيئون إلى حضرته يعلمون من هو، إنه رحمة رب العالمين للعالمين، إنه الإنسان الذي سعدت به الإنسانية والحياة، وإن من يدرك ذلك لا يسعه إلا أن يقول، ياهنا هنانا بحضرته عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وللحديث بقية..
Advertisements
الجريدة الرسمية