رئيس التحرير
عصام كامل

مدرب الرقص الشرقي العالمي حسن ظاظا: حسن الرداد قلدني بطريقة مبتذلة وكنت هرفع عليه قضية

فيتو

  • درست في الأزهر ولم أكمل لانشغالي بالرقص
  • جلال الشرقاوي أبعدني عن مسرح البالون لأسباب سياسية 
  • نعمت مختار الأفضل في تاريخ الرقص الشرقي
  • تحية كاريوكا كانت ممثلة كبيرة لكنها لم تجد الرقص
  • سامية جمال كانت تغار من صغار الراقصات واستضفتها على أكبر مسرح بباريس و«جننت» الجمهور
  • ساعة الدرس الخصوصي في مدرستي بمائة يورو
  • جلال الشرقاوي أشاد بالعرض وبعدها بيوم قال «إيه القرف دا»
  • أطالب بتعليم الرقص الشرقي لأطفال «الابتدائي» 
  • فيفي عبده «لسانها فالت» ولم ترقص جيدا سوى في شوارع الهرم 
  • الراقصات الروسيات والأوكرانيات «بيشلتوا»
  • منى البرنس هدفها إثارة الجدل و«مالهاش في الرقص»
  • سقطت آلا كوشنير في «هزي يا نواعم» لأنها «مليانة عيوب» وفوزها بلقب «الراقصة» كان مجاملة
  • أصدر كتابا لتعليم الرقص الشرقي بشكل علمي قريبًا

حوار: مصطفى إبراهيم
عدسة: محمد متعب


قد يشكل السماع عن شخص يدرب فن الرقص الشرقي نوعا من الرفض لدى البعض، ولكن بمتابعة محمد حسن الشهير بظاظا، والذي قضى أغلب حياته في تعليم الفتيات الرقص الشرقي في باريس، تجد نفسك أمام رجل يؤمن بأنه يقدم فنا غاية في الرقي، وله فلسفته الخاصة حول الرقص الشرقي، ويرى ضرورة اتباع الأسس العلمية التي وضعها للراقصات، فهو عاصر وصادق أغلب راقصات الزمن الجميل، وله نظرة خاصة في الفرق بينهن وبين الراقصات الحاليات، وبرغم قضائه لفترات كبيرة من حياته في فرنسا، إلا أنه يظل فخورا بجنسيته المصرية.

اسمه الحقيقي محمد حسن، والشهرة الأزهري أو ظاظا، عمل في بداية حياته مدرسًا للرقص في مسرح البالون، بالإضافة إلى العمل في التليفزيون المصري والسينما في بداية حياته الفنية، وتنقل بعدها بين لبنان وسوريا وتركيا وإيطاليا، إلى أن استقر في فرنسا، وحصل على الدكتوراه في المسرح من جامعة السوربون، وأسس بباريس مدرسة للرقص الشرقي يقبل عليها مئات الفتيات من مختلف دول العالم من الراغبات في تعلم الرقص الشرقي، وشارك في العديد من المسابقات والمهرجانات والبرامج الخاصة بالرقص الشرقي.

وإلى نص الحوار..

*في البداية، حدثنا عن فترة دراستك في الأزهر، وكيف جاء التحول للرقص؟
كنت أدرس في معهد القاهرة الديني بالأزهر، حتى الصف الثالث الثانوي، ولكني لم أستطع المواصلة، نظرا لأن إتمام الدراسة يتطلب حفظ القرآن الكريم كاملًا، وكنت أعمل وقتها في فرقة صغيرة اسمها طوسون رشدي، في قصور الثقافة، ثم اشتركت في فرقة نيللي مظلوم، وتعلمت الباليه والفنون الشعبية، ثم الفرقة الاستعراضية بوزارة الثقافة، وعملت كراقص أول في مسرح البالون، ثم تحولت لمصمم رقصات كل ذلك وعمري 16 سنة، ولم يكن يسمح الوقت بتحمل أعباء دراسية إضافية، فانتقلت إلى مدرسة المبتديان للحصول على الشهادة الثانوية.

*وما هي أشهر العروض التي قمت بتصميم رقصاتها؟
صممت رقصات في أعمال مثل «حمدان وبهانة وبدلة التشريفة والليلة العظيمة والقاهرة في ألف عام وإضراب الشحاتين»، ولكني كنت أتعرض لضغوط

*وما هي طبيعة الضغوط التي تعرضت إليها؟
تعرضت لضغوط نفسية شديدة عن طريق مخرج الفرقة وقتها جلال الشرقاوي، فبعد تقديم إحدى الرقصات أشاد بالمجهود المبذول والعرض المتميز، ثم بعدها بيوم قام بسب العرض وقال «إيه القرف دا»، وكان ذلك نقطة التحول في حياتي، وترك الأمر أثرا سلبيا في نفسيتي وكان ضمن الأسباب التي دفعتني للسفر للخارج، ثم استطعت العودة مجددا، لأنني كنت أعمل وقتها مع الكاتب والمخرج المسرحي الكبير السيد بدير

*وهل استقريت وقتها بالعمل في مسرح البالون؟
لا، فالفنان الكبير السيد راضي بعدها طلب مني الانتقال إلى مسرح الجمهورية، وعملت وقتها معه في «الرجل اللي قال لا»، وقمت بتصميم رقصة لمسرحية اسمها «الخرمنجي»، وأعجب بها بشدة، وعملت وقتها أيضا في بعض الجماعات، ودربت منتخب معهد التعاون ومنتخب كلية الزراعة بجامعة القاهرة، وكلية البنات في مصر الجديدة.

