رئيس التحرير
عصام كامل

ونهاية بـ«الواد دا بتاعى».. تاريخ من البذاءة


ليس هناك أقبح من المتاجرة بالطفولة، وإلباس البراءة ثوب البذاءة من أجل حفنة أموال.. لم يكن الأمر وليد اليوم، ولم تكن تلك الأم بدعا من البشر بحكم كونها منتجة تلك الأغنية البذيئة (الواد دا بتاعى)، والتي تعرض على قنوات تتمسح بالفن الشعبى والفن والشعب منهم براء.. تستحق هذه الأم المحاكمة العاجلة والوقوف أمام القضاء الشامخ بتهمة الاتجار في البشر، وانتهاك براءة طفلتيها، والترويج للفجور عن طريق طفلتين لها ولاية مباشرة عليهما.. سبق تلك المرأة منذ زمن بعيد وبكل أسف، منتجون كبار وفنانون عظماء أمثال أنور وجدى وإسماعيل يس وأبو السعود الإبيارى والذين شاركوا الطفلة فيروز في أعمال وصفوها بالمعجزة !


مع أنها كانت انتهاك صريح لطفلة صغيرة لم تتجاوز العشر سنوات.. انتهكوا طفولتها وجسدها البرىء بإلباسها لبس الراقصات في كل أفلامها تقريبا، والأسوا من ذلك تصوير من تستطيع الرقص في علب الليل والكباريهات بالنجمة والمبدعة والمعجزة، وبالقطع الكنز الأسرى لمن يتولى أمرها.. مأساة تجاوزها الكثيرون بكل أسف، ولكن الواقع اختزنها في ذاكرة ضعاف النفوس كقيمة وقامة وشىء مشرف !!

الطفله المرأة!
سارت منظومة الانحدار الخلقى والثقافى والإنسانى في السينما المصرية على نموذج واحد تقريبا يخص الأطفال وهو.. الطفل العجوز فكرا وسلوكا.. أو حديثا في أغلبه فج وبذىء ومقزز.. سار كثير من الكتاب على استجداء الضحكات من خلال جعل الطفلة البريئة كما في حال فيروز مثلا، امرأة سليطة اللسان أو بالبلدى (شرشوحة وشلق).. تقلد النسوة الكبار في حركاتهن السوقية، وتتحدث بألسنتهن والكثير والكثير مما يعف اللسان عن ذكره.. كل ذلك كان يحدث ومازلنا نعانى منه بسبب بسيط، وهو الحصول على أموال كثيره من براءة الأطفال.. طبعا بعد تشويهها ومسخها وتقبيحها في أسوأ صورة ممكنة!

الشبح وآية حجازى !
بعيدا عن اللغط السياسي المصاحب لقضية السيدة المصرية الأمريكية آية حجازى، والتي استقبلها الرئيس الأمريكى ترامب في مكتبه البيضاوى تكريما لها، بعد أن سبق وكرمها بإرسال طائرة حربية لها لنقلها من مصر، بحكم كونها تحمل الجنسية الأمريكية بجانب المصرية، تجد المعايير معكوسة، فإن كانت المدعوة آية متهمه باستغلال أطفال الشوارع في أعمال سياسية، بعد جمعهن من جحيم الشوارع وأوكار الضياع!، فإن المدعوة ليلى الشبح والتي تفتخر بإنتاج فيديو مسىء متدنى أخلاقيا لطفلتيها، أحق بأن تقضى عقوبة مماثلة للمدة التي قضتها آية حجازى في الحجز الاحتياطى ثم تم تبرئتها.. ثلاث سنوات أو أكثر.. هنا القضية أوضح وغير ملتبسة، أم تتاجر بطفلتيها دون أي وازع أخلاقى أو إنسانى أو دينى، وتتباهى بذلك ولا تخشى قانونا وضعيا أو نسقا أخلاقيا أو عقابا دينيا، لذا فهى أحق بذلك من آية وغيرها.. لكن يبدو أن موضوع آية كان به بعد سياسي أما الست ليلى فهى تبع الدانس على رأى المرحوم توفيق الدقن.. وطبعا أحلى من الشرف مفيش.. يبدو أنه فعلا مفيش!

التعويم والواد بتاعها!
منذ كارثة تعويم الجنيه في نوفمبر الماضى، وما صحبه من استعار في ثمن كل شىء عدا الإنسان المصرى، تشعر وكان الجرائم الأخلاقية والتي تُصنف كاتجار في البشر من دعارة وتشجيع عليها وتسهيلها وانتهاك حرمة الأطفال في تزايد مستمر، لذا فهناك تطرف مضاد قوامه البذاءة والانحلال والتفلت الأخلاقي مساو تقريبا للتطرف الدينى والعقائدى عند البعض.. وتلك سمة طبيعية لعصور الانهيار الاقتصادى الناتجة عن سياسات اقتصادية يمينية متطرفة بدورها، لذا نحن ندور فعليا  في دائرة مفرغة مفزعة مهلكة من التطرف والتطرف المضاد، يخشى منها على المجتمع المصرى الذي بدأ فعليا في فقد مقومات تماسكه واتزانه التي اعتمدت طويلا على القيم، حتى وإن كان بعضها شديد التزمت أو هكذا يبدو للبعض منا، لكن التزمت الأخلاقى أرحم بكثير من التطرف الأخلاقى المضاد، والذي وصل لقاع سحيق من الدناءة التي تتاجر بالأطفال وتجرهم لطريق الإباحية والبورنو.. من يرى هذا الفيديو يتوقع الأسوأ والأسوأ ألا يقدم كل من ساهم في إنتاجه لمحاكمة عاجلة، خاصة أننا في ظل قانون طوارئ.. فإن لم يطبق على أمثال هؤلاء فعلى من يطبق إذن!
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية