رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

غيبوبة المسلمين.. وتاريخ الغرب الدامي!


أعلن المدعى العام الفرنسى، أن منفذ هجوم باريس خرج من سيارته وأطلق النار من بندقية كلاشنيكوف كريم الشرفى، وعمره 39 سنة، الذي ولد في فرنسا، وأضاف حيث تم العثور على أسلحة وقنبلة يدوية ومصحف في السيارة الخاصة بالمهاجم. وأكد على أنه لم يتم العثور على وثائق تفيد بتواصله مع جماعات متطرفة!


كان ذلك في المؤتمر الصحفى الذي عقده الجمعة الماضي.

الحقيقة تعودنا أن الإسلام له أعداء داخل وخارج العالم الإسلامي، كلام هذا المدعى جعلنى أتمنى من السيد المدعى الفرنسى، أن يعلن حجم المصحف وطباعة أي بلد؟ وعام طباعته، وهل مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم بأى نوع من الخط؟! الذي اىستفزنى ما أعلنه وأعلنته الشرطة الفرنسية أن منفذ الهجوم فرنسى، وكان معروفا لدى الشرطة وسبق اعتقاله في 2010، ووجهت له عدة تهم منها تهمة تهديد رجال الشرطة، والغريب أن الشرطة والسيد المدعى العام الفرنسى أكدا أن منفذ الهجوم له سوابق بارتكاب أعمال عنف! فلماذا الزج بالمصحف في التصريحات!؟

إذن نصل إلى أن الجانى بلطجى أو مجرم سبق اعتقاله، وسبق توجيه إليه تهمة تهديد رجال الشرطة، وهذا منذ سبع سنوات وليس من أيام، فلماذا إذن ذكر أن منفذ الهجوم وجد معه مصحف!؟ أي مسيحى يحمل في رقبته صليب وأيضا أي مسلم يحمل المصحف بدءا من المسلم البسيط لكى يتبرك من حمله إلى المسلم الذي يحاول حفظه أو القراءة فيه لجلب الحسنات، وبالتالى وجود المصحف في تصريحات هذا المدعى وفى جملة ليس لها أي محل من الإعراب، تعد سقطة، ولكن السؤال: لماذا لم تعلن الشرطة والمدعى الفرنسى عن أسباب عداء هذا الشاب للشرطة وخاصة أن الرئيس الفرنسى أعلن أن الشرطة مستهدفة دائما!؟

أعود للقرن التاسع عشر، في 1881 وفى أثناء دراسة قاسم في جامعة مونيليه الفرنسية، أخذ يتحدث المحاضر عن القانون الدولى وحقوق الدول في القانون الدولى، فإذا بالشاب المصرى قاسم أمين يسأل عن القانون الدولى بشأن احتلال فرنسا للجزائر وتونس، يذكر قاسم أمين أن السؤال لم يرق للمحاضر أو الفرنسيين، وكانوا يعتبرون أن القانون فقط للدول الكبرى فرنسا وإنجلترا فقط أما أفريقيا فهى حق لهم يحتلونها، بل إن أحد الفرنسيين قال لقاسم أمين سنحتل بلدكم وستكونون مستعمرة فرنسية نملكها أرضا وأفرادا، وبالفعل أصبحت مصر مستعمرة إنجليزية بتواطؤ فرنسى، الغريب أن هذه النظرة المتعالية لا تزال حتى الآن إلا ما ندر من الفرنسيين والغرب جميعه، وعلى رأسهم أمريكا زعيمة البلطجة في العالم الآن، ينظرون لنا نظرة دونية للأسف.

ولابد من الاعتراف بأننا كشعوب متخلفة يقع علينا جزء من المسئولية وليس المسئولية على الغرب فقط، ويدعى الغرب الحرية وأعمال القانون ولكن هذا لأهله ومواطنيه أما غير ذلك فلا يفتح أبوابه للإرهابيين ويستفيد منهم، ومن أموالهم، لدرجة أن البعض صرح أن ألمانيا فقط يصل رءوس أموال الإخوان فيها إلى 30% من استثمارتها، ونفس الأمر بنسب مختلفة في الدول الأخرى، وتعد إنجلترا في المرتبة الثانية وفرنسا الثالثة للاستفادة من أموال الإرهابيين الهاربين من بلادهم، وكما أشرت إلى أننا كمجتمع متخلف نعطى الفرصة لهؤلاء يحققون كل أهدافهم ويروجون لأفكارهم.