*ومتى جاءت خطوة تأسيس مدرسة تعليم الرقص بباريس؟
في عام 1980، جاءني أحد أصدقائي وقال لي «عندي ليك هدية، جايبلك مدرسة تبقى بتاعتك»، ففرحت جدا وقتها، ولكن تفاجأت أن المكان جراج، وأصبت بالإحباط، ووصلت للمكان وجدته 228 مترا، فكانت انطلاقة رحلتي مع العمل المتواصل لتحويل الجراج إلى واحدة من أكبر مدارس تعليم الرقص الشرقي في أوروبا.

*وما سر تسميتك بالأزهري والتطور إلى ظاظا؟
عندما كنت أعمل في فرقة نيللي مظلوم أطلقت على اسم «أزهري» بسبب دراستي في الأزهر، ولكن عندما سافرت إلى إيطاليا وعملت في أحد الكازينوهات، وكان أحد الأشخاص يقدمني على المسرح، نسي الاسم وقال «ظاظا»، وكان لذلك الاسم أثر كبير مع الجمهور الإيطالي، لارتباطه بأغنية شهيرة هناك اسمها «ظاظا».

*هل تشعر بتقصير في تقدير موهبتك من الدولة؟
نعم، وليس أنا فقط، بل العديد من الفنانين الكبار لم يتلقوا التقدير المناسب، فأنا برغم احتفاظي بالجنسية الفرنسية، ولكن أقول إني مصري فرنسي، وأي مصري يجب عليه الفخر بجنسيته.

*حدثنا عن علاقتك بالفنانة سامية جمال؟
علاقة قوية واستضفتها في باريس، وكانت وقتها في سن الخمسين، وجعلتها ترقص على أكبر مسرح في باريس، وبمجرد تحركها على موسيقى «زينة زينة زينة»، أصيب الجمهور بحالة من الهوس والجنان برقصها، فهي لم يكن لديها سوى 10 خطوات تؤديهم، لكن كانت تقوم بهم بشكل دقيق للغاية، نظرا لأنها كانت ترقص تانجو وتشاتشاتشا «وماكنتش بتهز كتير».
وخلال وجودها في منزلي قامت بسب الفنان رشدي أباظة ولكن انفعلت وقتها، وسألتني زوجتي الفرنسية، لماذا انفعلت، فقلت «علشان اللي عملته غلط، ماتشتمش في بيتي، وزعلت جدا وقلتلها يا مدام سامية لا»، وسألتها: «ليه مش بتعلمي الرقص لبنات جداد؟»، فردت أنا أعلم واحدة علشان تطلع ترقص أحسن مني».

*وهل يمكن أن تقيم لنا راقصات الزمن الجميل، وأفضل ما يميز كل واحدة منهن؟
أرى أن نعمت مختار أفضل راقصة جاءت في تاريخ الرقص الشرقي، أما تحية كاريوكا كانت ممثلة كبيرة، لكنها لم تجد في الرقص، أما سهير زكي، كانت تجيد الرقص على أغاني أم كلثوم، وكان لها باع كبير في المسرح، ونعيمة عاكف كانت لها أسلوب متفرد في الرقص، ولديها أذن موسيقية متميزة، وكانت تؤدي كل أنواع الفنون مثل الرقص الشرقي والكلاكيت والأكروبات والتمثيل، أما نجوى فؤاد تعتبر أسطورة الرقص الشرقي، وشاركتها في مسرحية «الليلة العظيمة» بمسرح البالون، وكنا أعضاء بلجنة تحكيم برنامج «هزي يا نواعم».

*وماذا عن راقصات الوقت الحالي؟
البداية بالراقصة دينا، فهي لديها أسلوب خاص بها في الرقص، والكثيرات حاولن تقليدها لكن لم يفلحن، فهي اخترعت نوعا جديدا من الرقص الشرقي، أما فيفي عبده كانت جيدة في الرقص، خلال بداياتها فقط، عندما كانت ترقص في شارع الهرم، أما لوسي فهي راقصة ممتازة، وممثلة جيدة أيضًا.

