رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صل صلاة مودع.. بس خد بالك م الجزمة!


لمرات ثلاث قادتنى الصدفة للصلاة في أحد مساجد المناطق الجديدة.. يصعد نفس الإمام منبره.. تعلو وجهه علامات الحزن الشديد.. يخرج صوته بحشرجة المزنوق.. يبدأ بتحية الجمع الغفير، ويصلى ويسلم على رسولنا الكريم بنفس النبرة اليائسة المحبطة.. ينظر إلى الناس.. يعجبه العدد دون أن يعرف سر العدد في الليمون.. يقرر فجأة أن ينفرد بنا ليبدأ جولة الوعيد، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين ليس من بيننا إذن فكلكم في النااار!!


يبدأ الرجل في روايات لا نعرفها، غير أن مجملها أننا جميعا في النار، ونار الآخرة ليست كنار الدنيا.. يبدأ بالثعبان الذي سيتسلمنا يوم الدفن، وبالطبع لن يتركنا حتى يمارس فينا كل صنوف التخويف والترهيب والعذاب.. تصور نفسك حبيسا مع ثعبان أقرع، دون أن يذكر لنا شيئا عن الثعبان غير الأقرع.. قبل أن تهرب سيلتف الثعبان حول وسطك ويقسمك نصفين، خاصة أن أهلك قد أهالوا عليك التراب وتركوك وحيدا لثعبان لا يعرف الرحمة!!

على مقربة من المسجد تقع كنيسة يراها المصلون خارج المسجد بوضوح شديد.. يوجه الإمام كلامه للمسلمين المحبوسين على ذمة الخطبة، ليحكى لنا معارفه عن يوم القيامة.. يوم يساق النصارى كالغنم ويسألهم الملائكة: من كنتم تعبدون؟ وبالطبع يرد النصارى بسذاجة: كنا نعبد عيسى بن مريم؟ وبالطبع أيضا يتنصل منهم عيسى بن مريم ويبيعهم على أول ناصية.. هنا يأتى الطبع الثالث يساقون إلى جهنم وبئس المصير.

اليهود أيضا سيلقون نفس المصير، لأنهم بسذاجة سيقعون في نفس الخطأ، عندما يسألون عن الإله الذي عبدوه، فيقولون «عزير بن الله».. يتكرر المشهد ويساقون إلى جهنم زمرا.. وخلاصة القول إن المسلمين والنصارى واليهود سيكون مصيرهم النار، ربما لن يدخلها إلا الإمام ووزير الأوقاف وعدد لابأس به من رفاقهما، وبالطبع سيكون الحكام أول من يدخل النار، لأنهم إذا عثرت بغلة في الشام فإن عمر سيسأل عنها، فما بالكم إذا كانت بغال المسلمين كلها تتعرض للعثرات في الشام، واليمن، وفى السعودية، وفى قطر، والبحرين.. إذن كلهم في النار قبل الشعوب طبعا، وهذه ميزة سينعم بها الشعب يوم القيامة، لأن الله سينتقم له من حكامه ويشمته فيهم وهم يعذبون على نار ليست هادئة.

عند الدعاء لا يدعو الإمام إلا للمسلمين، مع أنه أخبرهم أنهم في النار، وقبل إقامة الصلاة لاينسى أن ينبه الجميع إلى إغلاق الهواتف النقالة، كما ينبه فضيلته كل مصل إلى وضع حذائه أمامه، حيث إن المسجد وإمامه وخادمه ووزارة الأوقاف غير مسئولين عن فقد الأحذية، ولك أن تتخيل وأنت تصلى لله الواحد القهار، وتتعبد، وتخلص النية، وتصلى صلاة مودع وسط كل هذه الاستعدادات الروحية لا تنسى أن تهتم بحذائك!!
Advertisements
الجريدة الرسمية