رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الاستقبال الحافل للجواسيس!


بعد 7 سنوات فقط وقبل أن يقضي الجاسوس عزام عزام نصف عقوبته، كان الإرهابي رئيس وزراء العدو الإسرائيلي أرئيل شارون يرسل إلى القاهرة عام 2004 رئيس الشاباك "آفي داختر" وبعد مفاوضات مع الرئيس مبارك أطلق سراح الجاسوس عزام في 5 ديسمبر 2004، على أن تطلق إسرائيل سراح ستة طلاب مصريين كانوا اعتقلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصيب المصريون بالصدمة من الصفقة بعد أن ظن الجميع أن إسرائيل ستطلق سراح الطلاب الستة للتعويض على قيامها بقتل ثلاثة جنود مصريين على الحدود في أكتوبر من العام نفسه.. ما يعنينا هو استقبال عزام عزام في إسرائيل وكيف قال لشارون: "أنا أحبك.. لقد أخبرت أخي أني إن لم أخرج من السجن على عهدك فلن أخرج منه أبدًا بعدك"!!


يعيدنا ذلك إلى مشهد مماثل تم قبل عامين عندما استقبل الإرهابي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتن ياهو الجاسوس الإسرائيلي عودة الترابين بعد ساعات من الإفراج عنه، ووصوله إلى تل أبيب بينما يذكرنا ذلك بما جرى قبلها بـ 60 عامًا تقريبًا عندما سقطت الشبكة الإسرائيلية المكونة من 13 من أخطر رجال الموساد بقيادة جون دارلينج "إبراهام دار" و12 آخرين كانت مهمتهم إفساد العلاقات بين نظام يوليو الوليد وبين أمريكا وعدد من الدول الكبرى من خلال أعمال تخريبية، تبدو أن مرتكبيها مصريون وهى الواقعة الشهيرة رأيناها في مسلسل رأفت الهجان عند تفجير إحدى دور السينما لكن ما يعنينا هو دور المصرية اليهودية مارسيل نينو، التي حصلت على حكم بالمؤبد لـ15 عامًا لكن أفرج عنها عام 69 في صفقة تبادل أسرى مصريين، وغادرت إلى إسرائيل لتحضر حفل زفافها جولدا مائير بنفسها!

ولكن جولدا مائير نفسها بكت بالدموع بعدها بعد تنفيذ حكم الإعدام على هبة سليم الجاسوسة، التي اشتهرت باسم "عبلة كامل" التي تحولت قصتها إلى فيلم "الصعود إلى الهاوية" وإن كانوا استقبلوا الجاسوسة انشراح موسى بعد إعدام زوجها إبراهيم شاهين استقبال الفاتحين، وصارت نجمة في وسائل الإعلام قبل تدهور أحوالها وأولادها فيما بعد!

الاستقبال الحافل للجواسيس ومن أدوا أدوارًا مهمة لمن جندوهم بات عرفًا في العالم كله، شرط اعتراف الدولة بتجسسها على الدولة الأخرى، أو يكون الاستقبال نفسه وحفاوته اعترافًا في ذاته مثلما حدث مع عشرات الجواسيس عبر سنوات طويلة في بلدان كثيرة، ولعلنا نتذكر عودة أشهر جواسيس روسيا إليها وهو "سنودن" الذي عاد إلى روسيا عام 2013 وتحديدًا في 23 من يونيو، وهبط في مطار شيريمتيفو الدولي وبعد أن حصل العميل الأمريكي على حق اللجوء السياسي طمأنه الرئيس بوتين بنفسه على حياته وقال له "إنه في مأمن"!

أما جوناثان بولارد الجاسوس الإسرائيلي على أمريكا نفسها فقد ظلت إسرائيل 12 عامًا كاملة -كاملة- تنكر صلتها به أو بتكليفه بأي أعمال حتى اعترفت عام 98، ليحق لها السعي للإفراج عنه الذي تم بعد مساع طويلة وزيارات لكبار قيادات العدو الإسرائيلي، حتى أفرج عنه عام 2015 وبعد أن أكمل 30 عامًا كاملة وقد استقبله الإرهابي نتن ياهو أيضًا وقال له "الشعب الإسرائيلي يرحب بالإفراج عن جوناثان بولارد.. لقد تمنيت هذا اليوم بعد أن طرحت قضيته على الرؤساء الأمريكيين خلال سنوات عديدة"!

هناك في هذا العالم من يقدرون قيمة جواسيسهم، وما قدموه من خدمات، وهناك أيضًا في هذا العالم وبمراهقة سخيفة أو بغوغائية مقرفة أو باستغفال مزمن، أو بتعمد مجرم من لا يقدرون مصالح أوطانهم ولا شعوبهم!
وبعضهم يعرف الندم.. يوم لا ينفع أي ندم!!
Advertisements
الجريدة الرسمية