*ولماذا لم تستقر فيفي عبده على النجاح في بداياتها؟
أذكر أنه خلال مشاركة فيفي عبده ودينا في إحدى البرامج بلبنان، سألوها: «إيه رأيك في دينا»، فردت: «ماعرفش دينا»، بينما علقت دينا في نفس الوقت بالبرنامج: «فيفي راقصة ممتازة»، وأرى أن أهم شئ للفنان أن تكون أخلاقه جيدة، لكن «فيفي لسانها فالت شوية، والراقصة لازم تكون محترمة وماتغلطش في زميلتها».

*ولكن في الرقص هل يوجد راقصة محترمة وأخرى غير محترمة؟
بالطبع، فعندما تجد راقصة ترتدي بدلة رقص شيك، لا تعتمد على إبراز جسدها، تقول إنها راقصة محترمة، أما إذا خرجت على المسرح لإبراز صدرها وقدميها فأقول إنها «غير محترمة».

*وما رأيك في الراقصات الأوكرانيات والروسيات اللاتي غزين الرقص في مصر؟
أرى أنهم «بيشلتوا» والأهم عندهم هو إثارة المشاهد عن طريق القيام بحركات لا تمت للرقص بصلة، فلو تابعنا رقصات نعيمة عاكف، فلا تجدها كانت تبرز جسدها بشكل كبير، ولا تقوم بحركات إثارة غير مبررة.

*وما رأيك في برنامج الراقصة؟
حزنت بعد حديث دينا عن أن البرنامج هو أول برنامج للرقص الشرقي، ونسيت برنامجي «هزي يا نواعم»، وآلا كوشنير التي كسبت فيها عيوب كثيرة فنية، وحصلت على اللقب كنوع من التشريف بعد ما أسقطتها في برنامجي.

*وما الذي يميز الراقصة الأجنبية عن المصرية؟
الراقصة الأجنبية تتميز بلياقة بدنية عالية، لكنها لا تعطيك نفس إحساس الراقصة المصرية، فالمصرية «استحالة حد يقف قصادها».

*وما هو المعيار الذي تستند إليه في تقييم الراقصة؟
سأكشف لك سر المهنة، فأنا أقيم الراقصة التي أمامي من طلعتها على المسرح، ووقفتها، فإذا وقفت على مشط رجلها تكون راقصة جيدة، أما إذا لم تستطع استعمال مشط رجلها بشكل جيد، فأعرف أنها «راقصة خايبة»، بالإضافة إلى طريقة سماعها للمزيكا والبدلة التي ترتديها، وتعبيرات وجهها.

*من وجهة نظرك، هل الرقص الشرقي للنساء فقط أم للرجال أيضًا؟
في الحقيقية أنا أزعل جدا لما أشوف راجل بيرقص شرقي، فالرقص الشرقي ليس للرجال، وأقول ذلك في العديد من المجتمعات الأوروبي.

*وما رأيك في حملة الهجوم على الدكتورة منى البرنس التي رقصت؟
ماتفعله ليس رقصا، هي تتمايل فقط مع المزيكا، ومن حركتها فإنها تفكر في شئء غير الرقص، ولها أغراض وحسابات أخرى، فهي ترغب في إحداث ضجة وإثارة الجدل.

*ومن وجهة نظرك ما الذي أدى إلى تغير بدل الرقص الشرقي عن زمان؟
هناك سيدة كانت تدعى توحيدة، وكان لديها مصنع لتصنيع البدل الشرقي، وصممت لكافة الراقصات الكبار من الزمن الجميل، ولكن في آخر أيامها، جاء خبراء ألمان تعلموا منها سر الصنعة، وأغلق أبناؤها المصنع بحجة أن «الرقص حرام».

*هل تابعت تقليد الفنان حسن الرداد لك في «زنقة الستات»؟
بالفعل تابعت المشهد، وأدى الرداد إحدى الرقصات التي صممتها، ونصحني أصدقائي برفع قضية عليه، باعتبار أنه لم يستأذن قبل الاستعانة بها، وبالفعل كنت هرفع عليه قضية، لكن لأنه فنان مصري «ومايهونش عليا أعمل حاجة زي كدا».

*وماهي تكلفة تعلم الرقص في مدرستك؟
في حال كانت الفتاة ترغب في دروس خصوصية، فيكون ذلك مقابل مائة يورو، وأحيانا أقوم بعمل تخفيض 50% ليصل سعر الساعة 50 يورو، أما التدريب داخل مجموعة يصل لـ15 يورو فقط.

*وما الحل لإنقاذ فن الرقص الشرقي في مصر من الابتذال؟
أطالب بفتح مدرسة لتعليم الأطفال الرقص الشرقي في سن صغيرة، فتعليم الرقص في سن صغير يسمح بإخراج جيل متعلم بشكل جيد، وبالإمكان تعليم الفتيات في المدارس الابتدائية، لأن في تلك المرحلة يكون تعلم الأطفال سريعا، وتكون لديهم قابلية للتعلم بشكل أكبر، كما يجري في روسيا من تعليم الأطفال للباليه في المدارس.

الجريدة الرسمية