فمن يصدق أن الخديو توفيق اتفق مع الإنجليز على حمايته من المصريين وأعطاهم الحق في تحديد الوقت المناسب، وبسبب الخيانة خسر عرابى الحرب في مواجهة الإنجليز، والمؤلم أن الخديو توفيق ورجاله أطلقوا الإفراح بسبب هزيمة الجيش المصرى ومقتل مئات من أبناء الشعب، وجاء الإنجليز ليحكموا بشكل مباشر مصر ويتم التنكيل ليس بعرابى وزملائه فقط ولكن كل من كان يحمل أفكارا تقدمية لدفع مصر للأمام مثل الإمام محمد عبده الذي عارض حركة أحمد عرابى.

ومن فرنسا إلى أمريكا يا قلب لا تحزن، في الوقت الذي كانت فرنسا وإنجلترا مشغولين بتقسيم الدول العربية والأفريقية، كانت أمريكا في عام 1862 اشتعلت الحرب أو الصدام بين المهاجرين الأوروبيين البيض والهنود الحمر أصحاب الأرض، تدخل الجيش الأمريكى وحطم تقريبا قبائل الداكوتا وأخضعها، واعتقل الآلاف من المحاربين الهنود، وحكم على أكثر من ثلاثمائة بالإعدام، وأُعدم منهم ثمانية وثلاثون بقرار من لينكولن الرئيس الأمريكى نفسه، وسجّل يوم الإعدام 26 ديسمبر أكبر عدد من الإعدامات على مدار التاريخ الأمريكى، وبل وتم طرد هنود الداكوتا من أراضى أجدادهم. أين القانون وحقوق الشعوب وحقوق الإنسان، بالمناسبة، إنجلترا احتلت مصر تحت ستار حماية الأقليات من إرهاب المصريين!

مؤكد الإسلام يواجه أعداء، العدو الأول هو أبناؤه، الذين يشوهونه أمام العالم، وأصبح الإسلام مقرونا بالإرهاب والدماء، والعالم والصهيونية العالمية تستغل هذا، في كل مناسبة آخرها ما حدث في فرنسا، فالبرغم من الفاعل فرنسى مولود في فرنسا ولكن لمجرد أنه مسلم تم الإشارة لوجود المصحف وهو ليس قرينة لأى شىء، ولكنهم يعتبرونها رصة للإساءة للإسلام!

الغرب لن يتعلم، ولن يطرد الإرهابيين من الإخوان وغيرهم لأنه يستفيد منهم، وعلينا أن نعى هذا، وأختتم بكلمات للراحل د.مصطفى محمود وهى موجهة لنا في الداخل حتى نفيق من دروشة الدولة الإسلامية:

حاربنا وحطمنا خط بارليف وعبرنا سيناء دون أن ننقلب إلى حكومة إسلامية. وقد حاربنا التتار وهزمناهم ونحن دولة مماليك.. وحاربنا بقيادة صلاح الدين القائد الكردى وكسرنا الموجة الصليبية ودخلنا القدس ونحن دولة مدنية لا دولة إسلامية.. وكنا مسلمين طوال الوقت وكنا نحارب دفاعا عن الإسلام في فدائية وإخلاص بدون تلك الشكلية السياسية التي اسمها حكومة إسلامية.. أغلقوا هذا الباب الذي يدخل منه الانتهازيون والمتآمرون والماكرون والكذبة إنها كلمة جذابة كذابة يستعملها الكل كحصان طروادة ليدخل إلى البيت الإسلامى من بابه لينسفه من داخله وهو يلبس عمامة الخلافة ويحوقل ويبسمل بتسابيح الأولياء.. إنها الثياب التنكرية للأعداء الجدد!
Advertisements
الجريدة الرسمية