رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يفعل رجال الرقابة الإدارية بالضبط؟


من الممكن تصور أن يقوم رجال هيئة الرقابة الإدارية بمراقبة كشوف المتقدمين للحصول على العلاج المجاني لفيروس سي، باعتبار أن تخطي الدور دون وجه حق هو استغلال للنفوذ، يدفع ثمنه فقراء تقدموا للعلاج ولا ظهر لهم فكانت الرقابة ظهرهم.. ويمكن تصور تدخل الرقابة لمنع تسجيل دخول أحد المواطنين لمستشفى الجمهورية بالإسكندرية لأنه أراد تزوير التسجيل بأثر رجعي، ليثبت وجوده زور بها ليفسد أدلة ارتكابه جريمة قتل في الموعد نفسه، باعتبار أنها قضية رشوة كاملة الأركان، فضلًا عن التزوير.. ويمكن-أيضًا- تصور قيام الرقابة الإدارية بالتفتيش على سلامة السلع الغذائية في الأسواق المصرية، لحماية الشعب المصري من الجشع، كما أن بيع سلع فاسدة قرينة على مرورها للأسواق بطرق مخالفة للقانون، ومنها الرشوة للمسؤولين في مواقع مختلفة!


كما يمكن تصور تفتيش رجال الرقابة على دور الأيتام بعد الشكاوى الأخيرة من جرائم وتجاوزات ترتكب بحق يتامى مصر.. ويمكن تصور تدخل الرقابة الإدارية لضبط سلع وأدوات خطرة قبل دخولها إلى مصر من أدوات طبية ملوثة أو محظور دخولها للبلاد إلى شحنات أسلحة وأدوات غير مسموح بها في الأسواق المصرية!

إنما أن يمتد دور الرقابة إلى أمرين لم يصل خيالنا إليهما.. الأول قياس أداء عدد من الوزارات والمحافظات لتسهيل إجراءات الاستثمار ومدى التغلب على البيروقراطية ومتابعة فض المنازعات، والثاني هو مراقبة شركات السياحة التي تستعد لموسمي العمرة والحج لمتابعة معاملتهم للمصريين، والتزامهم بتحصيل مقابل السفر بالعملة المصرية وكذلك مراجعة أوراق تجديد تراخيصهم، ومنح إيصالات بالمعاملات للمتعاملين، وما كتبوه في الدعاية عن شركاتهم ومدى مطابقتها للخدمات المقدمة منهم!!

شركات السياحة مؤسسات خاصة لا تخضع لسلطان الرقابة الإدارية، ومع ذلك وباعتبار الشركات تقدم خدمة عامة صدر بشأنها تصاريح تقديمها وبالتالي تعتبر مؤسسات ذات طابع عام، لذا يقف رجال الرقابة حتى يشتكي الناس أو يتذمرون أو يتم النصب على بعضهم إنما مبكرًا جدًا قام أبطال الرقابة الإدارية بما لم يخطر على بال أحد، أن يقوموا به وفاجئوا 115 شركة مرة واحدة بأنحاء مصر في الأسبوع نفسه الذي زاروا فيه الوزارات والمحافظات لمراقبة أدائها مع الاستثمار!

دور الرقابة الإدارية الذي يتوسع كل يوم لحماية المصريين يعكس تراخي جهات أخرى في القيام بواجبها، ومع ذلك لم يشتك رجال الإدارية ولن ينتظر الشعب المصري حتى تؤدي الهيئات الأخرى أدوارها ولذا لا نملك إلا تقديم خالص التحية لهؤلاء الأبطال الذين تتزايد الثقة فيهم وفي دورهم يوم بعد الآخر، وندعو كل المصريين إلى دعمهم بكل ما يستطيعون وإبلاغهم بوقائع أي فساد يرونه أو يعرفونه في أي مكان، والصامت على الجرائم شريك فيها بكل تأكيد!
الجريدة الرسمية